رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحوار | المحاورات كان الحوار منهجًا آخر استخدمه آباء البريَّة، وكان يتم بين الأب وأحد تلاميذه، ويختص بصفة عامَّة بالتساؤُلات الخاصة والمشاكل الشخصية التي يطرحها الراهب التلميذ أمام أبيه المُرشِد، وفي سيرة القديس باخوميوس يتضح أنه قبل الراحة في المساء، كان هناك وقت للتحدُّث والحوار الذي كان يدور حول موضوع التعليم الذي اُعطِيَ أثناء النهار، وفي ”الأقوال“ أيضًا نجد منهج الحوار، وفي أحيان كثيرة، كان الآباء بدلًا من أن يُقدِّموا إجابة عقيدية لأسئلة تلاميذهم، يبدأوا حوارًا معهم ويتبعون اسلُوب سُقراط وذلك بأن يسألونهم أسئلة أخرى تجعلهم يُقدِّمون إجابات لأسئلتهم نفسها (13). وهكذت، عندما سأل رجُل عسكري الأنبا ميوس Mios عمَّا إذا كانت هناك توبة للخاطئ أجابه: ”اخبرني، عندما تتمزَّق عباءتك هل ترميها؟“ فأجاب الرجُل: ”لا أنا أرقعها واستخدمها“ وعندئذٍ قال له الأنبا ميوس: ”إذا كُنت أنت لم تترُك عباءتك، فهل يترُك الله خليقته هو!!“. (14) لقد كان الحوار اسلوبًا بسيطًا مُؤثِرًا مِمّا جعل اليونانيين يستخدمونه قبل آباء الكنيسة بأمد طويل، ذلك أنه يجعل التلميذ واعيًا بجهله، ثم يقوده إلى الحقيقة العميقة، والتي لم تُقدَّم إليه في صورتها النهائية، بل استُخلِصَت واستُخرِجت من عقله هو، كذلك كان من نتائج هذا الاسلوب أن يتمسَّك التلميذ بهذه الحقيقة جدًا لأنه هو نفسه – بمُعاونة مُعلِّمه – الذي اكتشفها. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قيل في آداب الحوار |
الحوار |
الحوار الوطني |
الحوار |
خش على الحوار ده |