نتائج عبادة الذات
+++++++++++
الإنسان المعتد بذاته يصل إلى العناد و تصلب الرأى .
فكره هو فوق الكل ، لا يقبل فيه معارضة ، بل يعادى من يعارضه أو يكرهه ، أو يعمل على تحطيمه ، أو على الأقل يتجاهل الرأى الآخر .
إنه اعتداد بالذكاء الشخصى أو بالمعرفة الشخصية . و فيه يكون الشخص صعب التفاهم جداً .
و أمثال هؤلاء ، أن حدثهم أحد ، يردون عليه قبل ان يكمل حديثه ، و قد يقاطعونه أثناء الكلام أكثر من مرة .. و مهما أورد محدثهم من أدلة قوية ، يبقون على رأيهم كأن لم يقل شيئاً ..
و لذلك يتجنبهم الناس ، أو يتجنبون النقاش معهم ، شاعرين أنه لا فائدة . و المعتد بذاته ، إذا تولى رئاسة ، يصل إلى أسلوب من التسلط .
ليس فقط من جهة تصلبه فى الرأى إنما أيضاً من جهة تنفيذ هذا الرأى و لو بالقوة ، و قد يحدث هذا حتى فى محيط الخدمة ، حينما يلغى أحد الخدام شخصية كل الخدام الآخرين و النقاش معهم ، إذ لا فائدة من النقاش ! أنا قلت كده !
و هنا عبادة الذات ، تقود حتماً إلى الغرور ، و الكبرياء ، و حب العظمة .
و فيها ينتقد الإنسان حياة الوداعة و التواضع و الهدوء ، و يصل من التسلط إلى التأله . على أن هناك جانباً آخر ، قد يقع فيه لون آخر من محبى الذات ..
الإشباع الحاطئ للذات
و ذلك هو الإشباع الخاطئ لمحبة الذات و نقصد به اشباع الذات عن طريق اللذة و ليس عن طريق الكبرياء .
يجمع الأمرين معاً قول القديس يوحنا الرسول ، شهوة الجسد و شهوة العيون ، تعظم المعيشة (1يو16:2) .. فشهوة الزنا تدخل فى حرب الذات و شهوة الطعام هى حرب أخرى للذات فى نطاق الجسد .
لأن حرب الذات قد تأخذ اتجاهاً جسدياً ، كما تأخذ اتجاهاً نفسياً .
و قد يدخل فى إشباع الجسد ، عدم القدرة على الصوم ، و التهالك على الطعام الشهي ، و شرب الخمر ، و على أنواع المكيفات ، ربما تصل إلى حد الإدمان . و الحديث عن شهوات الجسد ، موضوع طويل ليس الآن مجاله ..