|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
قهر الذات
++++++++++ الصوم والعفة هما قهر للذات من جهة طلبات الجسد وشهواته . وهناك قهر آخر للذات من جهة النفس ... سعيد هو الإنسان الذي يراقب ذاته ويمنعها كلما تشرد نحو النعمان العالمية . فقد تميل النفس إلى حب الظهور ، وإلى الإعلان عن ذاتها ، والسعي وراء العظمة . وفي كل ذلك ينبغي أن نقاومها . وتقنع ذاتك التنعم بالله أفضل وأنه خير لها أن تكتنز خيراتها في العالم الآخر . إن الذين يريدون أن يتنعموا هنا ، لابد يقف أمامهم قول الرب : " الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم " ( مت6 : 5 ) . لا تحاول إذن أن تأخذ كل حقوقك على الأرض ، فمن الخير أن تأخذها هناك ، حيث يسمح الله كل دمعة من عينيك . فإن مالت نفسك . أو مال جسدك إلى متع العالم الحاضر . امنعها بشدة لا قسوة عليهما . إنما ضماناً ولأبديتهما . فالذي يدلل ذاته هنا ، إنما يهلكها ... والذي يتراخي في ضبط ذاته ، تقوي ذاته عليه وتتمرد على سلوكه الروحي . بعكس الذي يدرب ذاته ويروضها في دروب الرب . وثق أن قهر الذات لذة روحية لا تعادلها كل ملاذ الجسد . ولعلني أكون قد كلمتك عن قهر الذات في مقال سابق عن التغصب . ومن العجيب أن الذات تحب أن تظهر حتى في الخدمة ! حيث يجب أن تختفي تماماً . |
|