منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 06 - 2014, 03:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,975

كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا
القمص أثناسيوس فهمي جورج
مقدمة ومدخل

تتلمذ كثيرون على أيدي الرسل الأطهار، وحملوا صدى أصيل لكرازتهم، معلنين بالحقيقة بساطة إنجيل الخلاص، مقدمين أيقونة صادقة لتلك الحقبة الفريدة.
وقد تقبل هؤلاء الآباء الرسوليين The Apostolic Fathers خلال تلمذتهم المباشرة للرسل، مفاهيم الإيمان المسيحي الإنجيلي، وكتبوا براعم حية تحمل روح الكنيسة الواحدة عبر الأجيال كلها.
لذلك يعتبر علم الباترولوچي أن كتابات الآباء الرسوليين، هي بدء إنطلاق الأدب المسيحي والتراث الآبائي الروحي، الذي يمثل فكر الكنيسة الجامعة الذي تسلمته من الآباء الرسل بفعل الروح القدس الرب المحيي الذي يعمل بلا إنقطاع في حياة الكنيسة، فالأدب العلمي بجانب الرسولي الآبائي يبدو قشاً، إذ بعد معرفة شدة لذة حلاوة الرب يسوع، يضحى كل طعام آخر علقماً، لا مذاقة له على الإطلاق.

كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا
S
ومن أهم سمات كتابات الآباء الرسوليين، أنها تتسم بالبساطة مع الغيرة الملتهبة والشهادة بالأقوال والأعمال، تتسم بالأصالة اللاهوتية والرصانة الروحية، تتسم بالإيمان العملي الذي عاشته الكنيسة بقلوب ملتهبة تقية، مع تقديم شهادة حية بالكرازة حتى الدم، لجنود روحيين عاشوا بطولات إيمانية في إشتياق قدسي للمجئ الثاني، مما صبغ كتاباتهم بالصبغة الإسخاتولوچية المجيئية، المزينة بالطابع الكنسي التقليدي.
لاشك أن الأرثوذكسية والأبوة قد امتزجتا معا في الحياة الإنجيلية المعاشة في الأمانة واستلام وديعة الإيمان الحي، في تجميع أزهار الفضيلة والنمو في النعمة والمعرفة.
لذلك التعليم الأرثوذكسي الآبائي مشبع بالعقيدة أساس البنيان الروحي السليم وبالدسم اللاهوتي التعليمي، فالشجرة لها جذور كما أن لها ساق، ويستحيل أن تزهر أو تثمر ما لم تتجذر وتشبع من الغذاء والدسم الأصلي.
وفي مئوية الكلية الإكليركية نقدم سلسلة آباء الكنيسة (إخثيس ΙΧΘΥΣ)نقدم صفحة من صفحات التاريخ الرسولي الأول، نقدم صورة حية للإيمان وللحياة المسيحية الرسولية، ولتاريخ العقيدة الأصلية منذ القرن الثاني الميلادي.
إن نظرة وقراءة سريعة في علم الباترولوچي تؤكد أن الإيمان الذي نؤمن ونعلم به اليوم هو ذات الإيمان الرسولي الذي تسلمناه من الآباء الأولين منذ الكنيسة الرسولية، كعمل أبوي يمزج التعليم بالتلمذة لمجد الثالوث القدوس المبارك.
وفي خضوع البنين واشتياق المحتاج نتطلع إلى سيرة القديس بوليكاربوس الأسقف والشهيد الذي حمل روح الإنجيل وفكر الكنيسة الجامعة منحصراً في الروح القدس الذي أودع فيه أوراقاً وزهوراً وأثماراً وأنشودة تتغنى بها الكنيسة ليمتد الإثمار واللحن الأبدي من جيل إلى جيل في نمو وإمتداد، في توافق وإنسجام وشوق مستمر لا ينقطع بعد رأى الرسل الطوباويين وتحدث معهم، وصار تقليدهم ماثلاً أمام عينيه، وكرازتهم لا تزال تدوي في أذنيه بإهتمام عملي ورعوي أصيل، في الإيمان والعقيدة والعبادة والجهاد الروحي.
كان همه الأول تمجيد الله مع المسيح وفيه، بعد أن تقدست نفسه بالروح القدس، ليشرح حقائق الإيمان، ويقدم القدوة الإيجابية لشعب رعيته بسميرنا، بقلب متجدد بالنعمة كقدس أقداس للرب راعي الرعاة الأعظم الذي أقامه أسقفاً عليهم.
أوصى بأن نعيش مسيحيتنا إيجابياً، راسماً الطريق المؤدي إلى الحياة، ذلك الطريق في الاقتداء بالمسيح وبالسعي وراء خلاص الآخرين، راعياً رعية الله ومدافعاً عن الإيمان وحافظاً الأمانة ومقدماً نفسه قدوة في الكمال المسيحي.
وأخيراً بذل حياته عن خِرَافِه وسفك دمه من أجل المسيح الملك، بعد أن سار قُدُماً في طريق الأبوة الروحية الحقيقية، على درب الشهادة والاستشهاد، وأغمض عينيه عن مجد العالم ليستحق أن يمتلئ قلبه بسلام الله، فيقدم جسده قرباناً على مذبح الحب الإلهي، لتفوح رائحة الطيب الذكية وتعطر الأرجاء. وتعيد له الكنيسة في يوم 29 أمشير – 8 مارس من السنة القبطية ذاكرة جهاده وشهادته.
إننا نقدم سيرة الشهيد بوليكاربوس معلم الفضيلة وأسقف النفوس الأمين الكثير الثمار، ضمن سلسلة ΙΧΘΥΣ لتكون سبب بركة ومعرفة ونمو روحي وتمتع دراسي لمحبي الآباء.
ومن كل قلبي أشكر أبي صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين النائب البابوي بالإسكندرية، ولا أجد من الكلمات ما أعبر به عن تلمذتي له في المسيح سوى كلمات الكتاب: "نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً" (1 يو 4: 19)، وشكراً خالصاً لنيافة الأنبا ديسقوروس الأسقف العام من أجل تعبه وعطائه ورسالته في نشر المعرفة الإلهية. ليعوض الرب كل من له تعب بطلبات القديس الطوباوي بوليكاربوس الأسقف والشهيد وكل الآباء، وبصلوات راعينا أسقف الأساقفة وراعي الرعاة صاحب الغبطة والقداسة البابا شنوده الثالث –حفظه الرب– ولربنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد آمين،،،
رد مع اقتباس
قديم 07 - 06 - 2014, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,975

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا

سيرة القديس بولكاربوس

1-من هو بوليكاربوس؟
نستطيع أن نتعرف على بوليكاربوس من خلال سيرة حياته وفهم شخصيته ومعرفة الظروف المحيطة به، ومن خلال رسائله التي جاءت وليدة احتياجات عملية رعوية، بلا غرض علمي دراسي.
وبالاختصار نتعرف عليه من رسالته ووقائع استشهاده، كيف كان وقوراً، وكيف ارتعب الجند من هيبته وقداسته ووداعته وبشاشة محياه، عندما أرادوا القبض عليه، إذ لم يخف عذاب الموت ولم يهاب الاستشهاد، بل واتسع قلبه بالحب نحو الغير يصلي لأجلهم في لحظات استشهاده.

كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا
كان من أهم الشخصيات الكنسية في ولاية آسيا الصغرى في النصف الأول من القرن الثاني، في الفترة التالية لعصر الرسل.
واستحق هذا القديس لقب "معلم آسيا، وأب المسيحيين، ومحطم الآلهة" بعد أن علم ورعى رعية الله، محطماً آلهة الأمم الباطلة.
لا نعرف شيئًا عن نشأته، فعندما حوكم، قال أن عمره 86 سنة، وإذا كانت هذه المحاكمة قد تمت حوالي عام 155 م، يكون بوليكارب قد ولد حوالي 69 ميلادية وربما قبل ذلك.
ومن المعروف أنه تعمد في صباه، وقد ذكر القديس إيريناؤس (انظر كتابنا "القديس ايريناؤس... ابو التقليد الكنسي" ضمن سلسة آباء الكنيسة ΙΧΘΥΣ)،، أن الرسول يوحنا الحبيب هو الذي أقامه أسقفاً على سميرنا، وهذا يعني أنه أقيم أسقفاً وهو في حوالي الثلاثين من عمره.
ويروي عنه كلارك C.P.S. أن سيدة تقية تدعى كاليستو Callisto اشترته بناء على رؤيا، وأودعته بيتها، إذ ظهر لها ملاك من الله في أحد الليالي وقال لها في حلم "كاليستو، استيقظي واذهبي إلى بوابة الأفسيين Ephesian وعندما تسيري قليلاً ستلتقين برجلين معهما ولد صغير يدعى بوليكاربوس. اسأليها أن كان هذا الولد للبيع وعندما يجيبانك بالإيجاب إدفعي لهما الثمن المطلوب، وخذي الصبي واحتفظي به عندك إنه طفل شرقي...".
أطاعت كاليستو الرؤيا فوجدت كل ما قيل لها عنه في الرؤيا، واشترت بوليكاربوس وأودعته منزلها، وعندما كبر جعلته مدبراً لمخازنها.
وحدث مرة أنها سافرت لأمر ما وسلمت مخازنها له، فتجمع حوله الأيتام والأرامل والتفَّ حوله المحتاجون وكل ذي حاجة، فكان بوليكاربوس يعطيهم بسخاء، فلما رجعت السيدة كاليستو أخبرها العبد زميله بما حدث وبما فعله بوليكاربوس، لكنها عندما استدعته وفتحت المخازن وجدتها مملوءة كما كانت.
فأمرت بعقاب العبد الذي وشى ببوليكاربوس، لكن للحال طلب منها بوليكاربوس أن تعفو عنه، معترفاً لها بحقيقة الأمر وبما حدث، وبأنه أفرغ جميع المخازن في عطائه للفقراء.
لذلك اندهشت كاليستو من هذه المعجزة حتى أنها تبنت بوليكاربوس وكتبت وصيتها بأن يرث كل ما تملكه بعد وفاتها أما هو فلم يشغله هذا الأمر، لأنه كان مسيحياً حقيقياً لم يتأثر بالغنى ومحبة المال.
ومن أعماله الطيبة التي أوردها عنه كلارك أنه يذهب إلى الطريق الذي يعود منه حاملي الحطب من الضواحي، فكان يختار أكبرهم سناً ويشتري منه الحطب بنفسه إلى الأرامل الفقراء.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 06 - 2014, 03:56 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,975

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا

سماته الشخصية

كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا
2-سماته الشخصية
يرى البعض أنه تتلمذ على يدي القديس يوحنا اللاهوتي الحبيب، وقد تعلم الكثير ممن عاينوا الرب، وربما قام القديس يوحنا نفسه بسيامته أسقفاً على سميرنا (أزمير).
تتلمذ على يديه القديس ايريناؤس أسقف ليون، وشهد له بالرصانة والوقار الأبوي الأسقفي مع قداسة السيرة وعمق التعليم وغنى الخبرة القدسية الروحية.
ويذكر التقليد الآبائي أنه تعلم بواسطة الرسل وتتلمذ عند أقدام كثيرين من الذين عاينوا الرب يسوع.
عرف عنه أنه مدافع عن الإيمان السليم ضد الهراطقة والأخوة الكذبة، مع رسوخه أمام الوثنيين والمضطهدين، فشهد لمحبته للرب بالقول والعمل، في حياته وإستشهاده.
عرف عنه أنه محب للأعداء حتى إنه قدم طعاماً وشراباً للجنود الذين أتوا للقبض عليه، وعرف عنه القوة والصلابة حتى أنه لم يحسب الرعاع الذين أتوا ليروا تعذيبه مستحقين أن يسمعوا دفاعاً عن المسيحية، وعرف عنه أيضاً أنه رجل صلاة وعبادة، يصلي من أجل الكل وللكل حتى اللحظة الأخيرة من حياته.
* ولعل من أهم سماته شجاعته وفرحه وشهادته للمسيح، ولم تكن تهمته شيء سوى أنه مسيحي فكانت جريمته الإيمان بالمسيح، والتي من أجلها حرق حياً قربانا لله الآب.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 06 - 2014, 03:58 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,975

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا

كهنوته
كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا

3-كهنوته
يذكر كلارك أن بوكولس Bucolus أسقف سميرنا سامه شماساً، فشهد للمخلص بالكلام (الكرازة والتعليم)، كما بحياته وقدوته الطيبة، مواجهاً الأمم واليهود والهراطقة.
لذلك سامه كاهناً في سن مبكر، وقد شهد له الأسقف قائلاً إنه يستحق أن يكون مشيراً ومشاركاً له في التعليم.
سيم أسقفا وهو في حوالي الثلاثين من عمره، بعد أن إشتهر بأعمال الرحمة والمحبة والعطاء.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 06 - 2014, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,975

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا

أسقفيته

كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا
4- بوليكاربوس أسقف سميرنا
جاء في الكتاب الثالث ضد الهراطقة للقديس ايريناؤس أسقف ليون تلميذه قوله: "وأما بوليكاربوس ليس فقط قد تعلم بواسطة الرسل، وتحدث مع كثيرين ممن شاهدوا المسيح، بل وايضا تعلم بواسطة الرسل في آسيا، وأقيم أسقفا في سميرنا، هذا الذي رأيته في صغرى"... تلك شهادة تلميذه ايريناؤس أسقف ليون.
ويقول عنه العلامة الأفريقي ترتليان: أن القديس يوحنا الحبيب هو الذي أقامه أسقفاً، وذلك قبل نفيه إلى جزيرة بطمس.
وقد ذهب البعض إلى أنه ملاك كنيسة سميرنا الذي أشار إليه سفر الرؤيا (2: 8)،وهو الأسقف الذي وجد باراً، غنياً في الإيمان، فقيراً في مادياته، مقاوماً للمجدفين، ينتظر دخوله في ضيق، وفعلاً إضطهده الوثنيون والهراطقة والأخوة الكذبة.
وقال عنه القديس ايريناؤس في خطابه إلى Vlorinus: "استطيع أن أصف حتى المكان الذي كان المبارك بوليكاربوس يجلس فيه وهو يعظ، وطريقة دخوله وخروجه، وأسلوب حياته، وهيئته الجسمانية، وعظاته للشعب، والوصف الذي قدمه عن عشرته مع يوحنا والآخرين الذين رأوا الرب، وكيف أنه كان يتذكر كلماتهم وما سمعه منهم عن الرب، ومعجزاتهم وتعاليمهم، وكيف أن بوليكاربوس إستلمها من شهود عاينوا ورأوا كلمة الحياة، وروى كل شيء بما يتفق مع الاسفار المقدسة، وقد أصغيت بشغف لهذه الأمور برحمة الله التي وُهبت لي، وسجلتها لا على ورق، بل في قلبي، وصرت أتأمل وأتفكر فيها وأرددها بنعمة الله" (القديس ايريناؤس – سلسلة آباء الكنيسة – الطبعة الأولى 1992 صــ 5، 6).
ومما هو جدير بالذكر أن ايرناؤس تلميذ بوليكاربوس رغم أنه كان في روما وقت إستشهاده إلا أنه في اليوم والساعة التي استشهد فيها سمع صوتاً يدوي مثل بوق يقول: "لقد استشهد بوليكاربوس".
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 06 - 2014, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,975

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا

القديسان أغناطيوس وبوليكاربوس

كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا
5- القديسان بوليكاربوس وأغناطيوس
ارتبط اسم القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا بالقديس أغناطيوس النوراني أسقف أنطاكية، فقد توقف أغناطيوس وهو في طريقه إلى روما للإستشهاد، واستقبله بوليكاربوس وقبَّل قيوده بتكريم لائق به كمعلم عظيم وكخليفة للقديس بطرس الرسولي، يتبارك به ويلتقط من درر تعاليمه، ليلحق به بعد حوالي 40 عاما مقدسا حياته ذبيحة حب بالاستشهاد.
اهتم القديس بوليكاربوس برسائل أغناطيوس النوراني فجمعها وأرفقها بخطاب من عنده، ولعل الشهيد بوليكاربوس امتثل به حتى أنه مشى على هديه وخطاه مواجها الاستشهاد كصخرة لا تتزعزع.
وعندما بلغ القديس أغناطيوس تراوس بعث برسالة إلى القديس بوليكاربوس، تكشف عن شخصية صاحب هذه السيرة أسقف سميرنا: "أرحب بفرح بمشاعرك وأفكارك الثابتة في الله كصخرة لا تتزعزع، لذلك مجدت الرب بلا حدود لأنه أهلني لرؤية وجهك الذي بلا عيب وأرجو أن أتمتع به في الله".
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 06 - 2014, 04:00 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,975

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا

بوليكاربوس والهراطقة

كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا
6- بوليكاربوس والهراطقة
قاوم القديس بوليكاربوس الهراطقة، خاصة مَرقيون، وقد كشف تلميذه ايريناؤس عن جهاده ضد الهرطقات وانه رد كثيرين ممن انحرفوا وراء الهراطقة (أتباع فالنتينوس وأتباع مرقيون) إلى الكنيسة الجامعة، شاهدا للحق الذي استلمه من الرسل، محولا كثيرين عن طريق الضلالة، مدافعاً عن الإيمان المستقيم وحافظاً له.
ويذكر التاريخ أن القديس بوليكاربوس التقى بمرقيون، فسأله الأخير: "أتعرفنا؟" أجابه: "أعرفك، أنك بكر الشيطان" حريصاً أن يرفض حتى مجرد الحديث مع الذين لا يقبلون الحق الإلهي.
فكانت غيرته متقدة، حتى أنه كان يسد أذنيه ويهرب من سماع كلام الهراطقة والأخوة الكذبة قائلا: "أواه يا إلهي الصالح على تعاسة الزمان الذي حفظتني إليه" وكان قادراً على تفنيد أي هرطقة لأنه تسلم قوانين الكنيسة الرسولية الجامعة.
وبفضل وبركة القديس بوليكاربوس رجع كثير من أتباع مرقيون عن ضلالتهم الهرطوقية، حتى أن مرقيون ندم على ما فعله وارتضى بتعليم الكنيسة، لكنه مات قبل أن يفعل.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 06 - 2014, 04:01 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,975

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا

القديس بوليكاربوس الشهيد (إستشهاده)

إحتمل مسيحيو سميرنا الكثير من أجل الإيمان، وصب مرقس أوريليوس جامات غضبه على المسيحيين... وتقدم لنا رسالة كنيسة سميرنا (عام 156 م) إلى المسيحيين في فيلوميليون Philomelion بفريچيا العظمى تفصيلاً عن إستشهاد القديس بوليكارب الذي حدث بعد فترة قصيرة من عودته من روما، وتعتبر هذه الرسالة أقدم وثيقة عن إستشهاد شخص وأول عمل من "أعمال الشهداء Acta Matyrum" التي تقدم تقارير شهود العيان والسير القصصية للأدب الاستشهادي المسيحي.
وتعد سيرة استشهاد بوليكاربوس أقدم وثيقة كنسية سجلت لنا التعليم الرسولي بأن الشهيد مدعو لأن يتمثل بآلام المسيح وموته بالحق والفعل وأنه مدعو للشهادة بالكلام والأقوال وللاستشهاد حتى الدم.
تقدم الوثيقة أقدم شهادة على الإهتمام بأجساد الشهداء والاحتفال بأعيادهم وتذكاراتهم، كما وسجل كاتب الوثيقة الصلاة التي قدمها الشهيد بوليكاربوس ساعة استشهاده والتي لا تختلف عن مفردات رسالته إلى فيلبي، لذا جاءت شهادة حية عن الثالوث القدوس، وعن العزاء والخلاص وعمل الروح القدس ووحدة الكنيسة.
وهنا نرى أن بوليكاربوس في ساعة استشهاده الأخيرة، وقد امتد إيمانه ليشمل الثالوث وفداء المسيح رئيس الكهنة الذي بدونه لا قيمة للذبيحة الحية التي تقدم.
وتطلع الشهيد بوليكاربوس إلى شركة السمائيين وعشرة الشهداء والقديسين وإلى دوام الشركة مع هؤلاء، لحياة الأبد للنفس والجسد... يا لها من قوة تسلح بها شهيدنا الأمين بوليكاربوس، حتى أنه واجه النار الآكلة وهو يتحدث عن قيامة الجسد.

كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا
كتبت وثيقة استشهاد القديس بعد استشهاده بفترة وجيزة، وتسجلت بها وقائع شهادته بعد وقت قصير جداً لأن الكاتب قد تذكر الساعة واليوم والسنة والأحداث والكلمات والوصف.
وأشارت الوثيقة إلى مشاعر وكلمات القديس بوليكاربوس وكيف أنه تطلع للاستشهاد كهبة إلهية، وكيف شكر الله عليه بفرح، مثبتاً شكره بكلمة آمين.
ومن أهم الملاحظات التي ركز عليها علم الباترولوچي أن هذه الوثيقة قدمت انطباعًا رائعاً عن سمو شخصية بوليكاربوس الشهيد، ودللت على الإضطهاد الذي ساد في عهد مرقس أوريليوس... وشرحت طريقة القبض على الأسقف، وكيف أن الجنود تعجبوا من هيبته ووداعته وعذوبته، حتى أن أحدهم قال: "لماذا هذا التكالب في طلب موت هذا الشيخ الوقور؟"...
ونأتي إلى مقولة القديس الذهبية التي قالها عندما طلب منه أن يلعن المسيح، "لقد مضت ستة وثمانون عاماً أخدم فيها المسيح، وشراً لم يفعل معي قط، بل أقتبل منه كل يوم نعماً جديدة، فكيف أجدف على مالكي الذي يخلصني؟".
وحينما هددوه بالحرق والطرح للوحوش، قال: "إني لا اخاف النار التي تحرق الجسد، بل تلك النار الدائمة التي تحرق النفس وأما ما توعدتني به من أنك تطرحني للوحوش المفترسة، فهذا أيضاً لا أبالي به، إحضر الوحوش، وإضرم النار، فها أنا مستعد للحريق والافتراس".
وحينما حاول الجند تسميره على خشبة حتى لا يتحرك من شدة عذابات النار، قال لهم: "اتركوني هكذا، فان ذاك الذي وهبني قوة لكي احتمل شدة حريق النار، هو نفسه سيجعلني ألبث فيها بهدوء دون حاجة إلى مساميركم".
أوثقوا يديه وراء ظهره وحملوه واضعين إياه على الحطب كما لو كان ذبيحة على مذبح، أما هو فصلى للرب، شاكراً إياه أنه سمح له أن يموت شهيداً، وأن يشركه في شرب كأس آلام الإبن الوحيد.
وأوردت هذه الوثيقة أول شهادة عن تقدير الكنيسة لرفات الشهداء، إذ جاء فيها: "أخذنا بعد ذلك رفاته الباقية الثمينة أكثر من الحجارة الكريمة، الأسمى من الذهب، وأودعناها في مكان لائق. ليسمح الرب لنا – قدر المستطاع – أن نجتمع بالفرح والحبور لنحتفل باستشهاده – يوم ميلاده!".
تتحدث الوثيقة عن تكريم الشهداء: "نسجد له لأنه ابن الله، ونحب الشهداء لأنهم تلاميذ الرب يقتدون به، يستحقون ذلك من أجل محبتهم الفائقة لملكهم ومعلمهم". وقد حسب المؤمنون أن عيد استشهاد بوليكاربوس عيد الكنيسة وعيد للشهداء.
تضمنت الرسالة الشكر الليتورچي الذي قدمه الشهيد بوليكاربوس ساعة استشهاده وتضمنت تمجيده الذكصولوجي للثالوث القدوس وتضمنت أيضاً جامعية الكنيسة وأرثوذكسية إيمانها، وميزت الرسالة الواردة بالوثيقة بين الجسد الكنيسة الجامعة تحت قيادة قادتها الأرثوذكسيين وبين الجامعات المنشقة تحت قيادة الهراطقة.
كشفت الوثيقة الخاصة باستشهاد بوليكاربوس كيف أنه كان رجل صلاة وعبادة،حتى أنه صلى قبيل استشهاده مدركاً أن الصلاة مصدر قوته، وكيف أنه رجل الكنيسة الواحدة في جوهرها وحياتها وإيمانها في كل مكان، الذي بقلب منفعل بالمحبة الإلهية المكتملة بالإتحاد مع كل جسد المسيح، تطلع إلى الرب الذي حل فيه بالحقيقة بكيفية تفوق كل تعبير، وصار له جوهرة فائقة لا يمكن أن يعادلها شيء ما في الوجود، وكل شيء نفاية بالمقابلة معه، فصار هو ذبيحة على مذبح الرب محرقة وقرباناً.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 06 - 2014, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,975

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا

قصة استشهاد القديس بوليكاربوس كما جاءت في رسالة كنيسة سميرنا إلى كنيسة فيلوميلوم

أن كل ما حدث في إستشهاد بوليكارب إنما حدث بإرادة الرب الذي أراد أن يرينا من السماء الإستشهاد الحقيقي حسب الإنجيل، إذ بوليكارب إنتظر حتى يُسلَّم مثلما فعل الرب، حتى نصبح نحن أنفسنا بالتالي متشبهين به.
مباركة ونبيلة هي عمليات الإستشهاد التي تتم حسب إرادة الله لأن كل شيء ينسب لقوة الله التي تغبط كل شيء.
ومن لا يعجب بشهامة وإحتمال ومحبة هؤلاء الشهداء لسيدهم؟! فبعضهم مزقته السياط حتى ظهرت الأجزاء الداخلية لأجسادهم بما فيها الأوردة والشرايين وبعضهم سجل بطولة فائقة، فلم يصدر منهم أي بكاء أو أنين، لأن الرب كان يتحدث معهم.
وعندما إنتبهوا لنعمة المسيح، إستهانوا بعذابات العالم وبساعات إحتملوا فيها العذاب، إشتروا الحياة الأبدية، أما نيران معذبيهم المتوحشين فقد إعتبروها بلا حرارة لأنهم وضعوا أمام عيونهم أن يهربوا من النار الأبدية التي لا تنطفئ، وفي وسط اللهيب كانوا يتطلعون إلى الخيرات المعدة للذين يصبرون.
ونفس الاحتمال ظهر بكل وضوح في الذين طرحوا للوحوش، لأنهم احتملوا عذابات وحشية عندما طرحوا أرضاً وسحبواً فوق الحصى والزلط الخشن وضربوا بكل قسوة بمختلف الطرق لعل هذا يؤدي إلى إنكار الإيمان إذا استمر العذاب، وهكذا أستخدم الشيطان كل حيلة ولكنه فشل.

كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا
أما بوليكارب العجيب فعندما سمع أن الجموع تطلبه وتبحث عنه، لم يضطرب بل رغب في أن يظل في المدينة، ولكن غالبية الشعب طلبت إليه بإلحاح أن يخرج من المدينة بهدوء، فخرج واعتزل خارج سميرنا، ومكث هناك لا يفعل شيئا سوى الصلاة ليلاً ونهاراً، من أجل الكل ولا سيما الكنائس في العالم كله كما كانت عادته.
وعندما كان يصلي رأى في رؤيا وسادته التي تحت رأسه تحترق بالنار، فالتفت للذين حوله وقال لهم: "يقينا سوف أحرق حيا".
وبالبحث عنه ومطاردته، اختار هو النصيب المعين له ليصبح شريكاً للمسيح والذين أتوا ليقبضوا عليه أعجبوا بشجاعته ودهشوا لشيخوخته، أما بوليكارب فقد أمر بتقديم الطعام والشراب لهم فوراً وطلب منهم أن يمنحوه ساعة واحدة يختلي فيها للصلاة.
فوقف يصلي وهو مملوء بالنعمة الإلهية، مصلياً لمدة ساعتين بصوت مسموع والذين سمعوه يصلي دهشوا وأسفوا جداً لأنهم جاءوا ليلقوا القبض على هذا الشيخ الوقور.
ذكر في صلاته الصغار والكبار، الأغنياء والفقراء، والكنيسة الجامعة كلها... وجاءت ساعة الرحيل، فأجلسوه على حمار وقادوه إلى المدينة... وهناك حاولوا ملاطفته، ولما وجدوه ثابتاً، ارتفع الصراخ بدرجة استحال على أي منا أن يسمع الآخر.
وعندما دخل بوليكارب الملعب جاء صوت يقول: "تقوى يا بوليكارب وكن رجلاً" ولم ير أحد المتكلم، أما أصدقاؤنا الذين كانوا هناك فقد سمعوا الصوت، وبعد ذلك تقدم إلى المنصة وعلا الصراخ عندما عرف الناس أن بوليكارب قد قبض عليه.
وعندما جئ به وقف أمام الوالي وسأله إذا كان هو بوليكاربوس.... أكد أنه هو، وحاول الوالي إغراؤه بقوله: "أحترم شيخوختك، وأقوال أخرى من نفس النوع.... وعندما جدد الوالي الصغط عليه، قال بوليكارب: "ستة وثمانون سنة وأنا خادمه ولم يسئ إلى قط، فكيف أجدف على ملكي الذي خلصني".
وأجاب أيضاً بوليكارب: "أنك تخدع نفسك إذا ظننت إنني سأحلف بحياة قيصر كما تقول، وإذا كنت تتجاهل بأنك تعرف من أنا فاسمع جيداً: أنا مسيحي، أما إذا كنت تريد أن تعرف تعاليم المسيحية فعين يوماً اشرحها لك".
قال له الوالي: "عندي وحوش ضارية سوف أرميك لها وسوف أرميك في النار إذا كنت تستهزئ بالوحوش"، لكنه لم يخف من النار التي تحرق لوقت قصير وتنطفئ سريعاً، فكان مملوء بالشجاعة والفرح، تشع النعمة من وجهه ولم يَبْدو عليه أثر للإضطراب رغم ما ذكره.
ولما لم ينثن عن عزمه واعترف بمسيحه، صرخ الوثنيون بغضب: "هذا هو معلم آسيا وأب المسيحيين ومحطم آلهتنا. هذا هو الذي يعلم الكثيرين بأن لا يذبحوا ولا يعبدوا الآلهة"، وطلبوا أن يحرق بوليكارب حياً، وكان هذا مؤكدا للرؤية التي رآها عندما رأى وسادته تحترق بينما كان يصلي، والتفت وقال بروح النبوة لمن حوله: "يقيناً سوف أحرق حياً من أجل مخلصي الجزيل العذوبة".
وكان الخشب والحطب والنار قد أعدا له، فخلع بوليكارب -الذي انحنى من الشيخوخة وابيضت لحيته- ثيابه وفك المنطقة التي تمنطق بها وخلع نعليه.
وعلى الفور ربطوه في عمود، وعندما حاولوا تسميره قال لهم: "دعوني حراً، لأن الذي أعطاني القوة لملاقاة النار دون أن اضطرب سوف يعطيني القوة لأظل فيها دون أن أتحرك ودون أن تشدني المسامير".
وهكذا لم يسمروه بل اكتفوا بتقييده ووضع يديه خلف ظهره فربطوهما وصار بذلك مثل حمل كريم من قطيع عظيم، وقرباناً بل محرقة مستعدة مقبولة لدى الله، أما هو فنظر إلى فوق إلى السماء وقال: "أيها الرب الإله ضابط الكل أبو ابنك المحبوب وفتاك المبارك يسوع المسيح الذي به تقبلنا معرفة كاملة عنك، أنت اله الملائكة والقوات وكل الخليقة وكل عشيرة الصديقين الذين يعيشون في حضرتك. أباركك لأنك منحتني في هذا اليوم وفي هذه الساعة أن احسب في عداد شهدائك، وان اشترك في كأس مسيحك للقيامة لحياة الأبد للنفس والجسد في عدم الموت الذي للروح القدس. ليتك تقبلني اليوم مع مصاف شهدائك لأكون في حضرتك ذبيحة ثمينة مقبولة، لأنك أنت الإله الحق الذي لا يكذب، وقد سبقت وأعلنت (هذا الاستشهاد) يا إله الكل ورب الكل... لأجل هذا أسبحك أباركك وأمجدك في رئيس الكهنة السماوي الخالد والأبدي يسوع المسيح فتاك المحبوب الذي به لك المجد معه ومع الروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين".
وعندما نطق بكلمة "آمين" وختم صلاته أشعل الجند النار فارتفع اللهب عاليًا. أما نحن الذين كنا واقفين فقد رأينا هذه الأعجوبة واحتفظنا بما رأيناه حتى نخبر باقي الأخوة بما حدث.
كانت ألسنة اللهب قد ارتفعت وصارت مثل قوس بشكل قلع مركب الذي يدفعه الريح، وأحاطت النيران بجسد الشهيد مثل حائط وكان هو في الوسط ليس كجسد يحترق بل كخبز ينضج أو ذهب وفضة يصفى في البوتقة، وكنا نشم رائحة بخور وعطر نادر.
أما الأثمة فقد رأوا أن جسده لم تأكله النار فأمروا جلادا بأن يصعد إلى حيث كان مربوطا ويطعنه بحربة. وعندما طعنه خرجت من الجسد حمامة، وبعدما سالت دماء كثيرة حتى أطفأت النار، فذهلت الجموع المحتشدة وأدركت أنه يوجد فرق بين نفوس المؤمنين وغيرهم..
لقد كان الشهيد بوليكاربوس من أبرز مختاري الله، كان في أيامنا رسولياً ومعلماً له روح النبوة، وأسقف الكنيسة الجامعة المقدسة في سميرنا، وكل كلمة نطقها بفمه تحققت وسوف تتحقق.
وحاولنا أن نحصل على جسد الأسقف الشهيد الذي بلا لوم من البداية والذي توج بإكليل عدم الموت ونال الجعالة التي لا توصف، وقد تمكنا من أن نحصل على العظام الثمينة الغالية، ووضعناها حيث ينبغي أن تكون.
هذا هو مصير المبارك بوليكارب الشهيد النبيل، الذي غلب ظلم الوالي ونال إكليل عدم الموت وهو الآن يمجد الله الآب ضابط الكل، ويفرح مع الرسل وكل الأبرار، ويبارك ربنا يسوع المسيح مخلص نفوسنا وسيد أجسادنا وراعي الكنيسة الجامعة الكائنة في العالم كله.
نرجوكم أيها الأخوة محبو الإله أن تسيروا حسب الإنجيل وحسب كلمات ربنا يسوع المسيح الذي به المجد لله الآب وللروح القدس،وأن تسيروا معنا في إثر خطوات المبارك بوليكارب، لكي نرث معاً ملكوت يسوع المخلص لكي نخلص مع المختارين، بركة الشهداء الظافرين تكون معنا آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 06 - 2014, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,975

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا

أعمال القديس بوليكاربوس


1- مقدمة عامة

تعتبر وثائق الآباء الرسوليين رعوية في سماتها العامة، أما مضمونها وأسلوبها فهو قريب الشبه بالعهد الجديد وعلى الأخص الرسائل.
ويخبرنا القديس إيريناؤس أن القديس بوليكاربوس بعث عدة رسائل إلى الكنائس المسيحية المجاورة وإلى بعض الأساقفة زملائه ولم يصلنا من هذه الرسائل سوى رسالته إلى أهل فيلبي.
لقد طلب أهل فيلبي من القديس بوليكاربوس نسخة من رسائل الشهيد العظيم أغناطيوس النوراني، فأرسلها ومعها رسالة وجهها إليهم، وهذه الرسالة مدعمة بحجج قوية على صحتها، شهد بذلك القديس إيريناؤس وكثير من الآباء.
لذلك لهذه الرسالة علاقة وثيقة برسائل القديس إغناطيوس الأنطاكي، إذ أن جزء منها كان معاصراً لرسائله.

كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا
تقسم رسالة بوليكاربوس إلى فيلبي، إلى رسالتين فيمكن إعتبار الفصل 13، 14 بمثابة رسالة تشرح وتقدم رسائل صديقه القديس أغناطيوس، أما الفصول الأولى الإثنا عشر فمن المرجح أن تكون قد كتبت قبل ذلك بعشرين عاماً لتدحض الهرطقة المارقونية.
كتاب القديس بوليكاربوس الشهيد أسقف سميرنا
2- سمات الرسالة إلى فيلبي

لرسالة القديس بوليكاربوس إلى أهل فيلبي أهمية كبيرة، لأنها تكشف لنا عن حالة الكنيسة البكر، وهي تمتاز بسِمَة الحكمة العملية، وأيضاً بالاستناد إلى نصوص الكتاب المقدس.
وتعكس الرسالة روح القديس يوحنا في وداعته كالحمل وملامح الهدوء، وقد كان محبا كما كان يوحنا الحبيب، وانعكس صوت "ابن الرعد" على بوليكاربوس في توبيخاته.
تكشف هذه الرسالة عن بنود الإيمان المسيحي الخاصة بلاهوت السيد المسيح... فتعلن عن الإيمان الثالوثي: الآب والابن والروح القدس؛ وتجسد الكلمة وصلبه وموته؛ والقيامة من الأموات؛ والدينونة.
تدافع الرسالة عن التعليم الخاص بالتجسد وموت السيد المسيح على الصليب للرد المعلمين الكذبة، إذ أن مجال الرسالة هو تدعيم الإيمان بالمسيح.
رسمت الرسالة الإيمان العملي الذي بلا انحراف، محددة الواجبات الحتمية سواء الإكليروس أو للشعب، مع بعض الجوانب التنظيمية والالتزامات الرعوية.
تحدثت الرسالة عن الإيمان الحي مع الإقتداء بالسيد المسيح والحياة به والثبات على الدوام في رجائنا وفي عربون برنا، الذي لأجلنا احتمل كل شيء لكي نحيا نحن به.
حثت الرسالة على الاهتمام بخلاص الآخرين في ترفق ووداعة وحب، مع التوصية باللاعنف في نشر الأفكار والإيمان. كما حثت على ضرورة الصلاة لأجل الملوك والرؤساء وسلامة الدولة.
قدمت الرسالة صورة واقعية للكنيسة الأولى، أنها كنيسة فرح وإقتداء ومحبة واحتمال وإيمان راسخ متأصل الجذور وطاعة لكلام البر وتمجيد الله وشركة الجسد الواحد، كنيسة الإنجيل ومعرفة الكتب المقدسة والبنيان على الإيمان والحق والنقاء وميراث القديسين، كنيسة الصلاة والأثمار والكمال.
التزمت الرسالة بالأخلاقيات المسيحية (اللاهوت السلوكي العملي) في الابتعاد عن الظلم والطمع وشهادة الزور والشتيمة والضرب واللعنة وشبه الشر والزنا والحذر من العثرة وفراغ العقل.
وفي المقابل توصي بإتباع الحق بدقة وثبات، محبة المسيح والقريب،والرفق والبر والتعقل والعفة والضمير النقي والغيرة في عمل الصلاح والسهر والتضرع والثبات وعمل الرحمة والسلوك المستقيم.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تصميم | القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا
تصميم| القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا
القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا| تصميم
القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا|تصميم
القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا |تصميم


الساعة الآن 01:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024