رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحروب والمعارك الروحية بقلم القس ميلاد يعقوب يستنتج البعض خطأً من كون المسيحية محبة، انها تعني بالضرورة حياة خالية من الجهاد والمعارك.. لكن الكتاب المقدس يُظهر بوضوح ان الايمان الصحيح هو عبارة عن سلسلة من الحروب الضروس والمعارك الشرسة، مع انها حروب روحية وليست جسدية.... واليوم معظم الكنائس تُظهر اجواءاً من الرومانسية والتعاطف والتوسلات، وكأنها نوادٍ للفعاليات الجميلة والنشاطات الممتعة واجواء من الموسيقى والتعبد السامي، كنوع من الدروشة النفسية والانسجام العاطفي... لكن الكتاب المقدس بعهدية يعطي صورة مختلفة تماما... فالحياة الروحية من بدايتها الى نهايتها، عبارة عن حروب وجهاد ومشقات ومواجهة عنيفة يومية مع اجناد الشر الروحية واعوان ابليس (افسس 6)... حتى العهد الجديد، اي الانجيل، كتاب المحبة والسلام، يصوّر حياة الايمان كجهاد حامي الوطيس. فكلمة جهاد هي مسيحية الاصل... ولا نرى موسى او داود او بطرس او بولس كمجرد واعظ حماسي او مصلح اجتماعي، بل قائد جيش يواجه مقاومة عنيفة يومية، وآلام بسبب اتّباع حقيقي للرب.. فالكنيسة الاولى في سفر الاعمال، كانت تواجه المقاومة اليومية من كل جانب، حتى من اقرب الناس لها... حتى ان الرسل فرحوا اذ واجهوا السجون والالام والتهم المتنوعة والمحاكم والاشاعات...لا شك ان الكنيسة في هذه الايام هي اقرب الى االنظام العالمي، منه الى الانجيل... فالمؤمنون في هذه الايام عبارة عن اناس بسطاء يختفون ويهربون من اية مواجهة، ويخشون اية شبه معركة، ويلجأون الى الخنوع والاستسلام لاية مقاومة، محاولين تجنب اي صدام مع غير المؤمنين.... اما الكتاب المقدس، وهو المرشد والدليل الوحيد لشعب الله في كل مكان وزمان، فيُري ان اتّباع الرب يكلّف ثمنا باهظا، وعلى المؤمن الحقيقي ان يواجه كل انواع المقاومات والمعارضات وتشويه السمعة والمشقات.. والمؤمن لا يشبه احد الشعراء او العاشقين او احد المتصوفين، بل هو جندي في جيش الرب، ويدعونا الرسول بولس الى حمل سلاح الله الكامل والاستعداد للحرب الروحية اليومية (افسس 6).. والان السؤال الهام هو اذا كان الله محبة وسلام، فلماذا الحروب والمعارك...؟؟؟.. ان الحقيقة المرة التي يعلنها الانجيل هي ان الناس اجمعين، هم اسرى مسبيين في يد عدو شرس، هو الشيطان او ابليس، وهو اقوى من البشر، وكان قد خدع البشر فأسرهم، وهو الان يتحكم في حياتهم واعمالهم وافكارهم ومصائرهم.. وهو يتسلط عليهم بالكامل تحت سلطان الظلمة، بحيث هم بلا حرية، بل مستعبدين بشكل كامل ليد الشيطان الشرير. وبما ان الله اعد الجحيم لابليس، لذلك يحاول عدو البشر ان يسوق الجميع معه الى الهلاك الابدي..... ونظرة واحدة الى العالم اليوم والى ما كان عليه على مدى التاريخ تبرهن بشكل قاطع ان الناس ضحايا في يد ابليس، وهم بلا حراك كالذبابة في نسيج العنكبوت، وفي لحظة ما، سينقض عليهم ويمزقهم اربا اربا ويهلكهم الى ابد الابدين.. والشيطان يستخدم التخويف والتهديد او الخداع والمكر.. وهكذا الرب بمحبته الفائقة لم يرد ان يترك خلائقه يهلكون في يد القاتل ... والرب "يريد ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون" (1 تيمو 2) ، لان الحق يحرر الناس ويطلقهم احرار (يو 8).. وليس من السهل اخراج نفس من قبضة ابليس اللعين، لذلك يستوجب حربا ومعركة لانقاذ النفوس من الهلاك.. ففي كل حالة خلاص نفس تستوجب معركة عنيفة ومواجهة حاسمة مع قوات الشر التي تعمل في سلطان الهواء اي سلطان الظلمة (افسس 2/ كو 1).... والشيطان كان قد اسر البشر، واحكم عليهم الباب، لئلا ينجوا. وهو يعمل جهده لكي يحتفظ بالنفوس تحت سلطته ليضمن هلاكهم معه.. وايضا يبحث عن عاملين معه وخدام له واعوان يعملون على جذب كل الاولاد والشباب، ليضمن هلاكهم، عن طريق الاغراء والمكر والخداع .. ووظيفة اعوان الشر ايضا الاحتفاظ بالاسرى، وايضا استرجاع كل مَن انفلت، اذ كان قد آمن بيسوع فتحرر... والشيطان يريد اناسا يعملون معه، وهو يعرف ان الاشخاص الذين يعرفون الكتاب المقدس جيدا، هم الافضل لانجاز عمله، اذ هم قادرون على جذب اكبر عدد ممكن، باستخدام آيات من الانجيل وانصاف ايات ، مما يسهل اقناع الناس، حتى الذين يعرفون المسيح ويحبون الكلمة... كما استخدم الشيطان كلمة الله في انجيل متى 4 ولوقا 4 عند مهاجمة يسوع... من جهة اخرى، يبحث الرب عن خدام وعاملين معه، لانقاذ النفوس الاسرى في يد الشيطان.. وكل مَن يحاول انقاذ نفس، يثير الشيطان حربا شرسة ضده.. وخادم الله الحقيقي هو الذي يستخدم الاسلحة الروحية كالصلاة ومعرفة الكلمة والجهاد والمواجهة والشجاعة والمحبة للنفوس والتواضع، كل الوسائل ليخلّص على كل حال قوما (1 كو 9)... والشيطان يحارب خدام الرب، اولا لانه يعلم ان عملهم هو ضد ابليس لخلاص النفوس من قبضته، ويعلم جيدا انهم مزوّدون بكلمة الرب الحية الفعالة، وهم ايضا لا يجهلون خداع ابليس.. فابليس يخشى خدام الرب الحقيقيين، وهو يعلم انه اذا نجح بالقضاء على خادم الرب، قضى على كل الجماعة.. ويستخدم الشيطان كل الوسائل لتحطيم خادم الرب الحقيقي الذي يحاربه شخصياً.. ومن وسائله وطرقه الجهنمية، زرع اليأس والاحباط والخوف، وتهييج حتى اعز الناس ضده، وتشويه سمعته، واذا لم ينجح، يحاول خداعه بدعوته للعمل معه والمساومة والتنازل عن موقفه .... ومن اشرس معارك ابليس ضد خدام الرب الحقيقيين هي اثارة اناس يعرفون الكلمة جيدا ضدهم واناس يعرفون اولئك الخدام شخصيا، واقناعهم بالقضاء على خدام الرب...كما اهاج ابشالوم ضد ابيه وكما اهاج اناس يعرفون الكلمة جيدا ضد بولس... والبعض يظن ان الخدمة المسيحية والوعظ والتبشير هم متعة ووظيفة ومصدر للافتخار والتصدّر في شعب الرب، لكنهم يجهلون ما يؤكده الانجيل ان الخدمة المسيحية على كل اانواعها، من تبشير او تعليم هي مواجه شخصية للخادم مع الشيطان، وهي حرب روحية شرسة مع ابليس، ومعركة حامية الوطيس مع اجناد الشر في السماويات.. ويحتاج خادم الرب الحقيقي الى التشجيع والتفهم والدعم والوقوف الى جنبه، والاهم من كل هذا منحه الحرية الكاملة للمواجهه بالاسلوب الذي هو يراه مناسبا وبحسب تمييزه الروحي... وعلى شعب الرب ان يحذروا لئلا يهيّجهم الشيطان ضد رجال الله بدل تشجيعهم، يقفون ضدهم مستخدما الشيطان طريقة ابراز اخطائهم وزلاتهم.. فالشيطان يعمل على تحطيم خدام الله بتشويه سمعتهم وذمّهم، فينجح العدو بتحويل كل شعب الله، ضد رجال الله.. وكثيرا ما يحدث ما قاله بولس "ومنكم انتم يخرج رجال يتكلمون بامور ملتوية ليجذبوا التلاميذ ورائهم (اعمال 20)... ان صوت الله واضح في هذه الايام، التي يختبر شعب الله فيها هزائم يوما بعد يوم، الحاجة الماسة اليوم هي الى الرجوع الى المكتوب، ونبذ التقليد، والى الاكتشاف ان الحياة المسيحية هي حروب روحية، ثم على شعب الله الاتحاد والنهوض كجيش الله بجرأة، بلا خوف ولا مهادنة ولا مواربة، بل كرجل واحد. لان عدوّنا ليس انسان بل شيطان يريد هلاك الجميع.. بالاضافة الى تبنّي ترتيب كنيسة الله بحسب الانجيل، اي ان في الكنيسة اقام الله معلمين ومبشّرين ورعاة (افسس 4)، كان قد دعاهم الرب وأهّلهم وجعلهم كفاة واصحاب حكمة وتمييز روحيين، قادرين ان يقودوا شعب الرب الى الانتصار الروحي وخلاص النفوس من قبضة ابليس....تبدأ الحرب من الداخل، اي تطهير شعب الله من المزيفين والانتهازيين والانتفاعيين، واعطاء القيادة لمَن اقامهم الرب في وسط الجماعة.. |
02 - 06 - 2014, 01:34 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| VIP |::..
|
رد: الحروب والمعارك الروحية
مشاركة جميلة
ربنا يباركك |
|||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحروب الروحية (2) |
الحروب الروحية |
أنواع من الحروب الروحية |
الحروب الروحية |
الحروب الروحية |