ملامح القراءات في الكنيسة القبطية
أولا: يمكننا تقسيم القراءات الكنسية إلى صنفين، كل منهما يبرز جانبا من جانبي طبيعة الكنيسة:
1- قراءات تمثل خطا عاما عبر العالم كله، تبدأ بالنيروز (رأس السنة) وتنطلق بالمؤمن
في خط لاهوتي وروحي يمثل منهج الكنيسة أو سلمها الروحي حتى يجتاز العالم كله.. هذا الخط يمثل جامعة الكنيسة ووحدتها.
2- قراءات خاصة بكل يوم حسب أعياد القديسين.. هذه تمثل طبيعة التمايز بين يوم.
ويوم، بالنسبة لنا تمثل التمايز بين أعضاء الكنيسة واختلاف مواهبهم كأمر متكامل مع جامعيتهم ووحدتها.
يمكننا أن نسمي النوع الأول بالخط العام للقراءات، والنوع الثاني بالقراءات الخاصة، وسنترك الحديث عنهما مؤقتا.
ثانيا: إن القراءات الكنسية تعتبر جزءًا لا يتجزأ من العبادة الكنسية، فهي ليست فصولًا تقرأ فحسب وإنما عبادة تمارس وتسبحة ترنم. لذا غالبًا ما تقرأ بلحن خاص متمايز حتى يتناغم اللحن مع غاية الكنيسة من تقديم الكلمة. فيقدم العابدون خلال القراءات تسبحة حب لله. بمعنى آخر القراءات الكنسية هي صلوات خلالها نسمع الصوت الإلهي ونسمعه أصواتنا الداخلية. أو قل هي "ديالوج" حب بين الله وشعبه لذا لا توجد صلاة كنسية بدون قراءات كتابية. فالقراءات لا تقف عند ليتورجية الإفخارستيا اليومية، وإنما تمتد إلي رفع البخور باكر وعشية، وأيضا ليتورجيات الأسرار كالزواج والمعمودية وليتورجيات المناسبات الأخرى كالجنازات حتى في صلوات الأجبية. في كل ساعة يمتزج لحن المزامير مع مقتطفات من العهد الجديد.
ثالثا: القراءات الكنسية في القداس الإلهي ليست مجرد توزيع لفصول أسفار العهدين علي مدار السنة، وإنما هي اختيار لفصول معينة بوحي الروح القدس لكي تقدم منهجًا روحيًا لاهوتيًا متكاملًا، هذا المنهج يأتي مترابطًا مع مناسبات الكنيسة وألحانها وتسابيحها وطقوسها المتباينة خلال العام لتقدم بناء حيا للجماعة المقدسة.
رابعا: بجانب القراءات التي تقتبس من أسفار العهدين القديم والجديد والتي تأتي متناسقة ومتكاملة مع ألحان الكنيسة وتسابيحها التي تتنوع وتتشكل عبر العام القبطي، توجد أيضا قراءات أخري من الكتب التقليدية والآبائية، مثل:
1- السنكسار cuna[arion: الذي يضم سير الآباء وأعمال الله مع الكنيسة عبر التاريخ.
2- الدفنار: أشبه بتمجيد لعمل الله في حياة قديس اليوم [لم يعد مستعملًا في أغلب الكنائس اليوم].
3- مواعظ ومقالات آبائية مثل مواعظ القديس يوحنا الذهبي الفم [تستخدم غالبًا في الكنائس التي لا توجد بها كلمة وعظ، وهذا نادرًا ما يحدث].