من صلوات الشهيد سانكتوس قبل استشهاده
الشهيد سانكتوس (الشهيد شماس ليون):
خلف أعمال الشُهداء الظاهِرة يكمُن كل لاهوت الاستشهاد في الكنيسة الأولى، لقد كانوا يطلُبون الموت ليحظوا بنعمة الاقتداء بالآلام وموت المسيح المُخلِّص، فالمسيح نفسه يتألَّم في الشهيد، وهو الذي غلب مرَّة ما بَرِحَ يغلِب فيهم... ويُحدِّثنا يوسابيوس القيصري عن الشماس سانكتوس أنَّ: ”المسيح المُتألِم داخله أعلن مجدًا عظيمًا، غالِبًا أعداءهُ، مُظهِرًا للذين هم من خارِج، إنه حيثما يوجد حُب الآب لا يوجد أي شيء يُخيف، وحيث يوجد مجد المسيح إلهنا لا يوجد شيء يُؤلِمنا“.
لقد كانت محبة المسيح ورجاء الخلاص فيه جوهر إيمان الشُهداء وسِر ثباتهُم، وكان الشهيد تلميذًا حقيقيًا للمسيح A true disciple of Christ يتبع آثار خُطى آلامه، من أجل المجد العتيد.
ولو نظرنا إلى مصادِر رسالِة ليون سنجد أنَّ الإنجيل الرَّابِع وسفر الرؤيا كانا مصدرين من أهم مصادِر الإلهام للكاتِب، فمسيح القديس يوحنا هو الشاهِد الأعظم للحق، والشهيد يتبعه، وهكذا وُصِف سانكتوس بأنه كان ”ثابِتًا في اعترافه، مُنتعِشًا ومُتقوِيًا بالنبع السمائي الذي لا ينضب، نبع ماء الحياة“، ورأى الشُهداء في حيوية وفرح السابقين لهم في الاستشهاد، تحقيق وعد الله في (يو 16: 2)، لذلك كان المُرتد يُوبخ كابن للهلاك (يو 17: 12)..
وفي رسالِة ليون كثير من الفقرات الوارِدة في سفر الأعمال ورسائِل بولس الرعوية، مع بعض التأثيرات من الأدب اليهودي المُتأخِر والتشابُهات بين الرسالة وأعمال المكابيين.