الأناجيل الأبوكريفية
ونبدأ هنا فقط بالأناجيل الأبوكريفية، التي هي موضع دراستنا في هذا الجزء هنا في موقع الأنبا تكلا. ويبلغ عدد هذه الأناجيل، نحو خمسين (24)، ولكن لا يوجد في الكثير منها سوى أجزاء صغيرة أو شذرات متفرقة، ويوجد البعض منها مكتملًا أو ما يشبه ذلك. ولعل عددها قد تضخم نتيجة إطلاق أسماء مختلفة على المؤلف الواحد. ويذكر هوفمان ثلاثين منها مع بعض الإيضاحات، ويعطي فابريكوس قائمة كاملة بها. وكانت الدوائر الأبيونية والغنوسية شديدة الخصوبة في إنتاج مثل هذه الأناجيل. ويقول سلمون: "من السهل إعطاء قائمة طويلة بأسماء الأناجيل التي يقال إنها كانت مستخدمة عند المذاهب الغنوسية المختلفة، ولكن لا يعلم غير القليل عن محتوياتها، وهذا القليل لا يسمح لنا بأن ننسب لها أي قيمة تاريخية"، فالكثير منها لا نعرف عنه سوى عناوينها مثل إنجيل الباسليديين، وإنجيل كيرنثوس وإنجيل أبلس، وإنجيل متياس، وإنجيل برنابا (غير الإنجيل المزيف والموجود حاليًا)، وإنجيل برثلماوس، وإنجيل حواء، وإنجيل فليمون، وكثير غيرها. وكان علماء الكنيسة الأولى والمسئولون فيها يعلمون بوجود هذه الأناجيل وبالهدف من كتابتها. ومما يسترعي النظر أنهم لم يترددوا في نعتها بما تستحقه، كما بينا أعلاه. وفي مقدمة وستكوت لدراسة الأناجيل، باستثناء المكتشفة حديثا في مصر، نجد جدولًا كاملًا - باستثناء ما اكتشف في مصر مؤخرًا - بالأقوال والأفعال التي لم تدون في الأسفار القانونية، والمنسوبة لربنا في كتابات العصور الأولى، وكذلك بيانًا بالاقتباسات من الأناجيل غير القانونية والتي لا نعلم عنها شيئًا سوى هذه الاقتباسات.