رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعاجيب الحب ما أعجب القبض على ذاك الذي به يمكن أن يتحرر الكل من رباطاتهم، وكما كان هناك من إستهزأ بك يا رب، كان هناك ايضا من خلص بواسطتك في تلك الساعة ويردد "قد حللت ربطى" (مز 66: 16). ما أعجب العار الذي حملته وقد كسر قلبك (مز 69: 20) بينما أنت تحمل كرامة أبيك وتعمل مشيئته. وما أعجب أن تتعرى لتصلب على خشبة كمجرم ويشهر بك بينما أنت حامل المجد كله، وأنت الذي تعبت بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات (رو 1: 4). وما أعجب قول بيلاطس ثلاثة مرات أنه لا يجد فيك علة ويراك مبررا من كل عيب. فعظيم هو سلطانك أيها المسيح المصلوب، فبعد كل السخريات والاتهامات والتعيير تحرك هذه القلوب نحو الندامة. ما أعجب سكوتك وقت المحاكمة إذ أنك لم تفتح فاك، لأنك شبه الحمل محسوبا في صمتك بارا غير مذنب. وما أعجب أن تحتقر كواحد منا بينما أنت نسمة كل الأرواح المقدسة في السموات. ما أعجب أن يسخروا منك كجاهل بينما أنت المذخر فيك كل كنوز النعمة والمعرفة وأنت الناظر للخفيات التي فينا. وما أعجب بيلاطس الوالى عندما عندما علم أنهم سلموك حسدا. وما أعجب قول زوجة بيلاطس عندما قالت له "إياك وذلك البار، لأنى تألمت اليوم كثيرا من أجله" فكان ذلك القول ليس لبيلاطس وحده وإنما للمتآمرين لكي يروا ويسمعوا بيلاطس غريب الجنس وهو يعلن برائتك بغسل يديه قدام الجميع وهو يعلن أنه برئ من دمك أيها البار. ما أعجب أن الذي دين يجلس ديانا، وأن الذي وقف أمام كرسى الوالى يدان عن جرائم زور بينما هو الذي سيدين الجرائم الحقيقية. وما أعجب نوح الأشرار في مجيئك عندما يروك وقد حملت الجراحات بسببهم. وما أعجب رؤية الذين طعنوك لجنبك المطعون، إذ أنهم سيقرعون صدورهم، لأنهم لم يكونوا يعرفونك قبلا بسبب إتضاع جسدك، بينما ستكون رؤيتك مكافأة للأبرار ليدخلوا أفراحك وأمجادك فيتنعومن بما لا يستطيع الأشرار معاينته. وما أعجب أن يقوم عليك شهود الزور بينما أنت الشاهد الصادق والأمين. وما أعجب أن تحاكم بينما لم تأت لتدافع عن نفسك بأنك بار وتبرر، لأنك جئت خصيصا لا لتتبرأ بل لتحمل الخطية، حتى أن كل الإتهامات التي قدمت ضدك لم تنفها، بل رضيت بها كصانع لكل الخطايا ومن ثم تموت بناء على ذلك فهذا صميم رسالة فدائك أن يموت البار لأجل الأثمة. ما أعجب سكوتك الذي اعتبر قبولا لحكم الصلب، إذ هكذا تكون قد صلبت بإراداتك وحدك وحملت في نفسك الأحكام الواقعة بعدل على الخطاة وصرت لعنة لأجلنا بينما اللعنة هي لنا، وأنت لعنت من أجلنا بينما لم تعرف خطية، لكي تعتقنا نحن من اللعنة القديمة، وأنت قادر أن تحقق ذلك لأنك الإله الذي فوق الكل وتألمت من أجل الكل ليقتنى الكل الفداء بموت جسدك الخاص. ما أعجب أن يشتكوا عليك ويعتبرونك فاعل شر فيسلمونك، لأن بهذا يا رب وضع عليك إثم جميعنا (أش 53: 6) ولهذا حملت في نفسك خطايانا في جسدك على الخشبة (1 بط 2: 24)،وما أعجب وجهك البرئ الذي ينطق لا بالبراءة فقط بل بالبرارة حتى أن بيلاطس بدأ يخاف منك (يو 19: 8) بينما كان الطبيعى أن الذي يخاف هو المقبوض عليه والذي يحاكم وليس الوالى القاضى. ما أعجب أن يقول "أنا لست أجد فيه علة واحدة" (يو 19: 4). ما أعجب أن تكون محاكمتك أمام شهود زور، وأن تتم ليلا مخالفة بذلك التقليد اليهودى في المحاكمات، وفي غياب شهود الدفاع عن المتهم. وما أعجب إتهامك بالتجديف. وما أعجب تلفيق التهم لك، وأسلوب الهزء والإهانات التي استعملت في محاكمتك، مما يثبت أن السنهدريم كان قد بيت النية للقضاء عليك، بينما أنت قاضى المسكونة كلها. ما أعجب قولك أنك ابن الله أمام المحاكمة، وما أعجب قولك عن اليهود: "لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالا لا يعملها أحد غيرى لم تكن لهم خطية، وأما الآن فقد رأوا وأبغضونى أنا وأبى" (يو 15: 24)، إذ أنهم رأوك فعلا تعمل أعمالا لم يعملها أحد غيرك وقالوا فيك: "ماذا نصنع فإنه يعمل آيات كثيرة. إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به" (يو 11: 47)، حتى أن بيلاطس اكتشف أنهم أسلموك حسدا (مت 27: 18، مر 15: 10)، وأنت قد أعطيت سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد لك كل الشعوب والأمم والألسنة، وسلطانك أبدى لن يزول وملكوتك لن ينقرض (دا 7: 13، 14). ما أعجب أن يعتبرك الذين حاكموك مجدفا. لقد اعتبروا أن كلماتهم مبرر لجريمتهم، بينما هي في نظر المؤمنين باسمك بمثابة استعلان للحق، أما بالنسبة لك فقد قادتك شهادتك عن نفسك إلى الصليب الذي سبقت وأنبأت تلاميذك عنه. ما أعجب ذبيحتك التي أبطلت كل الذبائح الأخرى والتي كانت سابقة لك كرمز وظل. ما أعجب أنك وقفت أمام هيرودس ولم تجبه بشئ بينما الكل يشتكون عليك بإشتداد. وما أعجب وقوفك أمام بيلاطس ساكتا لا تجب بشئ مما جعله يتعجب من صمتك، إذ أن صمت المتهم في الدفاع عن نفسه معناه ثبوت الإتهام، لتحمل أنت يا ربي كل خطايا الإنسان ولتصير لعنة لأجلنا وتحمل في نفسك خطايانا. ما أعجب هياج اليهود ومرامرتهم ضدك ودينونتهم عليك، إلا أن بهذه الدينونة إنكشف كذب رئيس هذا العالم، وهكذا بدينونتك أدان العالم نفسه " الآن دينونة هذا العالم. الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجا" (يو 12: 31). ما أعجب شخصك القدوس ووجهك الهادئ العذب ووثوقك في أنك الحق، وبسببك صار بيلاطس وهيرودس صديقين لأنهما كانا من قبل في عداوة (لو 23: 8- 12). ما أعجب أن يقبض عليك مع أن يمينك مقتدرة وقوتك لا تهزم. وما أعجب أن توثق بالحبال أنت الذي جئت لتخلص الذين كانوا في قبضة العدو من طغيانه غير المحتمل. ما أعجب أن تعطينا بنفسك مثالا للإحتمال، وأنك لما ضربت احتملت بصبر ولما شتمت لم تشتم مقابل الشتيمة، وعندما تألمت لم تهدد بل أعطيت ظهرك للضاربين وخديك لللاطمين ووجهك لم تدره عن البصق، وعندما إقتادوك إلى الموت ذهبت طواعية وعندما عانيت الآلام كنت تصوغ لنا الحرية. لقد قبلت أن تنزل إلى عالم الفناء حتى يلتحف الفناء بالخلود، وصرت ضعيفا من أجلنا لكي نقوم نحن في قوة، وقبلت الموت لتمنحنا الفناء بالخلود، وصرت ضعيفا من أجلنا لكي نقوم نحن في قوة، وقبلت الموت لتمنحنا الديمومة وتهب الذين ماتوا نعمة الحياة، ودست الوت حتى إذا ا متنا نحن كبشر نحيا ثانية ولا يسود علينا الموت. |
25 - 05 - 2014, 09:45 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: أعاجيب الحب
موضوع جميل ورائع جداً شكراً جزيلاً أختي العزيزة مارى للمشاركة المثمر جداً تحياتي وأحترامي والرب معك يباركك ويبارك حياتك وأعمالك وخدمتك المباركة ربنا يفرح قلبك دائماً... والمجد لملك المجد ربنا القدوس يسوع المسيح دائماً .. وأبداً .. آمين |
|||
25 - 05 - 2014, 10:37 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أعاجيب الحب
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كروت معايدة للكريسماس |
بطاقة معايدة للكريسماس |
معايدة |
أعاجيب الحب الإلهي |
أعاجيب المحبة الإلهية |