أرجو ان تثق أن للألم حدودا لا يتعداها، مضبوطة فى دائرة احتمالنا وطاقتنا، والهنا أعلن صراحة حتى نطمئن (على فم بولس رسوله) أنه لا يجربنا أكثر من احتمالنا، وأنه يعطى دائما مع التجربة تعزية ومنفذا حتى لا يختل إيماننا بل يثب ويزداد. لذلك هدىء نفسك على الصليب،لأن اليد التى ترفعك عليه يد حكيمة رحيمة. وحينما يشتد الألم والضيق وتغمرك لجته كالبحر العميق، حينئذ اذكر أن معك حارسا لا يفوته شىء، ومن الأعماق ارفع صلاتك إليه: "فلتكن مشيئتك يا الله " وحينئذ سيأتى إليك فى الهزيع الاخير من ليل الألم وتسمع صوته سائدا على لجة الضيق وسائرا على بحره العميق قائلا " أنا هو لا تخف" ،" تشجع انا معك" .
( كتاب رسائل الاب متى المسكين)