رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القرون من السابع حتى العاشر بدخول العرب مصر رفع نير بيزنطة عن الأقباط من جهة الضرائب الباهظة. وبالأكثر من جهة حقهم في اختيار راعيهم والسماح له بممارسة عمله الرعوي. استرجعت الكنيسة الكثير من الكنائس بل وقام الأقباط بإصلاح ما تهدم منها، وكان الود سائدا بين البابا بنيامين (38) وعمرو بن العاص. تولى الولاية في مصر ولاة كانوا يحملون روح السماحة مثل مسلمة في عهد البابا أغاثون (39)، الذي التجأ إلى سبعة أساقفة لمعالجة مشكلة سخا بحكمة، حيث أشعل بعض الأهالي النيران في عدد من رجال الديوان، وبالفعل نجحوا في استتباب الأمن، ووهبهم الله نعمة لشفاء من أصيب، كما قاموا بتأديب المعتدين. لكن هناك عنصر هام يذكره الدكتور عزيز سوريال (1) ألا وهو أن خوف الحلفاء من استقلال الولاة بمصر جعلهم لا يسمحون لهم بالبقاء كثيرا في هذا المنصب. بحسب القوائم التي أعدها (2) حكم مصر 108 واليًا في مدة 226 عامًا، أي حتى بدء عهد الطولونيين (869-905) أول حكام مسلمين في مصر استقلوا بها، تبعهم الأخشيديون (935-969 م.) فكان معدل فترة الولاية حوالي عامين. في هذه الفترة الوجيزة لا يبالى الوالي بالصالح العام ولا ينموا موارد البلاد على مدى بعيد، إنما يهتم كيف يقدم أكبر جزية للخليفة عدا ما يجمعه لنفسه. نذكر على سبيل المثال أن عبد الله بن سعد أول والى بعد عمرو جميع مليونين دينارا زيادة عما كان يجمعه عمرو. وكان من نتيجة ذلك أن ضعفت إمكانية البلاد وقلت قدرة المصريين على الدفع، فاضطر الولاة إلى طلب جزية من رجال الدين كهنة ورهبانا، كما صاروا يحسبون الجزية على السنة الهجرية القمرية عوض السنة القبطية الشمسية. حدثت خمس ثورات ما بين سنة 739، 773 م. بسبب الضغط الشديد لجمع الجزية والخراج، وقد اشترك بعض المسلمين في هذه الثورات مع الأقباط، ولعل أخطر ثورة هي التي قامت عام831 في عهد الخليفة المأمون، واضطر إلى الحضور إلى مصر بعد أن عاد السلام للبلاد ليلاطف أهلها. تجدد الضغط المالي حتى سنة 869 حيث قام أحمد بن المدبر آخر حكام العباسيين يحصى رجال الدين ويفرض مبلغا من المال على البابا. |
|