منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 05 - 2014, 06:42 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين و الثقيلى الأحمال و أنا أريحكم

(مت11 : 28)

تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين و الثقيلى الأحمال و أنا أريحكم
الجمعة 16 مايو 2014
القس بطرس سامي كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادي
أود أن أركز فى مقالتى هذه على نداء المسيح الموجه للجميع.. فالمسيح هنا يا أحبائى إنما يدعو جميع المتعبين و الثقيلى الأحمال و لكن إلى أين يدعوهم؟ إليه.. إلى داخل جسده، إلى الإتحاد به، إلى الراحة و الفرح و السعادة و الحياة. و قد كرر المسيح هذا المعنى عندما قال لتلاميذه قبل صلبه "لا تضطرب قلوبكم أنتم بالله فآمنوا بى، فى بيت أبى منازل كثيرة و إلا فإنى كنت قد قلت لكم أنا أمضى لأعد لكم مكاناً و إن مضيت و أعددت لكم مكاناً آتى أيضاً و آخذكم إلىَّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً" (يو14).





المسيح يريد أن يأخذنا إليه، يأخذنا داخله لنسكن بجوار قلبه الذى أحبنا، و حبه أراد أن ينجينا من الهلاك الأبدى فشاء بإرادته و حبه لنا أن يتقدم للصليب لخلاصنا و هذا ما أعلنه الرب لتلاميذه ههنا. فهو يقصد أنه لا ينبغى يا أولادى أن تضطرب قلوبكم لأجل إيمانكم و لأنه يوجد فى بيت الآب منازل كثيرة أى أماكن كثيرة فلا يتخيل أىٍ منا مهما كان ضعفه أو سقوطه أو خطيته أو تعبه أن لا مكان له فى بيت الآب، ولكن لتطمئن قلوبنا جميعاً أن مسيحنا جاء ليفدى و يخلص الخطاه الذين أولهم أنا "إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاه الذين أولهم أنا" (اتى 1 : 15).


بصليب المسيح يطمئن قلوبنا نحن المتعبين و الثقيلى الأحمال من الخطية و الألم والظروف الصعبة و كل ما حدث فى حياتنا.. كل ما يقلق و يزعزع سلامنا فإنه ماضي إلى وقت الصليب.. لكى بواسطة الصليب يعد لنا مكاناً عن يمين الآب فلا يتخيل أحد يا أحبائى أن المسيح يقصد إنه سيذهب ليبنى لنا منازل أو قصور مادية، وإنما سيذهب للصليب لكى بواسطته يعد لنا مكاناً بالخلاص و بالفداء عن يمين الآب. و هذا المكان هو جسده المقدس لذلك قال أنه سيأتى أيضاً ليأخذنا بعد الصليب فيه، لنكون أعضاء جسده كما قال القديس بولس الرسول فى رسائله أكثر من مائة مرة "أننا فى المسيح". فى رسالة أفسس التى تألق فيها ليصف وجودنا وإتحادنا بصميم جسد المخلص الذى هو الكنيسة التى توحدنا معاً بالمسيح و لذلك صار هذا الوجود مصدر حياتنا و لا يكون إتحادنا بالمسيح إلا إتحاداً بالحياة الحقيقية والفرح و السلام الأبدى.


إن المسيح لا يعدنا بالضرورة أن يريحنا من أتعابنا الأرضية و معانتنا فى هذه الحياة و لكنه سوف يأخذنا إليه إلى الحياة.. فأى حياة بعيداً عن المسيح ليست حياة حقيقية بل هى حياة زائفة.. كما قال القديس أغناطيوس الانطاكى و هو على بعد خطوات من الاستشهاد - الذى كان يشتهيه و يحارب من أجله – "أن يسوع المسيح هو الحياة الحقيقية التى لنا فى الموت" و لكن من أين أتى هذا القديس بهذه الحقيقة الحياتية المطلقة؟ أتى بها من تلمذته ليوحنا الحبيب الذى شهد فى بداية رسالته عن المسيح قائلاً "الذى كان من البدء (الكلمة – المسيح) الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه و لمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة فإن الحياة أٌظهرت" (1يو 1)
و القديس يوحنا هنا لا يتكلم عن المسيح أنه رآه بالجسد و لذلك يشهد عنه بل يتكلم و هو قرب المائة عام من العمر و بعد عشرات السنين من قيامة الرب و صعوده عن المسيح كلمة الحياة.. يشهد عن هذه الحياة الحقيقية التى كانت عند الآب وأُظهرت لنا لكى ما تكون هى الملجأ و الخلاص و الملاذ لكل إنسان مٌتعب و لكل إنسان يحمل حملاً ثقيلاً.


يا أحبائى إننا بإتحادنا بالمخلص بواسطة الكنيسة، تصير حياته حياتنا و يسرى سلامه فينا و يشع فرحه داخل قلوبنا، و لهذا فدعوة المسيح لكل منا هى أن نقوم و نذهب إليه كما قالت عروس النشيد "إنى أقوم و أطوف فى المدينة و فى الأسواق أطلب تعبه نفسى" (نش2). و كما قال الإبن الضال "أقوم و أذهب إلى أبى" (لو15)
المسيح يدعو كل إنسان و ينتظر أن يسمع الإنسان دعوة المسيح و يفهمها و يلبيها و لكن لا تكون التلبية الحقيقية إلا فى القيام من سقوطنا فعروس النشيد ستقوم من فراش الكسل و التهاون و التلذذ بالأرضيات و الإبن الضال سيقوم من يأسه وعدم رجائه، فقيامة كل منا هى نداء المسيح لنا و طلبة قلبه و هو يمد يده المجروحة لأجل خلاصنا بآثار المسامير التى سببتها له خطايانا.. يمد هذه اليد ليقيمنا من كل يأس و إحباط و يرفعنا فوق كل معاناة و تعب و لكن لنقم نحن فى أفكارنا مدركين أن المكان الذى يدعونا إليه المخلص هو صميم جسده أن نأكله لكى نحيا به، و أن نتمسك بأبديتنا فتكون هى طلبتنا و أن ندرك أن حياتنا الأرضية ليست سوى فترة مؤقتة بكل آلامها ستمر كإنسان يحلم وسيستيقظ حتماً لصباح مشرق سعيد فى الأبدية التى يدعونا لها إلهنا.


و دعوة الرب ليست لفئة بعينيها بل للجميع كما قال: "تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين" فهى دعوة لكل الخطاة و المطرودين و الساقطين و المضطهدين و البائسين، لكل الزناة و الخائفين و المثليين و الملحدين و المساكين بالروح بسبب ضعفاتهم.. و بذلك تكون الكنيسة - التى هى جسده - هى مكان الإلتقاء به لأنه يدعونا إليه، فلنتقدم يا إخوتى بثقة الرجاء (عب3) فى المخلص الذى بدا أعظم ما كُتب أو قيل فى التاريخ على الجبل قائلاً "طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات"(متى5) لنتناول مراهم أسراره المحيية بإيمان أننا سوف نتحد به و نجد قبولاً و خلاصاً و عوناً منه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم
تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم.
تصميم|جديد|تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم|
تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم
تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم


الساعة الآن 12:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024