رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفكر الروحي عند القديس ديديموس 8) الفكر الروحي عند القديس ديديموس وفى مقارنة بين عمل هابيل وقايين، يرى القديس ديديموس أن هابيل، كراعي غنم، هو مدبر لحواس جسده، أما قايين فكان عاملًا في الأرض وليس كنوح فلاحًا {تك 20:9}، مميزًا بين العامل في الأرض والفلاح، فالفلاح هو الذي يدبر العمل الزراعي ويعرف متى يحرث ومتى يبذر ومتى يحصد بحكمة وتدبير حسن، أما العامل في الأرض فيعمل بلا حكمة ولا تدبير. ويركز القديس ديديموس على التدبير الروحي قائلًا: (لم يقل الكتاب عن قايين أنه فلاح بل عامل في الأرض {تك 20:9}.. كان هابيل راعيًا للغنم أي مدبرًا للحواس التي يقودها، هذا هو الراعي الحقيقي الذي يضبط شهوته، ويحمل فهمًا كقائد ومدبر، أما قايين فكان يدور في الأرض والأرضيات لا كفلاح بل كعامل في الأرض، كصديق للجسد يسلك بلا تعقل ولا تدبير). (1) ويرى القديس ديديموس بعين الناسك أن الرجوع إلى الله ليس مجرد تغيير المكان، فيقول: (يجب ألا يُفهم أن الافتراق والاقتراب إلى الله يتحقق في مكان معين، إنما خلال موقف الروح واستعدادها). تحدث العلامة اللاهوتى ديديموس عن الروح العاقلة التي تحمل طاقات تحركها في نشاط روحي مستمر لكي تعمل من أجل الخير وهي هادئة ومستريحة في سلام داخلي مبعثه مخافة الله، إذ أن كل مؤمن هو بيت مبنى ليكون هيكلًا لله وموضع سكنى لروحه. أكد القديس ديديموس على ضرورة الأعمال والجهاد الروحي فيقول (لتكن أعمالنا إعلانًا عن التعاليم الروحية التي نقدمها، وبهذا يكون الإنسان (عاملًا لا يخزى) {2تى 15:2}، وبهذا الفكر كتب الرسول لتلميذه أن يحفظ النقاوة والوقار والإخلاص وكلامًا غير ملوم {تى 8:2}، وما هذا الكلام الصحيح غير الملوم إلا ممارسة ما نوصى به الغيرة). وأيضًا يقول عن الأعمال الروحية: (يوصى الرب ضابط الكل أن تكون الأيدي مكرسة له قوية، وذلك بترجمة التعاليم الروحية إلى عمل حقيقي، فيرتبط العمل بالكلام، فلا يكون السامعون للناموس مجرد سامعين وإنما يُحولون ما يسمعونه إلى ثمرة بأعمالهم)،لأن الأعمال الفاضلة والأفكار المستقيمة تعطى أصحابها تطويبًا، وتصل بهم إلى قمة الكمال المؤسس على الفضيلة المتحرر من كل خوف. ويقول أيضًا: (يليق بنا أن نسمع كلام يسوع ونمارسه كما صرح هو نفسه "كل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبه برجل عاقل" {مت 24:7}) ويؤكد على التحرر بواسطة الكلمة والحكمة والارتفاع فوق الانفعالات الغاضبة والشرور. يحث العلامة ديديموس الناسك على أهمية الصوم كممارسة روحية فيقول: (يلزمنا أن نربط البطن برباطات المطانيات مع الدموع، لكن كم هو مدمر للإنسان أن يكون صومه كالرافضين التمتع بخبز الحياة {يو 35:6}) أي التمتع بجسد يسوع المسيح الخبز الحقيقي النازل من السماء. كما يحث على الصوم الجيد ومضاعفة الأعمال الصالحة وإضافة المساكين في البيوت، وكسوة العريانين وكل أعمال الرحمة والمحبة، حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك وتنبت صحتك سريعًا {أش 7:58}. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عندما يكون لك الفكر الروحي فإنك ستفرح |
من أسباب السقوط في الفكر | حالة الضعف الروحي |
القديس چيروم عن معلمه القديس ديديموس |
الإنسان الروحي فإنه يسيطر على الفكر |
القديس ديديموس الضرير |