البابا شنودة الثالث (117) من شخصيات القرن العشرين
4- البابا شنودة الثالث (117) من شخصيات القرن العشرين
نشأ قداسة البابا شنودة الثالث أدام لنا الله حياته خادما للتربية الكنسية منذ شبابه المبكر، اتسم بحب الدراسة والاطلاع بروح نسكي، وكان قائدًا روحيًا حيًا يتسم بمرحه وبشاشته وجاذبية كلماته.
إذ سيم أسقفا على التعليم الكنسي والتربية الكنسية أقام اجتماعًا أسبوعيًا للوعظ يحضره الآلاف، بقى هذا الاجتماع حتى بعد إقامته بطريركا، نال هذا الاجتماع شهرة حتى في خارج مصر. يمتاز في عظاته كما في كتاباته بالحديث البسيط المتجدد والشيق مع روحانية ودقة في اللاهوتيات، لا يترك اتجاها غريبا يتسلل إلى الكنيسة بل يحاوره بقوة فكر إنجيلي.
قام بزيارات كثيرة رعوية داخل مصر وخارجها، زار بطاركة وأساقفة الكنائس الشرقية، وزار بابا روما في الفاتيكان، كما زار رؤساء الكنائس بالغرب وألقى محاضرات في كثير من جامعات أوروبا وأمريكا وكندا، وكان في طريقه لافتتاح مؤتمر مجلس الكنائس العالمي سنة 1980 بملبورن، استراليا لولا تصدع العلاقة بينه وبين السادات.
في عهده قدمت كنيسة روما ورفات البابا أثناسيوس الرسولي لمصر.
أنشأ الكثير من الكنائس القبطية في المهجر، وقام بزيارة أمريكا وكندا وانجلترا عام 1977 ومن المتوقع زيارته الثانية هذا العام (1987).
اهتم بخدمة أفريقيا بوجه عام فزار إثيوبيا، وإن كانت العلاقة قد انقطعت وقتيا لإقامة جاثليق لإثيوبيا في حياة الجاثليق الأول، وذلك لظروف أثيوبيا السياسية. زار قداسة البابا ليبيا والسودان وكينيا وجنوب أفريقيا... وأقام أسقفا عاما لخدمة شؤون أفريقيا.
أنشأ مطبعة حديثة بمبنى الأنبا رويس، وأقام مركزا لوسائل الإيضاح. أعاد فتح الكلية اللاهوتية بالإسكندرية، كما نشأت كليات لاهوتية في طنطا وشبين الكوم والبلينا.
عرف منذ شبابه المبكر بدوره الإيجابي في الحركات الوطنية، وكان دائما داعية لمصر في زياراته في الخارج ولقاءاته مع القيادات الأجنبية... لكن السادات الذي كثيرا ما مدحه وشكره على عمله الوطني اتهمه بالخيانة... وقام بعزله وسجن القيادات الكنسية، فتجمعت قلوب الأقباط حول راعيهم، في مصر والخارج، بل ودافع بعض عقلاء المسلمين عن وطنية البابا.
لقد عين السادات لجنة باباوية من خمسة أساقفة، وبالرغم من اختياره لشخصيات لها سمعتها وشعبيتها لكن الشعب ككل مع الغالبية العظمى من رجال الكهنوت رفضوا كل تعاون مع اللجنة الباباوية، إذ لم يقبلوا لباباهم بديلًا، أيًا كان هذا البديل! ولاء الأقباط لباباهم بقوة وشجاعة إنما هو رمز لولائهم للكنيسة ذاتها.
في عهده أيضا ظهرت القديسة مريم علانية في كنيسة القديسة دميانة بشبرا، ولا تزال تظهر حتى اليوم.
الرب يديم لنا حياته سنينا كثيرة لبنيان كنيسة الله روحيًا.
* في السنوات الخمس الأخيرة بعد صدور الطبعة التحضيرية لهذا الكتاب سنة 1987، قام قداسة البابا شنوده الثالث بعدة زيارات رعوية في أمريكا الشمالية وأوربا وأستراليا، كما أنشئت كنائس متعددة في هذه البلاد.
اختير قداسة البابا أحد رؤساء مجلس الكنائس العالمي.