4- الكنيسة:
مفهومها، وخصائصها وصفاتها عند القديس أغناطيوس.
أ- الكنيسة هي الصورة المنظورة كنموذج لملكوت الله الأبدي غير المنظور:
* افعلوا كل شيء تحت رئاسة أسقفكم كرمز لله والقسوس كرمز لمجمع الرسل والشمامسة كمؤتمنين على خدمة يسوع المسيح، الذي إذ هو مولود من الآب قبل الدهور، فهو الله الكلمة، الابن وحيد الجنس، ويظل كما هو إلى الأبد، لأنه ليس لملكه نهاية. لا تدعو شيئًا ينسل إلى داخلكم ليفرقكم، بل اتحدوا مع أسقفكم ورؤسائكم وليكن اتحادكم "رمز وأمثولة للخلود" (مغنيسية 6).
* لا يجب أن تكون حداثة أسقفكم مدعاة لكثير من الألفة معه. عليكم أن تحترموا فيه كمال قوة الله. إن شيوخكم القديسين يقفون من أسقفكم موقف الإجلال. إنهم لا يستغلون حداثته الظاهرة، بل يخضعون له مستوحين في ذلك حكمة الله. ماذا أقول، إن طاعتهم لا توجه إليه إلى الله أسقفنا جميعًا، إلى آب يسوع المسيح. يجب أن تكون طاعتنا خالية من كل شائبة، لأن احترامنا هو لله الذي أحبنا. فإذا خدعنا الأسقف فإننا نكذب على الأسقف غير المنظور. وفي هذه الحالة، عملنا ليس مع إنسان بل مع الله، الذي يعرف كل الأشياء الخفية (مغنيسية 3).
* من هذه العبارات يبدو كيف أن القديس أغناطيوس ينظر إلى الكنيسة المنظورة من خلال ملكوت الله غير المنظور ولذلك يستعمل العبارات التالية:
* الأسقف رمز الله.
* القسوس رمز لمجمع الرسل.
* الشمامسة خدام ليسوع المسيح.
* الاتحاد (في الكنيسة) رمز وأمثولة للخلود.
* عبارة "كمال قوة الله" التي ينعت بها الأسقف.
* الطاعة للأسقف هي طاعة لله.
* الله أسقفنا جميعًا.
* التعامل مع الأسقف المنظور هو تعامل مع الأسقف غير المنظور أي الله، فعملنا إذن ليس مع إنسان بل مع الله.
ب - توصف الكنيسة تحت رئاسة الأسقف بأنها " كنيسة جامعة ":
* اتبعوا جميعكم الأسقف كأتباع يسوع المسيح، والكهنة كاتباعكم للرسل، وأما الشمامسة فاحترموهم كناموس الرب. لا يفعلن أحد منكم شيئًا يتعلق بالكنيسة بدون إرادة الأسقف. سر الشكر هو السر الذي يتممه الأسقف أو من أوكل إليه ذلك،حيث يكون الأسقف هناك يجب أن تكون الرعية، كما أنه حيث يكون المسيح هناك تكون الكنيسة الجامعة. بدون الأسقف لا يجوز العماد ولا ولائم المحبة. ما يوافق عليه الأسقف هو المقبول عند الله، وكل ما يفعله يكون شرعيًا (أزمير 8).
* وهكذا سجل الكرسي الأنطاكي - فيما يقول المطران اسحق ساكا، هذه المأثرة الخالدة في تاريخ الكنيسة، وأعلن على العالم المسيحي "الكنيسة المسيحية الجامعة".
* وفي شرح موضوع " الكنيسة الجامعة عند القديس أغناطيوس، يقول الأب يوحنا رومانيدس: إن كل فرد يصبح عضوًا في جسد المسيح روحيًا وجسديًا في زمن معين ومكان محدد بحضور الذين سينضم إليهم، أي أولئك الذين سيشتركون في الخبز الواحد لا يتم على نحو عام، بل محليًا فقط. لكن هناك مراكز ليتورجية متعددة كل منها يكسر الخبز الواحد، إذ لا توجد أجساد متعددة للمسيح. بل يوجد جسد واحد له. إذن كل جماعة بامتلاكها ملء الحياة الليتورجية لا ترتبط بالجماعات الأخرى بمشاركة أكبر في الحياة الإفخارستيا المحلية، لكن بوحدة وجود المسيح.... (حيث يكون المسيح هناك تكون الكنيسة الجامعة).