رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لبنان في الكتاب المقدس - وصور خيالية من وادي قاديشا لبنان ( 1 ) الاسم : لا يذكر اسم لبنان في الكتاب المقدس إلا في العهد القديم ، ولكن تذكر بعض مدنه الهامة مثل صور وصيدون في العهد الجديد . ويطلق اسم لبنان بوجه عام ، على سلسلتي الجبال الممتدتين من قرب صور ، حيث تمتدان شمالاً متوازيتين ، وموازيتين لساحل البحر المتوسط ، وهما جبل لبنان ( الغربي ) ، وجبل لبنان الشرقي . واسم "لبنان" مشتق من الأصل العبري "لِبن" الذي معناه "أبيض" ، وهو وصف يرجع إلى لون أحجار الجبال الجيرية البيضاء ، أو إلى الثلوج التي تتوج قمم الجبال على مدى ستة أشهر في السنة (إر 18 : 14). ( 2 ) جغرافيته : تتصل جبال لبنان في طرفها الجنوبي بمرتفعات الجليل الشمالي ، بجبل حرمون ، وهو أعلى قمة في سلسلة جبال لبنان الشرقية ، إذ يرتفع إلى نحو 2774 قدماً. ويفصل بين سلسلتي الجبال وادٍ عريض ، يطلق عليه في الكتاب المقدس "بقعة لبنان" ( يش 11 : 17 ) ، أو "مدخل حماة" ( عد 34 : 8 ) ، وكان يطلق عليه قديماً "كيليسورية" ( أي سورية الجوفاء ) ، ويطلق عليه الآن اسم "البقاع". ويفصل بين جبال لبنان في الجنوب ، وجبال الجليل ، "غور" عميق يتجه من الشرق إلى الغرب يجرى فيه نهر الليطاني ( ليونيتس ) ، الذي يصب في البحر المتوسط شمالي صور . أما في مجراه الأعلى فهو يسير في وادي البقاع في اتجاه شمالي شرقي نحو "بعلبك". وسلسلة جبل لبنان تمتد نحو 100 ميل شمالاً إلى وادي النهر الكبير الذي يجرى من الشرق إلى الغرب ، وترتفع فيه جملة قمم ، ففي الجنوب يوجد جبل ريحان ، وجبل تومات ، وجبل نيحا ( وترتفع من 5350 قدماً إلى نحو 6230 قدماً ) إلى الشرق من صيدون . وفي المنتصف يرتفع جبل الباروك وجبل الكنيِّسة وجبل صنين ( 7220 قدماً ، 6890 قدماً ، 8530 قدماً على الترتيب ) ، إلى الشرق من بيروت . وإلى الشمال من ذلك ، وإلى الشرق من طرابلس ، توجد "القرنة السوداء" التي يبلغ ارتفاعها 9840 قدماً ، و "قرنة عروبة" التي يبلغ ارتفاعها نحو 7320 قدماً. وتصد هذه الجبال العالية الرياح القادمة من البحر المتوسط محملة بالأمطار ، فتسقط أمطارها على المنحدرات الغربية للجبال وعلى الشريط الساحلي ، وهكذا تقل الأمطار فيما وراء هذه الجبال إلى الشرق . وفي هذا الشريط الساحلي ، بين الجبال والبحر المتوسط ، ازدهرت فينقية وقامت المدن الشهيرة مثل صور وصرفة وصيدون وبيروت وبيبلوس ( جبيل ) وطرابلس . وتوجد بالساحل عدة نتوءات في البحر . هي امتداد سلاسل الجبال ، حتى إن الطريق الساحلي استلزم أن يُشق له ممر في هذه النتوءات . ومثال جيد لذلك هو نتوء "نهر الكلب" الذي يقع شمالي بيروت بقليل. وإلى الشرق من جبل لبنان يقع وادي البقاع ، ويجرى فيه نهر الأورنت ( العاصي ) شمالاً ، ثم ينعطف غرباً ليصب في البحر المتوسط في خليج السويدية. وإلى الشرق من وادي البقاع تمتد سلسلة جبال لبنان الشرقية التي ينبع منها "نهر بردي" ويجرى شرقاً ليروي غوطة دمشق الخصيبة . ويوجد في الجزء الجنوبي منها جبل حرمون أو جبل الشيخ ، الذي كان الصيدونيون ( الفينيقيون ) يدعونه "سريون" ، والأموريون يدعونه "سنير" ( تث 3 : 9 ) . وتتأيد هذه الأسماء من مصادر خارج الكتاب المقدس ، في الكتابات الأشورية والحثية والكنعانية . وتوصف أرض الموعد بأنها تمتد من البرية ولبنان ، ومن النهر نهر الفرات ، إلى البحر الغربي ( تث 11 : 24 ، يش 1 : 4 ) وهو وصف لحدودها في الجنوب والشمال ، وفي الشرق والغرب. ( 3 ) موارد لبنان : اشتهر لبنان قديماً بغاباته الكثيفة من السرو والأرز ، كما كان الشريط الساحلي ووادي البقاع ومنحدرات الجبال توجد بها زراعة أشجار الزيتون والفواكه والكروم ، مع بعض محاصيل الحبوب . كما كانت تُستخرج من البحر أنواع من أصداف الرخويات لإنتاج صبغة حمراء أو أرجوانية ، فالاسم "فينقية" مشتق من الكلمة اليونانية "فوانوس" ( Fhoinos ) التي معناها "أحمر أرجواني" . وكان الصوف المصبوغ بالأرجوان ، يستخدم في أوغاريت في حوالي 1500 ق. م. وقد احتكر الفينيقيون صناعة هذه الصبغة على مدى قرون عديدة . والأرجح أن بني إسرائيل حصلوا على هذه الصبغة من الفينيقيين ، وقد استخدمها بنو إسرائيل في شقق الخيمة والحجاب والسجفين وثياب الكهنة وصورة القضاء ( خر 26 : 1 و 31 و 36 و 27 : 16 ، 28 : 4-6 و 15 و 33 ، 39 : 1-3 و 8 و 24 و 29 ). وكان للملك سليمان علاقات تجارية واسعة مع الفينيقيين ، فقد استورد من حيرام – ملك صور – أخشاب أرز وسرو وصندل لبناء الهيكل في أورشليم ولبناء بيته ( 1مل 5 : 6 و 9 و 10 ، 7 : 2 ، 10 : 11 و 12 ، 2أخ 2 : 8 و 16 ) . وقد دفع سليمان ثمن هذه الأخشاب قمحاً وزيتاً ( 1مل 5 : 11 ) . وكانت الأخشاب تُجعل أرماثا في البحر لتصل إلى بلاد سليمان ( الأرجح أنها كانت تصل إلى نهر اليرقون ، شمالي تل أبيب ) ثم تنقل بعد ذلك إلى أورشليم ، كما أن خشب الأرز والسرو من جبل لبنان وجبال لبنان الشرقية ، كانت تصنع منها سفن صور ( حز 27 : 5 ) ، ومراكب مصر المقدسة . كما جاء الصيدونيون بخشب أرز لبناء الهيكل الثاني في أورشليم بعد العودة من السبي البابلي ( عز 3 : 7 ). وقد سارت سفن الفينيقيين من مواني لبنان إلى بلاد كثيرة ، فقد كانوا سادة بناء السفن، وكانت سفنهم تستخدم في السلم وفي الحرب . وتوجد صورة رائعة لهذا النشاط البحري الواسع في نبوة حزقيال ( 27 : 1-26 ). ( 4 ) تاريخه : أصبح لهذه المنطقة أهمية كبيرة عند المصريين منذ عصر الأسرة الرابعة ( حوالي 2600 ق. م. ) ، فقد استورد "سنفرو" فرعون مصر أربعين سفينة محملة بخشب الأرز من لبنان . ووقعت "بيبلوس" تحت النفوذ المصري في أيام الأسرة الثانية عشرة ( حوالي 1980 – 1800 ق. م. ) حين دفعت مصر حلي من الذهب ثمناً لخشب الأرز . وفي أيام الأسرة الثامنة عشرة ( حوالي 1552 – 1306 ق. م. ) استولت مصر على المنطقة . وتتحدث كل سجلات هذه الفترة ، عن الكميات الكبيرة من خشب الأرز التي دفعت على سبيل الجزية لمصر . وفي أيام رمسيس الحادي عشر ( حوالي 1100 ق. م. ) دفع مبعوث مصري اسمه "وينامون" ثمناً باهظاً لخشب الأرز الذي أتى به إلى مصر. وعندما بدأ نجم مصر في الأفول ، استولى الآشوريون على المنطقة وأخذوا منها كميات ضخمة من خشب الأرز لبناء معابدهم وقصورهم . وقد تنبأ إشعياء عن اجتثاث غابات لبنان ( إش 14 : 8 ) . وفي القرون التي تلت ذلك انتقلت لبنان إلى يد الفرس ثم اليونان فالرومان. وفي عصور العهد الجديد ، تذكر – عادة – مدينتا صور وصيدا معاً ( مت 15 : 21، مر 3 : 8 ، 7 : 24 و 31 ، لو 6 : 17 ، 10 : 13و 14 ، أع 12 : 20) ، وإن كان في بعض الأحيان ، تُذكر صور وحدها ( أع 21 : 3 و 7 ) . ويذكر مرقس امرأة فينيقية سورية ( 7 : 25-30 ) جاءت إلى الرب يسوع ، "وخرت عند قدميه" ، وسألته أن يخرج الشيطان من ابنتها . وقد كرز الرب يسوع في تلك النواحي. وفي الشعر الكتابي ، يستخدم أرز لبنان رمزاً للعظمة والقوة ( قض 9 : 15 ، 1مل 14 : 9 ، مز 92 : 12 ، 104 : 16 ، إش 35 : 2 ، 60 : 13 ) ، كما يستخدم رمزاً للكبرياء التي لابد أن تنكسر أمام غضب الله يوماً ما ( مز 29 : 5 ، إش 2 : 13 ، 10 : 34 ، إر 22 : 6 ، حز 31 : 3 ). تعرف على وادي قاديشا او وادي القديسين: وادي قاديشا أو وادي قنوبين، وهو أحد أعمق وديان لبنان ويقع على بعد 121 كيلومتر شمال العاصمة اللبنانية بيروت، ويجري في أعماقه نهر وادي قاديشا. يرتفع وادي قاديشا عن البحر 1500 متر، وفيه تجد كل ألوان الجمال بدءاً من زرقة النهر الذي يجري في أعماق الوادي مروراً بخضرة الأشجار التي تكسو جباله ووصولاً إلى بياض الضباب والسحاب الذي يجعل من قاديشا لوحة أسطورية بالغة الجمال! يحمل هذا المكان رمزاً كبيراً للطائفة المارونية المسيحية لأنه يحوي العديد من الكنائس والأديرة، لذا يسمى أيضاً وادي القديسين. ولرهبة هذا المكان وروعته فقد كان وجهة اعتكاف للمسلمين أيضاً كما ذكر الرحالة الأندلسي ابن جبير عندما زار وادي قاديشا في القرن الثاني عشر. يبدأ وادي قاديشا عند بلدة بشري، وهي مسقط رأس الشاعر اللبناني المبدع جبران خليل جبران، وأظن أن من المنطقي أن يصبح من يولد وسط هكذا مشاهد شاعراً مبدعاً! والجميل أن اليونسكو وضعت هذا المكان ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي لما يحويه من مزيج يجمع بين روعة وجمال الطبيعة من جهة، وتناغم الإنسان معها من جهة أخرى. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
واحد هو الكتاب المقدس. |
لبنان في التاريخ وفي الكتاب المقدس |
وادي قاديشا |
هل الكتاب المقدس قصة خيالية؟ |
لبنان في الكتاب المقدس |