رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الثقافة الروحية والتعليم الكنسي واهتمت الكنيسة أيضًا بدراسِة الحقائِق اللاهوتية، وكان التعليم الكنسي مهمة البطارِكة والأساقفة، وهنا برزت في التاريخ الكنسي شخصيات عظيمة أمثال المُدافِع يوستين الشهيد، والعلاَّمة أوريجانوس، والقديس كيرلُس الأورشليمي، والقديس كيبريانوس أسقف قرطاچنة الشهيد الأفريقي، والقديس البابا كيرلُس الأول عمود الدين، والبابا العظيم أثناسيوس الرسولي الذي لُقِّب بمُؤسس المسيحية الثاني... ولمَّا كانت الثقافة الروحية والتعليم الكنسي مُتأصِل لدى الشعب بل وحتى لدى العامة، لذا تمسَّك الشُهداء بعقيدتهم حتى الدم مُحتملين العذابات والتقطيع. فكيف لشعب لم يتعلَّم عقيدته ولم يعرِف إيمانه أن يُقدم شهادِة دم أو شهادِة فم (كرازة)؟... وكنيستنا كنيسة العِلم واللاهوت كانت سبَّاقة في تعليم أعضائها العقيدة القوية وتسليمهم صراحِة الإيمان المُسلَّم مرَّة للقديسين. وكانت الكنيسة تُوزِع مقالات وكتابات أعدَّها مُعلِّمو البيعة بخصوص الحث على الاستشهاد للتذكير بالوصايا والمواعيد الإلهية والأمجاد السمائية، وتعليم الشعب حقائِق الإيمان وجوهر العقيدة، مع التحذير من الضعفات.. وقد انبرى آباء الكنيسة وقاموا بدور عظيم، مثل القديس أنطونيوس الكبير الذي أرسل عدَّة رسائِل إلى الكهنة والشمامِسة يحثهم على تشجيع المُعترفين وتثبيتهم في الإيمان.. فقامت بمهمة تثبيت المُعترفين في سجونِهِم وتعزيتهم في وسط ظلام السجون، مع تقديم العون لهم والسهر على روحياتِهِم. وعلَّمت الكنيسة أولادها حياة التسبيح والتهليل حتى إذا تقدموا في حلبِة الاستشهاد، امتزجت دماؤهم بالصلوات والتسابيح المُفرِحة واحتفظوا بشجاعة ناصعة بلا عيب.فبلغوا إلى الموت مُسبِحين الحي إلى أبد الآبدين، ثابتين غير هيَّابين ولا مهزومين في الإيمان، بعزم الإرادة والاعتراف وسط القيود، بتسبيح شكر يُتمم مجد الاستشهاد. وقد اهتمت الكنيسة اهتمامًا خاصًا لا يتناقص بمن هم في السجون، الذين اعترفوا بالرب اعترافًا حسنًا، وخدمت هؤلاء البواسِل، واعتنت بأجساد من فارقوا الحياة وانتهوا نهاية مجيدة في السجون، أو ماتوا قبل التعذيب، فشجاعتهم ليست أقل ممن عُذِّبوا، بعد أن قاسوا ما كانوا عازمين ومُستعدين أن يُقاسوه واعترفوا وصبروا إلى النهاية. |
|