حاجتنا إلى المسيح
بمنتهى السهولة والواقعية نقول"المسيح يسوع هو حياتنا الحقيقية... هو حياتنا" (كو3: 4) الذي عاشه المسيحيون الأوائل جيلًا بعد جيل مؤكدين على أن المسيح هو الحياة، وهو الذي يعجن جبلتنا من جديد بحياته الخاصة ويغرس فينا حياته الخصوصية مع كل صفوف شعب الله الحي.
لذلك لنعلم يقينًا أن المسيح ربنا هو حاجة حياتنا الوحيدة التي تنقصنا وأننا إذا بعدنا عنه ازدادت حاجتنا إلى أشياء كثيرة من هذا العالم، وازداد قلقنا على الأمور الخاصة والعامة في حياتنا.
وكثيرون من الذين ينحدرون في الارتداد الجزئي يتوهمون أن العالم سيوفر لهم إمكانية حل مشكلاتهم، بينما يقدم لنا القديس موسى الأسود خبرة حياته في قوله" الجأ بنفسك إلى الله فتستريح" ويقول القديس أغسطينوس "خلقتنا يا رب متجهين إليك وستظل نفوسنا قلقة إلى أن تستريح فيك".
والجواب الوحيد الذي يرد على العديد من التساؤلات، أو على وجه الأصح الذي يلغي التناقضات، هو أنه لا يوجد علاج للذين تعصف به غرائزهم ومطامعهم وشهواتهم، فيتمردون على كل القيم الروحية ويصابون بعمى روحي يجعلهم يقترفون أشنع التعديات حتى ضد أنفسهم سوى اقتناء شخص المسيح أولًا، وبعد ذلك كل ما للمسيح من غنى وشبع وسرور.
فاقتناء المسيح يجعل الإنسان يتجاوز عجزه ومرضه وقصوره وجوعه وآلامه وموته، الأمر الذي تلمسه النفوس المؤمنة الواعية التي أدركت أن المسيح لا يباع ولا يُثمن بثمن"لأن الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي وسقطوا، لا يمكن تجديدهم أيضًا للتوبة" (عب6: 4).