رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إمكانية التربية إنَّ كون الإنسان يتصِف منذ ولادتِهِ ببعض الميول الطبيعية الرديئة والصَّالِحة، من ناحية، وإمكانية تغييره وتطويره عن طريق بيئته واتصالاته مع الأخرين، من ناحية أخرى، يُؤكدان على إمكانية التربية وأيضًا على ضرورتها، ويُسلِّم الأدب الآبائي بأنَّ للتربية تأثيرها الكبير على شخصية الإنسان، ويقول كلِمنضُس السكندري أنَّ التربية السليمة تقود إلى السماء، وكتاب ”الأقوال“ يذكُر أنَّ الكلمة الصَّالِحة لها من القُوَّة ما يجعل من الشِّرِّير بارًا، والكلمة الشِّرِّيرة تستطيع أن تجعل البار شريرًا (18)، كذلك كان آباء البرية يُؤمنون أنَّ التربية تعني بالجسد وأيضًا بالنَّفْس كليهِما، وأنَّ لها تأثيرها القوي على الحياة بجُملتها، ويُؤكد أبو مقار الكبير أنَّ بالتدريب السليم، يُمكننا أن نقتني الفضيلة، ويقول القديس يوحنَّا الدَّرجي أنه بالتدريب الحَسَنْ يُمكننا أن نحِد حتّى من احتياجاتنا الطبيعية، مثل الأكل والنوم إلخ (19)... لكن الآباء يُنبهون إلى أنَّ مهمة التربية صعبة للغاية، وأنها تتطلّب وقتًا ولابد أن تتم بصبر وبالتدريج وبرفِق. (20) وفي تناولهم لموضوع السِنْ، رأى الآباء أنَّ التربية تأتي بنتائِج أفضل عندما تتم في السنوات الأولى من حياة الطفل، إذ أنَّ كلّ ما يُطبع على النَّفْس في تلك المرحلة المُبكِرة، عندما يكون من السهل تشكيل النَّفْس وتكون لينة وطيِّعة مثل الشمع، يُصبح من الصعب محوه فيما بعد. وهكذا يجب أن تبدأ تربية الشخص في سِنْ مُبكِر، عندما – كما يقول القديس باسيليوس – تكون طبيعة الطفل طيِّعة للغاية وسهلة التشكيل (21)، ويُردِّد القديس يوحنَّا الدَّرجي نفس هذا التعليم ويذكُر أنَّ التربية التي تلقاها وهو طفل كان لها تأثير حاسِم، سواء إيجابي أو سلبي، على نموه في الحياة الرهبانية (22)، وأخيرًا في كِتابه ”عن المجد الباطِل والطريقة الصحيحة للوالدين لتربية أطفالهم“ يتناول فم الذَّهب نفس هذا الموضوع مُوضحًا السبب الذي يجعل السنوات الأولى أكثر أهمية من أي سِنْ آخر، فيقول أنه في ذلك السِنْ تكون ”النَّفْس رقيقة“ وعندما يُطبع التعليم الصَّالِح على مثل هذه النَّفْس، لا يستطيع أحد أن يمحوه، إذ من الصعب محوه، تمامًا كما أنه من الصعب محو الأختام، وبالمثل السنوات الأولى في حياة المُبتدئ في الرهبنة أساسية جدًا لأجل نموه فيما بعد، وهكذا كان يُنظر إلى فترة البداية في النذر الرهباني كمرحلة حاسمة، ولذلك لابد أن تُعطى اهتمامًا فائقًا من الأب ومن التلميذ. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إمكانية الحب فيك |
فضيحة كبرى لوكيلة وزارة التربية والتعليم بالقاهرة بشأن تدريس الدين المسيحى وبلاغ لوزير التربية والتع |
إمكانية القيامة |
إمكانية الوحدة |
إمكانية الرجوع |