طَرِيقَ الْكَذِبِ أَبْعِدْ عَنِّي
قلنا ان الحق خط ٌ مستقيم لا ينحني او يتعرج او يلتوي . الشيطان لا يحب الحق لأنه كذاب ٌ وابو الكذاب يريد الخط ملتويا ً لكنه يعرف اننا بالطبيعة لا نحب الالتواء ، فيحاول ان يزخرف ويشكّل الخط الملتوي في شكل ٍ مقبول . يجعله ُ هلالا ً او دائرة او رسما ً هندسيا ً . لا يريد ان نكتشف ونكشف كذبه فنهرب منه . يجرنا ورائه ، يقول بعض الحق ، لا كل الحق ، فنسير مقادين بالحق الذي قاله حتى يجرفنا الى الخطية . يجرنا من اقتناع الى اقتناع الى الهاوية . حين جاء الى آدم وحواء مزج قليلا ً من الحق بكثير ٍ ٍ من الكذب فخدعهما ، من عدم الأكل من شجرة الى عدم الأكل من كل شجر الجنة . سلماه سمعهما لأنه فيما يقول بعض الحق ، ثم انتقل الى الكذبة ، الكذبة التي يحبان ان يسمعاها . قال لهما : " لَنْ تَمُوتَا" ( تكوين 3 : 4 ) بل تنفتح عيونكما وتعرفان الخير والشر . ورمى اليهما الطُعم : " وَتَكُونَانِ كَاللهِ " وصدّقاه . صدّقا القليل من الحق والكثير من الكذب ، وسقطا ، واسقطانا جميعا ً معهما . مهما جمّل الخط الملتوي لا تقبل الا الخط المستقيم . مهما قال لك بعض الحق اطلب كل الحق ولا شيء غير الحق . يقول داود النبي : "
حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ، وَاسْكُنْ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّ الرَّبَّ يُحِبُّ الْحَقَّ ، وَلاَ يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ. إِلَى الأَبَدِ يُحْفَظُونَ. " ( مزمور37 : 27 ، 28 ) ويقول ايضا ً : " طَرِيقَ الْكَذِبِ أَبْعِدْ عَنِّي ...... . اخْتَرْتُ طَرِيقَ الْحَقِّ. جَعَلْتُ أَحْكَامَكَ قُدَّامِي. " ( مزمور 119 : 27 ، 30 ) بهذا تهزم الشيطان ، بالحق ، لأن سلاحه ُ هو الكذب ، حتى لو استخدم بعض الحق ليجرك خلفه ُ الى الخداع والكذب .