رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق للقمص أثناسيوس فهمي جورج مقدمة إن النظرة المسيحية للتجارب هي تدريب داخلي نستعد به للأبدية كما يستعد الرياضي للأولمبياد، فليس مطلوبًا منا وقت التجارب إحتمالًا أعمى أو مجرد قبول الأمر الواقع إنما احتمال التجارب وقبولها لأجل رجاء أفضل تظهر فيه تعزيات ونعمة وقوة الله. والمفهوم المسيحي للضيق وللتجارب هو إعداد للإكليل ولمعرفة شركة الآلام ومن ثم قوة القيامة، فإن أتت علينا الضيقات والتجارب فإنما لتنقلنا إلى درجة أفضل. وليس هامًا أن نتساءل "لماذا سمح الله بهذا؟ ولماذا يحدث ذلك؟ ولماذا بالذات....؟ ألم يكن ممكنًا أن....؟ ألم يكن من الممكن ألا يحدث...؟" لكن بدلًا من هذ التساؤلات علينا أن نطلب المعونة والتعزية الإلهية التي تعيننا على اجتياز الطريق الضيق، فلا نكون كاللص الشمال الذي جدف عندما تألم، لكن نتمثل باللص اليمين الذي طلب الملكوت: «اذْكُرْنِي يا رب مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ» (لو 23: 42) وهنا تتحول تجاربنا إلى مدرسة يديرها المسيح رب المجد بنفسه تؤهلنا أن ننال قوة ورجاء لا يخزى. إن الروح الخالدة التي فينا تتوقع نصيبًا أفضل وحياة أكمل في السموات، لذلك يمتد الرجاء بأولاد الله إلى ما هو أعظم: إلى ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر، ما أعده الله للذين يحبونه. لكي وبهذا تصغر الضيقات وتصير لنا الحياة هي المسيح. ليس لنا أن نسأل لماذا؟ لأن الله غير المحدود يصنع معنا ما لا تستطيع عقولنا أن تحتويه، ولا يستطيع أحد منا أن يعرف فكر الله أو أن يجعل نفسه لله مشيرًا، فلنبق في أماكننا نحن خليقته، ونكتفي بالحق المُعلن نجثو له، قائلين "لأَنَّكَ أَنْتَ لَسْتَ إِلهًا يُسَرُّ بِالشَّرِّ، لاَ يُسَاكِنُكَ الشِّرِّيرُ" (مز5: 4) واثقين أَنَّ مَرَاحِمَك لاَ تَزُولُ، هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ هِيَ أَمَانَتُكَ" (مراثي3: 21). إن هذه الكلمات هي نتاج دراسة وبحث وحوار واختبار، وقد أتت في جملتها رسالة مهمة وتدريب لكل نفس متضايقة كي تفهم وتحيا مقاصد الله، فتنال التعزية والتزكية والغلبة بدم الخروف. الله أبونا السماوي يرافق هذه الكلمات لتكون سبب رجاء وبركة روحية. "ولله المجد على كل شئ". |
21 - 05 - 2014, 03:46 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
منافع سماح الله بالآلام إن الله عندما يسمح بالآلام إنما ليظهر حبه لنا لا لأنه يبغضنا، لذلك النفس المؤمنة "لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ وَلاَ تَكْرَهْ تَوْبِيخَهُ، لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ" (أم3: 11)، فالوالد لا يتردد في عقاب إبنه المخطئ، الذي يحبه ويعتز به، والمعلم كثيرًا ما يضرب تلميذه لكي يُقوّم سلوكه. إن تأديب الرب لنا له سبب أبدي، فهو يؤدب الأبرار لكي ينميهم للأبدية، ولكي يوبخهم على تهاونهم ورخاوتهم وإهمالهم، إنه يؤدب النفس المؤمنة كي يكشف عن إستحقاقها. ويقول القديس يعقوب الرسول: "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا" (يع 1: 2) وبعد ذلك قال: "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (يع1: 12)، وهكذا أيها الحبيب ينبغي أن نفرح عندما نقاسي من ألم جسدي مبرح أو عندما نمتحن بالضيقات. ينبغي أن نفرح بالمسيح، ليس عندما يكون كل شيء على ما يرام فحسب، بل وأيضًا عندما يكون هناك تجارب وضيقات ضدنا وليس ذلك فقط "بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا" (رو5: 2-5). ولنعلم أن منافع عظيمة قد صارت للأبرار من إختبارهم للضيق وللألم، هكذا المقبولون للملكوت إن لم يمتحنوا لن يتزكوا أو سيفشلوا في النمو ليس ذلك فحسب بل وسينزلقوا ويحيدوا عن الطريق الصحيح. عندما تحل التجارب وتحيط الضيقات من حولنا، علينا أن نتقبلها جميعها حاسبين إياها فرح، وليس فقط تجربة ولا إثنين بل التجارب المتنوعة، نتقبلها كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ (2كو 6: 9)، لأن هذه الآلام هي سمة الرب المتألم والتي بها نكمل نقائص شدائد المسيح في أجسادنا، لذا كما تكثر آلام المسيح فينا تكثر تعزيتنا عندما نُحسب معه في شركة. ويكتب البابا أثناسيوس الرسولي إلى شعبه الذين تحل بهم التجارب قائلًا: "لنفرح عالمين أن خلاصنا هو في وقت الألم، لأن مخلصنا لم يخلصنا بغير ألم، بل تألم من أجلنا مبطلًا الموت، وقد أخبرنا أنه سيكون لنا ضيق". فالتجارب مهما إشتدت فهي إمتحان يعين عندما يضع الإنسان آلامه على الرب المتألم بفرح وبرضى وبإتكال، لاشك أن التجارب مرة ومؤلمة إلا أنها تجعلنا تامين وكاملين وغير ناقصين في شيء، إنها تداريب للتقوية حتى ننال الإكليل الأبدي ونصير من سكان السماء الممجدين إلى الأبد. وبالحكمة السمائية نقف أمام إرادة الله وندرك مواعيده التي يمنحها للصابرين، ونفرح بالتجارب كمن وجد غنيمة، طالبين الحكمة غير مرتابين البتة أي غير منقسمين، لأن المرتاب يشبه موجًا من البحر تخبطه الريح وتدفعه، بل مدركين حقيقة غربتنا على الأرض رافعين أنظارنا إلى الحياة الأفضل محتملين كل ألم وضيق وتجربة بغير تذمر، لأن كل شيء كزهر العشب يزول وييبس والزهر يفنى جمال منظره. فكم هي نافعة الضيقات والتجارب من يحتملها يتزكي وينجو، لذا لم يحاول القديسون تجنبها بل بالحري يطلبونها وبهذا يصيرون أحباء الله، إذ أن النار لا تحرق الذهب بل الزغل هو الذي يحترق، والحنطة لا تخاف من الدارس |
||||
21 - 05 - 2014, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
أسر بالضعفات والضرورات والضيقات إن النفس التي تريد أن تكون ليست فقط من المدعوين بل من المختارين تسر بالضعفات والضرورات والضيقات لتستمع إلى القول الإلهي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ» (2كو 12: 7-9). وهكذا أيها الحبيب، فلنكن فرحين محتملين بصبر كل ما نلقاه في العالم من أحزان، وأن نكون مطمئنين خاصة عندما نتأكد أننا بالأكثر في فكر الله فتفكيره رحمة ننال بها العطية السمائية في الدهر الآتي. إذا فحصنا سيّر القديسين الذين عبروا هذا العالم، سنجد أنه لم يخطط أي واحد منهم للهروب من الضيقة، بل هم أتوا من الضيق محتملين بصبر جميع التجارب التي أتت عليهم، حتى بلغوا مجد الحق غير القابل للفساد. كان إبراهيم أبو الآباء مستعدًا أن يذبح ابنه حبيبه وحيده اسحق، لكي يكون مستحقًا للرب، إذ وجد أن تنفيذ الوصية الإلهية تلاشي كل حزن.... لهذا سمع شهادة التزكية فَقَالَ: «الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي» (تك 22: 12). ولا ينبغي أن نتأثر بالألم في شدائدنا البدنية، بل نتقوى شاكرين على أي شيء يسمح به الرب، عالمين أن قوتنا ومعونتنا من عند الرب، ولا ندع نفوسنا تكتئب وتنكسر وتندفع للدمدمة والجدال والتذمر، لأن المر الذي يختاره الله لنا خير من الحلو الذي نختاره لأنفسنا. لقد تفوق أيوب الصديق بصبره وَقَالَ: «الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا» (أي1: 21). إن النفس التي تطلب الرب تتقوى وتتشدد وتنتصر وتعبر، أما النفس التي تتذمر لا تفهم التعاليم الإلهية ويحاربها الشيطان بأنها مرفوضة من الله. وقد رأينا كم كانت فائدة أمراض وفقر لعازر المسكين الذي إمتلأ جسمه بالقروح، فالكتاب لا يذكر له أية فضائل أو إستحقاقات سوى أنه احتمل العوز والمرض والضيق بصبر فائق حتى أنه حُسب مستحقًا لذلك النصيب المبارك في حضن إبراهيم (لو16: 19) بل إن الضيقات وأنواع الأذى التي نرى أنها رديئة قد أثبت القديسون فائدتها وضرورتها للخلاص بأنهم لم يتجنبوها فحسب بل قبلوها واحتملوها، وهكذا صاروا أحباء لله وربحوا الحياة الأبدية. فأيوب الطوباوي مثلًا استنفذ الشيطان كل مكائده الشريرة لكي يسقطه في خطية التجديف على الله، لكنه قبل الضيقات ليس لأن الضيقات بطبيعتها شريرة ولكن لأن الناس يتصورون أنها شريرة مع أنها لخيرهم، كما أنه عندما يتحاجج العدل الإلهي مع البشر فهو يتكلم معهم بلغتهم ومشاعرهم، لأن الطبيب، رغبة منه في علاج المرضى الذين يعانون من التهابات القروح، يقطعها أو يكويها حتى لو اعتبر المريض أن هذا القطع أو البتر أو الكي شرًا. كما أن اللجام والسوط يكرهما الحصان العنيد، كذلك التأديب فإنه يبدو لأول وهلة مرًا كما يقول الرسول "كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ". ذلك لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ. إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ (أولاد زنى) لاَ بَنُونَ" (عب12: 11). |
||||
21 - 05 - 2014, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
تأديبات الرب المحب والإعداد للمجد وهكذا فإن الشدائد والضيقات قد يُعبرّ عنها وتسمى أحيانًا بالشرور لكن الرب رؤوف ورحيم وبطئ الغضب ويرجع عن الضيق الذي يصيبنا جزاء خطايانا، فالأحزان والضيقات نتأدب بها في هذا الدهر الحاضر لتصحيح إعوجاج نفوسنا لعل هذا يدفعنا إلى الإسراع بالرجوع إلى الله. إن الرب هو الطبيب السماوي الذي هو أثمن من الذهب والحجارة الكريمة وأحلى من العسل (مز19: 9) يزودنا بالشفاء الكامل وإن استغرقت أمراضنا وتجاربنا وقتًا طويلًا فشفاؤنا وخلاصنا أبدي لا يُقاس. أليس الطبيب يقطع الجسم بمشرطه أو يستعمل النار (الكي). عند الضرورة لإزالة آلام المرض؟ ولا يلومه أحد إطلاقًا ولا يظن أحد أنه يفعل ذلك بدافع الحقد أو الإنتقام، بل جميعنا يكافئ هذا الطبيب الجراح ويشكره. إن الله هو طبيبنا السماوي يداوينا بمراهم وأدوية الخلاص النافعة لأبديتنا. إنه يؤدبنا بالضيق وبالآلام إذ لديه رغبة عظيمة في معونة الذين يريد أن يخلصهم من الهلاك، وبتعطفاته الجزيلة يسعى من وراءنا ويحاصرنا لكي يحرر نفوسنا من الموت الأبدي، فكما أن رحمته أبدية، كذلك غضبه أيضًا أبدي. وهكذا أيها الحبيب، اقبل ما يسمح به الرب عن طيب خاطر، مستسلمًا تحت يده الأبوية الحانية، ولا تئن مما يأتي عليك لأنه يكون لضمان عدم إقصائك من مدينة الله السماوية التي هي أم جميع القديسين. ولنعلم أن الضيق يعدنا ويؤهلنا للمجد وبهاء الخلود في الدهر الآتي، ولنتيقن بأنه ليس عقوبة أو رفض أو منبت للحزن لأن منقذنا أزلي ولأننا سنرث عدم الفساد وسنرث أيضًا المجد والقوة. لاشك أن الذين يتألمون سيتمجدون ويكونون أكثر استحقاقًا لدخول ملكوت السموات، أما الذين يُقصون من الملكوت هم الذين يبقون في خطاياهم وهم الذين يرفضون أحكام وأعمال الله ويظنون أن ربنا القدير عديم القدرة. إن الضيق والتجارب يجب أن تعتبر علامة حب الله وليس العكس، لأن الله يريد أن يقومنا ويؤدبنا ويطهرنا وينقينا ويعدنا في هذه الحياة كي يستقبل أرواحنا في حالة طاهرة محتفظة بنقاوتها الأصلية، كما هو مكتوب "لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ" (عب 12: 6). إن كنت مسيحيًا صالحًا لسررت إذا عانيت من الضيقات، لأنك بذلك تصبح أكثر استحقاقًا وتتنقى من خطاياك وستجد عزاء في الدهر الآتي لأن الرب يهدف إلى تقويمك وتهذيبك حتى ولو بدا التأديب قاسيًا في وقته فهو سينتج ثمرًا عجيبًا وبه ستجد الحياة وتتجنب العقوبة الرهيبة وتربح الأبدية السعيدة. |
||||
21 - 05 - 2014, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
الاستعداد للتجارب والتمحيص كن مستعدًا للتجربة وقل للرب "خيرًا لي أنك أذللتني حتى أتعلم حقوقك" (مز91: 71) وداوم على الصلاة وطلب المعونة والنعمة متذكرًا أن "أحكام الرب....أحلى من العسل" (مز 19: 9) وكل من يداوم ويحفظ أفكاره في الله لن يظل إطلاقًا بدونه، إنه سيلطف آلام أجسادنا ويشدد طاقاتنا على الاحتمال وسيطيب خواطرنا ويبارك مشاعرنا ويعزي نفوسنا وحتى إذا إمتلأت أجسادنا بجروح متقيحة فسنكون قادرين على الابقاء على هدؤنا وإتزاننا وذلك بمعونة ربنا يسوع المسيح الحي والمالك إلى الأبد. قد يحاول الشيطان المحتال أن يقنعك بأن الله يعاقبك ويكرهك وقد تخلى عنك، هذا غير صحيح لأن القديس بولس الرسول أعطى شوكة في الجسد ومن أجلها تضرع إلى الله عدة مرات حتى يرفعها عنه لكنه لم يستجب له، لذلك نصبر على الآلام ولا نطرح ثقتنا التي لها مجازاة عظيمة. إننا عندما ندرك مقاصد الله من وراء التجارب، نقدر على تحملها بصبر، إنها علامة على محبة الله ودليل على أننا أبناء له، لذا هو يربينا ويدربنا ويعلمنا ويؤدبنا ويصلحنا بالضيقات والتأديبات، إنه يهذبنا بالحق لأننا أبناءه وهو أبونا "كَمَا يُؤَدِّبُ الإِنْسَانُ ابْنَهُ قَدْ أَدَّبَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ" (تث8: 5). إنه كأب يؤدب أولاده، فالأب يعبر عن محبته لابنه من خلال تربيته له وتعليمه حتى لو اضطر أن يستخدم أسلوب التأديب. وفي هذا يقول معلمنا بولس الرسول: "نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ" (رو8: 28). فقوله "كل الأشياء" يتضمن ليس فقط الأمور الجيدة بل أيضًا الأمور التي تبدو أنها تأديب والتي مر بها الرسول بولس نفسه (2كو 6: 7)، من هوان وفقر وصيت ردئ ومرض معتبرًا أنها سلاح للبر، كذلك نال الطوباوي أيوب المكافأة عندما انتصر على شدائده. إلا أنه عندما حُرم في لحظة واحدة من أبنائه السبعة لم يقُهر من الحزن المر كأب، بل كخادم حقيقي لله قبل مشيئة خالقه، ولما افتقر بعد أن كان قويًا، وصار محتقرًا ومزدرى به بعد أن كان مشهورًا ومكرمًا، ومع ذلك صار متجلدًا غير متزعزع، وأخيرًا لما تجرد من كل ثروته صار مكانه في المزبلة وكان يخرج من جسمه أعدادًا هائلة من الدود، وفي كل ذلك لم يسقط اطلاقًا في اليأس والتجديف ولا تذمر بكلمة واحدة على خالقه، لكنه قال "أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟. عريانًا خرجت من بطن أمي وعريانًا أعود إلى هناك، الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركًا". (أي2: 10). |
||||
21 - 05 - 2014, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
أنواع التجارب والضيقات
إذن فلنعلم أن التجارب والضيقات التي تأتي علينا هي ثلاثة أنواع: الأول: لأجل إمتحاننا، وهو يحدث كثيرًا. الثاني: لأجل نمونا الروحي، وهو يحدث أحيانًا. الثالث: لأجل خطايانًا، وهو يحدث في بعض الحالات / الأحوال. فالضيقات تأتي علينا من أجل إمتحاننا وتجريبنا ومعرفة ما في قلبنا وهل نحفظ وصايا الله أم لا "كما يؤدب الإنسان ابنه قد أدبك الرب إلهك" (تث8: 2) وكما قيل لأيوب "هل تظن أنني عاملتك بهذه الطريقة إلا لكى تظهر أنك بار" (أي 40: 3) وأيضًا "بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أع14: 22). أما النوع الثالث كعقاب على الخطايا إذ "كثيرة هى نكبات الخطاة" (مز32: 10) والسيد المسيح نفسه يقول: "هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلاَ تُخْطِئْ أَيْضًا، لِئَلاَّ يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ" (يو5: 14) لذا نقول " أَدِّبْنِي يَا رَبُّ بِالْعدل لاَ بِغَضَبِكَ" (أر10: 24) و"يرْتَدَّ غَضَبُكَ وَتُعَزِّينِي" (أش12: 1). إذن لنفهم تأديبات الله لأنها تعلن أن لنا أبًا سماويًا يحبنا ويعتني بنا ويسهر بنفسه على تربيتنا وتهذيبنا، فـ "الذي يحبه الرب يؤدبه" تعني أن الرب يؤدب أولاده، إذ أن التأديب هنا هو أوضح تعبير عن محبة الله الأبوية لنا، فإن كنا نحترم أباءنا الجسدانيين عندما يؤدبوننا، فكم بالأولى أبونا السماوي "إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدًّا لأَبِي الأَرْوَاحِ، فَنَحْيَا" (عب12: 7). إن الحب الأبدي الإلهي هو الدعامة التي يستند عليها الغرض الإلهي من التأديب والتي من خلالها نفهم سر الألم المسيحي كصورة حية عن تأديب الرب لأولاده بغية تقدمهم الروحي. حقيقة أن التأديب مؤلم ومحزن (عب12: 11) إلى أن الله يؤدبنا لكنه إلى الموت لا يسلمنا، يؤدبنا لكي نشترك في قداسته (عب12: 10) ولكي نحصد من التأديب السلام والبر (عب12: 11) كما أنه يقوينا ويشددنا بالتأديب فتتقوم أيادينا المسترخية وركبنا المخلعة سالكين في مسالك مستقيمة (عب12: 12). |
||||
21 - 05 - 2014, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
مراجعة النفس وتحطيم القلب الحجري إن الضيقات عندما تأتينا لابد أن تبعث فينا الرغبة في مراجعة نفوسنا والتعرف على سبب حدوثها، وعندئذ نشاهد يد الله الصانعة العجائب في حياتنا، أما الذين يصرون على الخطية فيبسط الله يده ليؤدبهم من أجل عنادهم وجحودهم مستخدمًا الآلام لتأديبهم حتى يقدموا توبة صادقة ويرجعوا إليه بالحقيقة. "ليت نفسك تتعلم أن طريق الحياة هو الطاعة لإرادة الله" (تث3: 16) فمن أراد الحياة يليق به أن يسمع لصوت الله ويمارس التوبة العملية، لأن عيني الرب على أمناء الأرض لكي يجلسهم معه. لقد ختمهم بخاتم صليبه لكنهم طمسوه بقساوتهم، نالوا المعمودية لكنهم لم يبالوا بنذرها ووصاياها، لذا هو يؤدبهم لكي يصنعوا مشيئته لأن ليس كل من يقول يا رب يا رب يخلص. ينبغي أن لا نخدع أنفسنا فعندما تؤدبنا مراحم الله تلازمها الرحمة السخية، فيأتي تأديب الرب العجيب الذي فيه يمد يده إلينا ويبسط حبه ورحمته من نحونا، كي نستمع لصوت تأديبه. إنه صوت حلو وعذب، حتى في لحظات التأديب المرة، صوته الحلو يحول حياتنا إلى صخرة إيمان منتسبة إليه فكما أن خطايانا تفصلنا عن الله، هكذا يجتذبنا عطشنا للبر مقتربين إليه. فلنقترب إليه لأنه هو نفسه لن يبعد عنا وإنما نحن الذين نبتعد عنه، إن قوة الله حاضرة دائمًا، متصلة بنا، تعمل للفحص والنفع والتقويم والتأديب، انه يحفظنا كحنطة مقدسة له ويسعى لتحويل التبن الذي فينا إلى قمح حتى لا يكون مصيره الحرق. إن الضيق والتجارب الذي يحل بنا هو كمطرقة تحطم قلبنا الحجري لتجعله قلبًا لحميًا، فلنلتصق بالسماء ونصير سماء لا أرضًا، بعد أن حمل الرب نفسه آلامنا كي يمنحنا فرحه وخلاصه وكي يحملنا نحن في تجاربنا فنجد فيه راحتنا فإن كنا نحني أعناقنا باتضاع لنقبل نير المسيح نجد النير نفسه يحملنا ولسنا نحن الذين نحمله. |
||||
21 - 05 - 2014, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
المطرقة والأكاليل والبركات حقًا يود الله أن يقدم الإكليل للنفس التي تتزكى فحينما تقف كل الأذرع البشرية عاجزة تظهر يد المسيا المخلصة والشافية والمحيية، لتخلص ولتشفي ولتحيي، إنه لا ينتظر من يدعوه، شافيًا كل الجراحات المستعصية فالشفاء الروحي أحد المكونات الأساسية لعمله الخلاصي. عندما يسقط الإنسان تحت التأديب يظن أن الله قد نسيه أو أنه قد نقض عهده معه، هذه هي إحساسات المجربين عندما لا يرون حب الله وعنايته وأن هذه الآلام هي لخيرهم ولخلاصهم وانها تحولهم إلى مدينة حصينة وإلى حقل مثمر ولمرعى خصب ولقصر ملوكي ولعرش يحمل روح الغلبة محققين بذلك قصد الله. ما أتعس الذين يستخفون بإنذارات الله والذين لا يريدون أن يبقوا الله أساسًا لهم يسُلمون إلى ذهن مرفوض ليفعلوا ما لا يليق، فالبار يصير له التأديب كتجربة تنقية الذهب، أما الشرير تصير له كعقوبة سحق الزجاج للأول تؤول للمجد وللثاني تؤول للرماد "كالقش الذي تذريه الريح" (مز1: 4). فإن كان الشيطان كالمطرقة والنفس البارة هي كالماسة التي يمسكها الله في يديه ويحميها ويضعها تحت نظره، فإن تلك الماسة لا يمكن أن يصيبها أي ضرر، لأنها محمية بحماية الحمل ومصونة بحفظ يده العالية. إن النفس البارة لا تقوى عليها المطرقة لأنها حجر كريم وماسة أصيلة ولأنها تعتبر أن التأديب علامة الحب والإهتمام لذا تحتملها وتصبر عليها، فعندما لا يُعاقب الإنسان على الأرض يظل هكذا بدون عقاب حيث يتم عقابه في يوم الدينونة لأن الله لا يعاقب الخطاة بسبب غضبه عليهم كما يظن البعض، أو بمعنى آخر عندما يوقع الله عقابًا على إنسان خاطئ، لا يوقعه بدافع الغضب بل على العكس فإن غضب الله على الإنسان يظهر في عدم توقيع العقاب عليه، لأن الإنسان المُعاقب حتى ولو تألم تحت تأثير هذا العقاب إلا أن القصد هو إصلاحه وتقويمه، يقول داود "يا رب لا توبخني بغضبك ولا تؤدبني بسخطك" (مز6: 1) إن أردت أن تؤدبني يا رب فكما يقول أرميا "أدبني يا رب ولكن بالحق لا بغضبك لئلا تفنيني" (أر24: 10)، كثيرون أصلحوا بسبب عقوبات الرب وتأديباته لهم، فحينما يخطئ أبناء الله يتم عقابهم لكي تكون أمامهم فرصة للرحمة من قبل الرب لأن الذي يخطئ ولم يُعاقب حتى الآن يكون ذلك علامة على عدم إستحقاقه للعقاب بعد. إذ أن عقابه مدخر ليوم الغضب. إن صبرنا وشكرنا وإحتمالنا للضيقات يجعلنا مستحقين لمزيد من البركات الإلهية، ما كان ممكنًا أن ننالها بدون هذه التجارب التي سمح بها الله لنا، فالتجارب تقومنا وتحفظ وديعة كنوزنا لذا يقول معلمنا بولس الرسول: "بل ونفتخر في الضيقات" "فَالضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي". إنها خبرة النفس التي دخلت آتون التمحيص ونار التجربة وخرجت ظافرة، تلك النفس المطلوبة بتزكيتها تنال إكليل الحياة (رو5: 3). |
||||
21 - 05 - 2014, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
عدم الخوف من تجارب الناس، الشياطين، الجسد وسواء كانت التجارب المحيطة بنا من الناس أو من الشياطين أو من الجسد ينبغي أن نرفع الشكر لله، لأنه يظهر لطفه لنا عندما يسمح أن نُجَرَّب، فمن المستحيل ألا تقابلنا الضيقات بينما نحن نسير في طريق البر وبها نتشارك في آلام الأنبياء والرسل وكل القديسين الذين تحملوا من أجل الطريق وتجندوا في جيش الخلاص. علينا أن لا نخاف من الضيقات، لأن التبن هو الذي يحترق من النار ولكن ماذا تفعل النار للذهب، إنها تمحصه وتنقيه، أما التبن فتحرقه كالهشيم "لأنك جربتنا يا الله محصتنا كمحص الفضة" (مز66: 10) هكذا "نحن بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت السموات" (أع14: 23) حاذين حذو معلمنا بولس الرسول الذي يقول: "مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَا تَثَقَّلْنَا جِدًّا فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى يأَسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضًا، لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ" (2كو1: 8). ولينظر كل متضايق إلى بولس الرسول لسان العطر الذي تعب وكد وسهر وجاع وعطش وتعرى ولُكم وجُرب في جسده، وحمل إماتة الرب يسوع وأعطى شوكة في الجسد ولطمه ملاك الشيطان لئلا يرتفع، فقد ضٌرب وسُجن وجُلد ورُجم وتحمل الأخطار من الإخوة الكذبة وحارب الوحوش في أفسس ثم صار كأقذار العالم ووسخ كل شيء. لأنه لو أعطى الرب المكافأة الصالحة للأبرار في هذه الحياة ولو عاقب الأشرار هنا فما الحاجة إذن ليوم الدينونة؟ لكنه يدعو الجميع حسب قصده الإلهي غير المدرك مستعملًا نار الممحص التي تمتحن المعادن فتزيل زغبها وترفع من الإنسان التفاهات والمظاهر الكاذبة للحياة وتمد جدوره إلى الأعمال فتتثبت مبادئه وتترسخ توبته. وبعد الضيقات والتجارب يكتشف الإنسان مع أيوب أنه "يسمع الأذن سمعت عنك والآن رأتك عيناي" (أي42: 7) فالضيق يقربنا جدًا إلى الله حتى نراه ونحن مازلنا في الجسد ونتلامس معه، مجتازين الباب الضيق (مت7: 13) صابرين في الضيق (رو12: 12) حتى تظهر فينا أعمال الله (يو9: 3). فمجد الله وأعماله للذين يستجيبون: «هذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ، لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ اللهِ بِهِ»(يو11: 4)، أما الذين يرفضون ويحتقرون التأديب فهم ليسوا أهلًا أن يُشفوا بإفتقاد الرب لذا يسلمهم إلى ذهن مرفوض ليُعاقبوا، بعد أن تقست قلوبهم وأبوا الرجوع وفقدوا الحس بكثرة اعتيادهم على الخطية حتى صاروا أبعد ما يكونوا عن التطهير في هذه الحياة القصيرة، ومن ثم يعاقبهم الرب بالهلاك والفناء. |
||||
21 - 05 - 2014, 03:59 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رسالة إلى كل نفس متضايقة | إيميل لكل متضايق
الثواب والمكافأة والمجازاة إن الرب عندما يرى عدم جدوى جميع أنواع العلاج لشفائهم، يرثى عدم إنتفاعهم بنار التجارب المطهرة لنفوس الذين عصوا وزاغوا، فالرب كطبيب ماهر جرب كل وسائل الشفاء، ورأى أنه لم يترك علاجًا إلا واستخدمه لأجل أمراضهم، لذا كف عن تأديبه النافع هذا وسلمهم للعقاب الأبدي ليتعظ الآخرون ويتأكدوا أن الله يرى ويجازي كل واحد كأعماله. "أَنه يجازى لذلك قبل أن يجازينا يَمْتَحِنُكُمْ لِكَيْ يَعْلَمَ هَلْ نِحبّ مِنْ كُلِّ قُلُوبِنا وَنْفُوسِنا" (تث13: 3) فكما "تمتحن الفرن أواني الخزف والأبرار تمتحنهم تجربة البلايا" (ابن سيراخ 2: 5) وبطرس الرسول يوضح ذلك قائلًا: "أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ" (1بط4: 12). لنثق أن عناية الله بنا أعظم من كل ضيق فالذي فينا أعظم من الذي في العالم (1يو4: 4) ولا يوجد أعظم من وعد الرب لنا بالأمان والحماية والمعونة (أش43: 1، مت10: 19، لو21: 15) ولا أعظم من المكافأة "وبعد تأديب يصير لهم ثواب عظيم لأن الله امتحنهم فوجدهم أهلا له، محصهم كالذهب في البوتقة وقبلهم كذبيحة محرقة، وهي في وقت افتقادهم يتلألأون ويسمعون سعي الأشرار بين القضب ويدينون الأمم" (حك3: 4). من أجل هذا الثواب والمكافأة يجتهد كل متضايق أن يخضع للفحص والإختبار أثناء التجربة عالمًا أنه بسماح من الله وبرضا مشيئته يُسلم لكي يُجرب كي يتزكى بمعونة روح الله القدوس الذي يجعل مع التجربة أيضًا المنفذ (1كو10: 13) حتى لا نتجرب فوق ما نستطيع. فالغاية من تأديبنا هي أن نكون غيورين وتائبين "إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ" (رؤ3: 19) "ومن يهرب من التأديب لا يكون ابنًا" (عب12: 8)، وكل محبوب للرب تكون محبته خاصة بإعزاز إذا كان يُوبخ ويُؤدب لأجل خلاصه، فالطبيب الذي يمسك بالأورام الناتجة عن الجروح بيد رقيقة لا يكون طبيبًا ماهرًا، فهو يزيد من السم المترسب في الجسم، إذ يجب أن يفتح الورم ويقطع ويعالج بعقاقير قوية ويقطع الأجزاء الفاسدة، فرغم أن المريض يصرخ ويشكي من الألم إلا أنه سيشكر الطبيب بعد ذلك عندما يشعر بصحة جسده. |
||||
|