الزعم بعدم صحة التوراة
(9) زعم على لسان راهبه المزعوم: إن التوراة التي نؤمن بها، مليئة أيضا بمخادعات وحروب وخيانات. وإنجيل المصريين الذي نقرا فيه، مع انه ممنوع، فيه ما يخالف الأناجيل الأربعة المتداولة.. فهل هذا وذاك خيال والله من وراء ذلك محتجب وراء كل الاعتقادات؟؟"[64]! كما وصفها بأنها كتاب عجيب، يهزأ من المصريين القدماء ويتهم نساءهم[65]. ويقول عن الآيات التوراتية المشهورة أنه لا يمكن أن يصدقها غيرنا كما سخر من أكل آدم من الشجرة المحرمة، وحاول تبرير ممارسة الجنس، خارج الزواج، الزنا فقال: "طافت بذهني الآيات التوراتية المشهورة، التي لا يمكن أن يصدقها غيرنا. وتوالت علي قلبي الأسئلة: لماذا أمر الرب آدم بالابتعاد عن شجرتي المعرفة والخلود؟ ولماذا انزعج الرب لما أكل آدم من شجرة المعرفة؟ فقال في نفسه، بحسب ما هو مكتوب في سفر التكوين: هوذا الإنسان قد صار كواحد منا، عارفا الخير والشر. والآن لعله يمد يده، ويأخذ من شجرة الحياة أيضا، فيصير خالدا. فأخرجه الرب الإله من جنة عدن، ليحرث في الأرض التي اخذ منها. طرد الرب الإله الإنسان، وأقام شرقي جنة عدن ملائكة لهيب سيف متقلب، ليحرس طريق شجرة الحياة.. لماذا أراد الله أولا، أن يبقي الإنسان جاهلا؟ وهل المعرفة التي أدركها آدم، هي تمهيد لإدراكه الخلود؟ ومن هم أولئك الذين قال الرب انه واحد منهم؟ وهل لو بقي آدم وحواء جاهلين، كانا سيخلدان في الجنة؟ كيف يصح الخلود مع الجهل والغفلة عن الطبيعة؟ وما الذي عرفاه بالضبط حين أكلا من الشجرة؟ اهو ذاك الذي عرفته مع اوكتافيا في الأيام الماضية.. ما جرتني إليه هي، من غير تدبير مني ولا قصد... أتراني أعيد فعلة آدم، اغضب الرب، فيعيد الطرد؟... من أين، وإلى أين سيطردني، أنا الطريد منذ سنين.... ولا أين لي، ولا كيف"[66]!
ونقول له أن التوراة هي سجل لعلاقة الله بالإنسان وعلاقة الإنسان بالله وعلاقة الإنسان بالإنسان، وقد سجلت الأحداث بدقة وأمانة ولم تلجأ لتقديم مجرد صورة مثالية بل تاريخ حقيقي عاشه أناس بالحقيقة وليس تاريخ وهمي. فهل يريد منا الدكتور أن نكتب توراة تتناسب مع هواه وفكر عزازيله؟! أم أنه يتصور أن التوراة هنا رواية مثل روايته يبدع فيها ما يشاء ويلفق فيها ما يريد ليقدم صورة يريدها هو؟!