الأهداف التي قصدها د. زيدان من روايته الوهمية بحسب تحليل القمص عبد المسيح بسيط
وفيما يلي أهم الأهداف التي قصدها د. زيدان كما خرجت بها من قراءتي للرواية:
(أ) الانتصار لمن أسمتهم الكنيسة بالهراطقة، من أمثال آريوس ونسطور وبولس السموساطي، والذين ذكرهم بالاسم ومدح كتاباتهم، لانحرافهم عن مفهوم الكتاب المقدس والتسليم الرسولي الذي تسلمته الكنيسة من تلاميذ المسيح ورسله، واعتمادهم بالدرجة الأولى على الفلسفة اليونانية وعلى أفكارهم الخاصة.
(ب) تصوير الكنيسة الأرثوذكسية بالكنيسة التي بنت معتقداتها على أفكار وثنية وتصوير بطاركتها ورهبانها ورجال الدين فيها بالمتعجرفين والقساة المتحجري القلوب والأفكار والذين فرضوا عقيدتهم ودينهم بالقوة والإرهاب! وبلغة الرواية والأدب فقد جعل الكنيسة الأرثوذكسية ورجالها هم أشرار الرواية ومصدر الشر فيها، مثلما فعل دان براون في روايته شفرة دافنشي، وصور الكنيسة الكاثوليكية بمصدر الشر في العالم! في حين صور الهراطقة، بلغة الرواية، بمصدر الخير الذي يقاوم الشر الذي هو الكنيسة؟!
(ج) توجيه هجوم شديد ولاذع للمسيحية الأرثوذكسية متمثلة في الكنيسة القبطية ورمزها القديس مرقس الرسول وباباواتها خاصة البابا كيرلس عمود الدين وخاله البطريرك السابق له البابا ثاوفيلوس لمقاومتهما الوثنية!
(د) توجيه هجوم شديد ولاذع على لسان شخصيات روايته لمعظم أساسيات الإيمان المسيحي، مثل القول بتحريف التوراة والإنجيل، ووصف التجسد بالخرافة، وإنكار صلب المسيح وموته وقيامته، والتشكيك في عقيدة الله الواحد في ثالوث، ولاهوت المسيح، ومجيء العائلة المقدسة إلى مصر وهاجم الرهبنة ووصف استمرار وقوع راهبه المزعوم (هيبا) في خطايا جنسية بدون توبة حقيقية!
(ر) تصوير كنيسة الإسكندرية بأنها أظلمت العالم لقضائها على الديانات والفلسفات والأساطير الوثنية! وكأن الوثنية كانت نورا للعالم والمسيحية جاءت لتطمس هذا النور وتحوله إلى ظلام؟! ونقول له ولمن يشايعونه المسيحية الآن لا تشكل أكثر من ثلث سكان العالم، بل أن الكثيرين ممن يعيشون في الدول المسيحية صاروا لا دينيين وملحدين أي أن أكثر من 75% من سكان العالم غير مسيحيين! ونسألهم بأمانه أن يجيبونا؛ هل هذه الدول التي تشكل أكثرية سكان العالم بأديانها المختلفة وفلسفاتها الدينية والإلحادية هي التي تنير العالم أم العكس؟!