7 - القارئ "للسلم" هو الراهب، وبرغم هذا نجد الدرجي يبدأ "سلمه" بتأكيد واضح على محبة الله وعنايته للبشرية كلها، فالخلاص مقدم للجميع على السواء، وبالنسبة للمسيحي المتزوج يؤكد الدرجي على أن الزواج لا يعوق خلاصه، حيث ورد في "السلم" أن النقاوة ليست حكرًا على البتوليين ويورد كدليل على كلامه بطرس الرسول، وبرغم تأكيد الدرجي على شمولية محبة الله الخلاصية إلا أنه يوضح بأنه يكتب إلى الرهبان خاصة، هذا ما يجب أن يتذكره القارئ الحديث، ولكن هل يعنى هذا أن "السلم" لا يفيد العائشين في العالم؟ بالتأكيد يفيدهم، ففي الحقيقة أن هناك ألوفًا من المسيحيين المتزوجين قرأوا "السلم" استفادوا منه كثيرًا، ولا نستغرب هذا مهما كان قصد الكاتب في "سلمه"، فإن كان المعمدين رهبانًا أو متزوجين يستجيبون لنداء الإنجيل، ومهما اختلفت الأساليب الخارجة إلا أن الطريق واحد بالضرورة.
8 - "السلم" كتاب تطبيقي، والذي يقرأه بهذه النظرة التطبيقية هو وحده الذي يستطيع أن يقدر قيمته.
9 - الصورة الأساسية أمام الدرجي والتي يتركب كتابة كله إزاءها هي صورة "سلم" يمتد من الأرض نحو السماء مثل "السلم" الذي رآه يعقوب أبو الآباء (تكوين 12:28).
10 - الإبداع لتصوير الدرجي "لسلمه" أعطى لكتابه فرادة وطمعًا مميزًا، وبالفعل سرعان ما صار "سلمه" جزء من التصور الروحي في الشرق المسيحي، وكثيرًا من الأيقونات وفريسكات الموائد والمخطوطات والتي فيها يصورون الدرجي واقفًا على الجانب عند أسفل "السلم" يحمل كتابًا ومشيرًا إلى "السلم" ويظهر أيضًا الرهبان وهم يجاهدون بعنف للصعود فرحين، وعند قمة "السلم" ترى ملائكة يشجعون الصاعدين من الرهبان، وعلى شماله تحاول الشياطين اجتذابهم إلى أسفل حيث الوحش فاغرًا فاه لابتلاعهم.