عاشت أسرة في مرارة بسبب عنف هتلر، وكانت تسمع قصصًا عن أمريكا. وكان أفراد الأسرة يجتمعون ليروي كل أحدٍ ما يسمعه عن أمريكا... وكانت هذه الأحاديث تعطيهم راحة مؤقتة وسط الضيق الذي عاشوا فيه.
...
وفي أحد الأيام إذ كان الابن يستعد للرحيل قالت له الأم:
"إني أشعر بآلام الفراق... لكنك أنت في قلبي، صورتك لن تفارق ذهني حتى نلتقي معًا.
إنني لم أرَ أمريكا لكنني أحببتها جدًا، وتعرفت عليها مما سمعته عنها من الذين عاشوا فيها، ومما قرأته عنها.
الآن يا ابني أنت ذاهب إلى بيتك، أما أنا ففي أرضٍ غريبة!"
بهذه الكلمات ودَّعت الأم التي كانت تعيش في وطنها ابنها الذي يهاجر إلى أمريكا...
مع الفارق الشاسع فإن المؤمن وهو يعيش في هذا العالم، ويُعاني من طغيان رئيسه يشعر بالغربة... يجد لذته أن يجتمع بأفراد أسرته المقدسة ليتحدثوا معًا عن العالم العتيد بكل أمجاده الفائقة... يشعر الكل أنهم غرباء على الأرض التي وُلدوا عليها.
لعلَّه لهذا السبب سمح اللَّه للشيطان الطاغي أن يبقى رئيسًا لهذا العالم، حتى خلال طغيانه تنسحب قلوب المؤمنين إلى الأبدية، ليدركوا أنهم يعيشون هنا في غربة، منتظرين وطنًا أفضل.
اضغط هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت للمزيد من القصص والتأملات.
* أشكرك يا إلهي، لأنك خلقت العالم الجميل لأجلي.
لم تدعني معوزًا شيئًا من أعمال كرامتك.
لكنني إذ تعلقت بالعالم لا بخالقه،
صرتُ عبدًا له، واستسلمت لعدو الخير.
إنه يذلني بعنفه وظلمه.
* أشكرك لأنك حوَّلت هذا الظلم لخلاصي.
أدركتُ أنني غريب في أرضٍ يسيطر عليها الطاغية.
اشتقت للخروج لأبقى فيك.
أحضانك الإلهية هي وطني الأبدي.
متى أنطلق إليها واستقر فيها؟