شهادة القديس إكليمندس الروماني لوحي الإنجيل القديس أكليمندس الروماني (30-100م): أسقف روما (43) وأحد مساعدي القديس بولس والذي قال عنه أنه جاهد معه في نشر الإنجيل (44) وتعرف على الكثيرين من رسل المسيح واستمع إليهم، ويقول عنه إيريناؤس أسقف ليون أنه "رأى الرسل الطوباويين، وتحدث معهم وكانت كرازتهم لا تزال تدوي في أذنيه وتقليدهم ماثل أمامه (45)". هذا القديس أشار إلى الأناجيل الثلاثة الأولى واقتبس منها على أساس أنها أقوال المسيح، كلمة الله التي يجب أن تتبع وذلك في رسالته إلى أهل كورنثوس : "تذكروا أقوال الرب يسوع كيف قال " ويل لذلك الإنسان (الذي به تأتى العثرات) كان خيرًا له أن لا يولد من أن يكون حجر عثرة أمام مختاري، كان خيرًا أن يعلق (في عنقه) حجر رحى ويغرق في أعماق البحر من أن يعثر أحد مختاري (46)". "لنذكر على وجه الخصوص أقوال الرب يسوع التي قالها عندما كان يعلم الوداعة وطول الأناة لأنه تكلم هكذا: ارحموا ترحمون. اغفروا يغفر لكم. وكما تفعلون يعطى لكم، وكما تدينون تدانون، وكما تعطفوا يظهر لكم العطف (47)". وفى ف 8:46 يقول "تذكروا ربنا يسوع القائل.." ويقتبس أقوال السيد المسيح التي وردت في متى 24:26، لوقا 1:17،2. ويقتبس عن الرسالة إلى العبرانيين قوله "الذي هو بهاء مجده.. صار أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث أسمًا أفضل منهم (48)". وأقتبس في ف 46 معظم ما جاء في الفصل الأول من نفس الرسالة إلى العبرانيين. كما اقتبس من الأناجيل الكثير عن أحداث الميلاد وظهور النجم وأحداث الصلب. وإلى جانب هذا فقد أشار إلى رسائل القديس بولس إلى كورنثوس (الأولى) وإلى أفسس وإلى تيموثاوس (الأولى) وإلى تيطس، وإلى رسالة يعقوب ويدل محتوى رسالته على معرفة واضحة بالإنجيل للقديس يوحنا. ثم يقول لأهل كورنثوس مشيرًا إلى رسالة القديس بولس الأولى إليهم : "انظروا إلى رسالة بولس الطوباوي. ماذا كتب لكم في بداية الكرازة بالإنجيل؟ في الواقع فقد كتب لكم بوحي من الروح القدس رسالة تتعلق به وبكيفا (بطرس) وأبولوس (49)". وهو هنا يؤكد بصورة كاملة ومطلقة إيمانه وإيمان الكنيسة الأولى بوحي وقانونية أسفار العهد الجديد. فقد تعلم ذلك من الرسل أنفسهم الذين كانوا واثقين أنهم رجال الروح القدس.