رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ.» (أشعياء 7:53) لقد شاهدتُ مرة ذبح حمل وقد كان منظراً مؤلماً ومؤثراً جداً. بدا الحمل وديعاً عندما جيئَ به إلى مكان الذبح. قد يحب الأولاد مداعبته. جميع الحيوانات الصغيرة تتّصف بالمحبة مثل القطط، الجراء، الصيصان، العجول والمهور، لكن الحَمَلْ يكون محبوباً بشكل خاص. وقف في مكانه يبدو كصورة للبراءة. صوفه الأبيض، بلا عيب، يدل على مظهر الطهارة. كان وديعاً، لطيفاً وعاجزاً غير قادر على الدفاع عن نفسه. كانت عيناه تنمّان عن خوف، عن حزن مثير للمشاعر. لم يكن هناك ما يدل على أن هذا الصغير الجميل يجب أن يموت. رُبِطَت أرجله والحمل المسكين مستلقٍ على جنبه، يتنفّس بصعوبة كأنه واعٍ لموته القريب. وبحركة ماهرة، مرّر الجزار السكين على حنجرته. سال الدم على الأرض. كان الجسد الصغير يرتجف من ألم الموت، وبعد لحظات سَكَنَ. لقد مات الحمل الوديع. لقد أدار بعض المتفرّجين وجوههم عن هذا المنظر، لقد كانت المشاهدة مؤلمة. كان آخرون يمسحون دموعهم. لم يُرِد أحد أن يتكلّم. بالإيمان أرى موت حمل آخر- حمل الله. كان منظرا مباركاً ومخيفاً جداً. هذا الحمل فاتن، رئيس ربوات، أجمل الكل. جيئَ به إلى مكان الإعدام، وهو رئيس الحياة. إنه بريء، قدّوس، غير منجّس، منفصل عن الخطاة، بلا عيب. لم يكن هنالك أي سبب يبرّر موت إنسان طاهر بهذا المقدار. لكن الجلّادين يأخذونه ويسمّرونه على الصليب بيديه ورجليه. هناك تحمَّل عذاب ورعب الهاوية بديلاً عن الخطاة. وفي كل هذا كانت عيناه تشعّان بالمحبة والمغفرة. انتهى وقت آلامه. يستودع روحه وتتدلّى أطرافه على الصليب. يَطَعنَ جندي جنبه بحربة ويخرج منه دم وماء. مات حمل الله. امتلأ قلبي. تسيل الدموع دافئة. أسقُط على ركبتَيَّ، أشكُرهُ وأسبِّحَه! لقد مات من أجلي! لن أتوقّف عن حُبِّه. |
|