العوارض المشتركة بالتأكيد قد يظهِر أحد المرضى عقلياً أو عصبياً بعض العوارض التي تشابه عوارض المسّ. على سبيل المثال: قد يرفض الممسوس أن يقول "يا رب ارحم" أو أن يذهب إلى الكنيسة أو أن يعترف أو يتناول. غير المؤمن أيضاً قد يرفض القيام بهذه الأشياء، لكن هذا لا يعني أن غير المؤمن ممسوس. من الممكن، بحسب الأطباء النفسيين (المؤمنون منهم طبعاً)، أن يصرخ أحد المختلين عقلياً عندما يواجه الصليب الكريم أو الرفات المقدسة "أنا أحترق" من دون أن يعني ذلك أنه ممسوس. هناك حالات معروفة. عندما يواجِه الممسوس الأشياء المقدسة، يتحرّك ضميره، فتصير كل الخطايا التي قد ارتكبها مصدراً لشعوره بالاحتراق. تصوّروا مثلاً حالة من هذه الحالات، حيث يكون المعذّب بحاجة إلى عناية عاجلة من اختصاصيين فيما نحن نحاول أن نقيم عليه صلاة الاستقسامات. عندما تُقرأ الاستقسامات على مختلٍّ عقلياً، يحسّ هذا الإنسان براحة مؤقّتة، لأن "شيئاً ما" قد جرى لتخفيف مرضه. للأسف، قد يؤخَذ هذا على أنه إشارة إلى المسّ أو أحد عوارضه.
الفَرْق بين المسّ والمرض المسّ هو شيء والمرض العقلي شيء آخر. قد يكون للاثنين العوارض السطحية نفسها، لكن هذه العوارض تؤدّي إلى سلوكين مختلفين بالكليّة. عندما يواجَه الممسوسون بالصليب المكرّم أو رفات القديسين، يقعون في "نوبة" ويصير صعباً التعرّف عليهم. تلوي رؤؤسهم، تتجمّد ألسنتهم، ويبدؤون بالصراخ. إنها ردّة فعل الشيطان. ردّة فعل المرضى عقلياً مختلفة فهم لا يتشوّهون ولا يتغيّرون بل يحتفظون بملامحهم البشرية. إلى هذا، خلال النوبة، يكسر الممسوسون القيود ويهربون منها وغير ذلك، كما أنهم يكشفون "الأسرار". هذا بالطبع مستحيل على المرضى عقلياً.