دراسة في طقس سر المعمودية والميرون

[Mary Naeem]

دراسة في طقس سر المعمودية والميرون

1- صلاة تقديس الماء:- هي صلواتبعدها يتحول الماء إلى ماء له قوة بالروح القدس على تطهير المعمد وولادته ولادة جديدة من الماء والروح.

2- صلاة الشكر:- نقدمها لله الذي أعطانا الخلاص بهذا السر. وفيها نطلب أن يبعد الله عن الماء أي روح شيطانية يمكن أن تسبب إزعاجًا أو مضايقة للمعمد.

3- صلاة تطهير الأم:- الأم لا يسمح لها بالتناول إذ خرج من بطنها طفل كان محكوما عليه بالموت، فهو شبيه بكل أولاد آدم، الذي كان مخلوقا على صورة الله وبالتالي كان له حياة أبدية. لكنه بالخطية مات وهكذا كل نسله (راجع تك 5). ولكن بعد المعمودية يحصل الطفل المعمد على البنوة لله فتكون له حياة أبدية، لذلك يسمح للأم بالتناول مع طفلها المعمد.

ما الذي يحصل عليه الطفل المعمد:-

هذا نجده مشروحا في قراءات صلوات طقس تطهير الأم:-

القراءات للمولود إذا كان ولدا

البولس:- ومن أجل الابن... (عب1:8-12) فنحن نحصل على البنوة بالمعمودية لإتحادنا بابن الله. يا رب أنت أسست الأرض، والسموات هي صنع يديك = فالمعمودية هي خليقة جديدة. هي تزول وأنت تبقى.. = الخليقة القديمة تزول وتموت في المعمودية، ويخرج المعمد وله خليقة جديدة لها حياة أبدية.

المزمور:- طوباهم الذين تركت لهم آثامهم.. (مز31: 1، 2) = فبالمعموديةتغفر الخطايا.

الإنجيل:- يحدثنا عن طقس تطهير الأم (لو2: 21 – 35).

القراءات للمولود إذا كانت بنتا

البولس:- لأن الأخ غير المؤمن يطهر بالمرأة المؤمنة (1كو7: 12 – 14). ونرى هنا قدسية العلاقة بين الرجل وعروسه.

المزمور:- قامت الملكة عن يمينك... (مز44: 12) العروس تصير جسدًا واحدًا مع عريسها.

الإنجيل:- أما مريم فاختارت نصيبا صالحا لا ينزع منها (لو10: 38 – 42). النفس تصير عروسا للمسيح واختارته ليكون نصيبها الصالح.

وبهذا تتكامل قراءات المولود ولدا مع المولودة بنتا، لنرى ماذا تعطينا المعمودية. فالمعمد تغفر خطاياه ويصير ابنًا لله وعروسا للمسيح وقد اختار النصيب الصالح، في علاقة وحدة مقدسة بين النفس وعريسها المسيح. وهذا كله جعل المعمد ينتقل من الموت إلى الحياة فتتطهر الأم.

طلبة تطهير الأم

يا رب أنت طهرت طبيعتنا بالإتحاد في شركة سرية = هذا ما نالته الأم في معموديتها هي نفسها. نسأل ونطلب منك يا محب البشر لكي تتطلع على أمتك (فلانة) حتى يتجدد روح قدسك في أحشائها. طهرها من أدناسها. لتتجدد نفسها وجسدها.. غفرانا لجميع أثامها. = وهذا يكون بعمل الروح القدس في صلاة تطهير الأم، إذ كان في أحشائها طفل محكوم عليه بالموت.

ثم يصلى الكاهن التحاليل الثلاثة = التي يطلب فيها غفران خطايا المرأة لتكون مستحقة للتناول، وهذا يتم مع كل معترف تائب ليتناول. ثم تدهن المرأة بالزيت = واستعمال الزيت هو إشارة لعمل الروح القدس في غفران الخطايا والتطهير. فالروح القدس هو الذي يغفر ويطهر.

4- صلاة تحليل لأم الطفل = فيها نرى 1) صلاة لتحليل الأم؛ 2) صلاة لبركة المولود.

فهناك ارتباط بين تطهير الأم ومولودها المحتاج للبركة التي سينالها بالمعمودية. خصوصا أنه في غالبية الأحيان تكون الأم هي إشبين الطفل المعمد.

5- طقس معمودية الطفل:-

نلاحظ في الطقس نقطتان تركز عليهما الصلوات:-

1) أن يبطل الله محاولات إبليس لتضليل المعمد، فإبليس يعرف تماما ما نحصل عليه بالمعمودية ويحسدنا عليه (هذا ما يسمى حسد إبليس). فيقاوم المعمد حتى يثنيه عن قبول المعمودية.

2) طلب الروح القدس ليعلم ويقنع المعمد بحقائق الإيمان "فليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس" (1كو12: 3). ونسمى هذا (زيت عظة).

أوشية الموعوظين:- ثبتهم في الإيمان بك وكل بقايا عبادة الأوثان انزعها من قلوبهم فهكذا يكون الإنسان قبل المعمودية. ثم يصلي الكاهن الطلبة الآتية:-

طلبة:- أيها السيد الرب... الذي يحطم كلامه الصخور... امنح هؤلاء أن يدركوا الشفاء من الخطية المهلكة. ويستحقوا العماد الطاهر = الله وعد في (حز11: 19) أن يحول قلوبنا الحجرية إلى قلوب.

لحمية. وهو نفذ وعده بالروح القدس الذي صار يسكن في المعمد ويسكب فيه محبة الله (رو5: 5) ومن يحب الله يحفظ وصاياه (يو14: 23). ومن له هذا القلب اللحمي الذي يحب الله يُشفى من الخطيئة المهلكة، فيستحق أن يُعَمَّد. فنحن لا نلصق عضوا نجسا بجسد المسيح.

صلاة على الزيت الساذج: الزيت يشير لعمل الروح القدس، وهنا يصلى الكاهن لكي يبطل الروح عمل الشيطان ومقاوماته، ويعلم ويقنع المعمد (يو14: 23 + أر20: 7)، ثم يرشم الكاهن المعمد في يديه وعلى قلبه وظهره. ورشم اليدين حتى يشترك الروح القدس مع المعمد في العمل، ورشم القلب حتى يسكب فيه حب الله وليقنعه، ورشم الظهر حتى يقويه ويصلب ظهره فلا يخور من حروب إبليس.

صلوات استعداد للرشم بزيت الغاليلاون

هذا الطقس هو لمنع أفكار التجديف وعرقلة الإيمان خصوصا مع كبار السن، لذلك كان هذا الطقس يستعمل قديما مع الموعوظين. وليكون زيت مسحة وموعظة. ومن الصلوات التي يتلوها الكاهن:-

أنت دعوت عبيدك هؤلاء باسمك (أي بقوتك وقدرتك الإلهية)... اكتب أسماءهم في كتابك (فنحن نفرح بكتابة أسمائنا في سفر الحياة أكثر من أن تخضع الشياطين لنا لو10: 20) اجعلهم مستحقين.. أن ينالوا من روح قدسك.. ويكونوا متشبهين بابنك الوحيد (غل4: 19) (وهذا عمل الروح القدس).. ويكونوا محفوظين بنعمة روحك القدوس... نطلب لكي يفتح مسامع قلوبهم ويضئ عليهم بنور المعرفة. هذا طلب لتقديس الحواس فيمتنع عمل إبليس ولا يستجيب له المعمد في تشويشه وإغراءاته... لكي من قبل استدعاء اسمك القدوس تنحل كل القوات المقاومة (هذا بسبب حسد إبليس).. أنعم عليهم بطهارة وخلاص (وهذه صلاة لأجل تنقية الداخل تمامًا)... ولدهم مرة أخرى بحميم الميلاد الجديد ومغفرة خطاياهم (ولدهم = فالمعمودية هي ولادة جديدة وخليقة جديدة).

صلاة بوضع يد الكاهن

باسم الابن الوحيد يسوع المسيح أهيئ تطهير هذا الجسد.. باسم الابن الوحيد يسوع المسيح فليعتق من كافة الشياطين ومن سائر الأدناس وكل ظلمة... باسم... ولاحظ أن النطق بالاسم يعنى طلب استدعاء قوة دم يسوع المسيح (موته وقيامته) التي بها اكتسبت المعمودية قوتها.

طقس جحد الشيطان

هو ترديد تعهد برفض إبليس وكل حيله (يرددها المعمد أو إشبينه وراء الكاهن) وهو يرفع يده اليمنى حاملا الطفل على اليد اليسرى. ثم ينفخ الكاهن في المعمد ثلاث مرات قائلا "أخرج أيها الروح النجس" وكان هذا الطقس يمارس مع الموعوظين الوثنيين قديما.

تلاوة قانون الإيمان

ويردده المعمد وراء الكاهن (هو أو إشبينه) ويكون هذا برفع يده اليسرى بعد أن نقل الطفل إلى يده اليمنى. فالطفل يصير بالإيمان من الخراف التي على اليمين.

ثم يردد المعمد أو الإشبين وراء الكاهن ثلاث مرات آمنت كتعهد أمام الله بحفظ هذا الإيمان.

ونلاحظ أنه في بداية كل صلاة أو طلبة نبدأ بتسبيح وتمجيد السيد المسيح على عمله الفدائي والذي أسس به هذا السر.

الدهن بالغاليلاون

أدهنك يا (فلان) بدهن الفرح مضادا لكل أفعال المضاد لتغرس في شجرة الزيتون اللذيذة. في كنيسة الله المقدسة الجامعة الرسولية آمين.

وهذا الثبات يكون لكل من يثبت ولا يرتد، وهذا إذا لم يستجب لخداعات وتشكيك إبليس. وشجرة الزيتون هي الكنيسة المقدسة المملوءة بالروح القدس (ويشير له زيت الزيتون خر30: 22 – 31) وزيت الزيتون هو ما ندهن به المعمد إشارة لعمل الروح القدس معه. وتسرى العصارة المحيية في الغصن المغروس في شجرة الزيتون. والروح القدس هو الذي يُثَبِّت الغصن في الزيتونة (رو11: 16 – 24 + 2كو1: 21، 22). ثم يستمر الكاهن في صلوات لطرد كل الأرواح المقاومة، وليكون المعمد مستحقا للعماد ولحلول الروح القدس بعد ذلك في سر الميرون، وذلك برشمه بزيت الميرون.

ثم يعمد الكاهن الطفل بتغطيسه في الماء ثلاث مرات قائلًا:

أعمدك يا (فلان) باسم الآب والابن والروح القدس

طقس الميرون

يبدأ الكاهن بهذه الصلاة.. أيها القادر وحده... أنعم بالروح القدس عند نضح الميرون المقدس. ليكن خاتما محييا، وثباتا لعبيدك، بابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا.... فالروح القدس الذي يسكن فينا بسرالميرون المقدس هو الذي يثبتنا في المسيح (2كو1: 21، 22). وهو ختم لا ينمحي لذلك لا يُكَرَّر سر الميرون أبدا حتى لو أخطأ الإنسان، فلا يحتاج سوى للتوبة والاعتراف عند عودته.

ثم يرشم الكاهن المعمد بزيت الميرون 36 رشمًا

8 في الرأس (النافوخ وفتحات الأنف والأذن والفم والعينين)

4 في القلب والسرة والظهر والصلب.

6 في مفاصل الكتف اليمنى (من أعلى الكتف وتحت الإبط) والكوع والكف (من فوق وأسفل).

6 يكرر ما سبق مع الذراع الأيسر.

6 في مفاصل الرجل اليمنى (الفخذ والركبة ومشط الرجل).

6 في مفاصل الرجل اليسرى كما اليمنى.

وأثناء الرشومات يصلى:-

مع الرأس يقول باسم الآب والابن والروح القدس. مسحة نعمة الروح القدس آمين. وترديدنا باسم الآب والابن والروح القدس هو لاستدعاء قوة الثالوث لتقديس أفكار وحواس المعمد.

مع القلب والسرة والظهر والصلب يقول مسحة عربون ملكوت السموات آمين. وهذا ليقدس الروح القدس مشاعر وإرادة المعمد ويعطيه أن يواجه إبليس بثبات، أما السرة فهي مصدر تغذية الجنين في بطن أمه. وابن الله لا يشبع سوى بالله ولا يفرح سوى بالله (راجع نش7: 2).

مع الأيدي والأرجل يرشم الكاهن ويصلى لتكون هذه المسحة دهن شركة الحياة الأبدية وخاتم لا ينحل وليحصل المعمد على النعمة التي تحفظه في حياته وليكون الروح القدس شريكا له في كل أعماله.

ثم يضع الكاهن يده على المعمد ويقول.. تكون مباركًا ببركات السمائيين وبركات الملائكة. يباركك الرب يسوع المسيح وباسمه (هنا ينفخ في وجه المعتمد ويقول) اقبل الروح القدس، وكن إناء طاهرا من قبل يسوع المسيح ربنا....

ثم يلبس المعمد ملابس بيضاء رمزا للبر، وزنار أحمر إشارة لدم المسيح الذي به نتبرر.

وحينما ينطق الكاهن باسم المعمد يفضل أن يعطيه اسمًا جديدا إشارة للحياة الجديدة التي نالها بالمعمودية، على أن يكون هذا الاسم اسمًا لأحد القديسين أو أحد الشهداء ليتشفع بهم بعد ذلك في حياته.