البابا كيرلس الرابع "أبو الإصلاح" من شخصيات القرن التاسع عشر
1- البابا كيرلس الرابع "أبو الإصلاح" من شخصيات القرن التاسع عشر
يعتبر البابا كيرلس الرابع (البابا 110) أعظم شخصية قبطية في القرن التاسع عشر، قام بثورة روحية علمية اجتماعية. فلقب بأبي الإصلاح، فتح المدارس، وأنشأ أول مدرسة مصرية للبنات فسبق الحكومة في هذا الأمر، وأحضر أول مطبعة أهلية في مصر من ايطاليا وقد استقبلها بموكب، طلب من سعيد باشا انتظام الأقباط في الجندية أسوة بأخوتهم المسلمين حتى لا يشعر الأقباط أنهم غرباء عن بلدهم. كما قام بفض النزاع بين والى مصر سعيد باشا وإمبراطور إثيوبيا ثيؤدور الثاني. لكن الأمر الأخير أثار حسدا في قلب سعيد ففكر في الخلاص منه بالطريقة التركية، أي وضع السم له في القهوة. اصطحب بطريركي الروم الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس إلى عزبة دير أنبا أنطونيوس ببوش لينطلقوا إلى الدير، عندئذ وشي القنصل الانجليزي بالبابا إذ قال لسعيد باشا أن الثلاثة يجتمعون في الدير لطلب حماية روسيا للكنائس الأرثوذكسية بمصر. طلب الوالي عودته سريعا لمقابلته، أما هو فأكمل رحلته ولما عاد التقى بالوالي، ورفض أن يشرب القهوة لديه إذْ سمع العاملين بالقصر يتحدثون بالتركية، وكان هو يعرفها. دَسَّ له الوالي السم في دواء... وتنيح على أثره في 30 يناير سنة 1862م.
إذ أمن هذا المُصلح العظيم بأهمية التعليم؛ فتح دور العِلم أمام جميع الطلبة بلا تمييز بين مسلم وقبطي (1)، بل فتحها لمختلف الجنسيات، وكان التعليم بالمجان مع منح الطلبة الكتب مجانا. اهتم بتدريس اللغات من عربية وقبطية وانجليزية وفرنسية وايطالية وتركية، فنبغ كثيرون فيها. استعان بخبرة المدرسين من مصريين وسوريين ولبنانيين وايطاليين وانجليز، وكان سخيا جدا معهم... وكثيرًا ما كان يحضر بنفسه مع الطلبة ويناقشهم.
اهتم أيضا بجانب المواد العلمية والنظرية بتنمية المواهب الفنية من موسيقى وألحان ورسم، وكان البابا يختار الموهوبين في الألحان لتكوين خورس.
عندما ثار "العرفان" على المدارس وهاجموها متهمين إياها كمصدر كفر... لم يقاومهم إنما جمعهم وطيب خاطرهم وقدم لهم مرتبات عوض ما لحق بهم من خسائر نتيجة ترك البعض الكتاتيب، كما عهد إليهم التدريس في المرحلة الابتدائية.
اهتم أيضا بإنشاء مكتبة عامة قومية بمدرسة الأقباط بالقاهرة.
07 - 05 - 2014, 06:32 PM
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
العرض المتطور