تقييم مدى ما اتفق فيه الإنجيليون وما تميز به كل واحد منهم بالأقسام والأعداد والكلمات
اتضح لنا مما سبق أن ما اتفق في تدوينه الإنجيليون الثلاثة، بل الأربعة، وما تميز بتدوينه كل واحد منهم برهن بصورة قاطعة على صحة ومصداقية ووحي كل حرف وكل كلمة وكل فقرة دونت في الإنجيل، فما اتفقوا فيه، برغم كتابة كل واحد منهم بصورة منعزلة وفى مكان مختلف، برهن على الدقة المتناهية وإرشاد الروح القدس ووحيه في تدوين وكتابة الإنجيل، وما تميز به كل واحد من الأربعة أكمل الصورة من جميع جوانبها وبرهن على مصداقية ووحدة الإنجيل ووحدة الوحي فيه.
فقد ركز كل واحد منهم على جوانب معينة من جوانب حياة السيد المسيح ومن ثم فقد قدموا جميعًا صورة كاملة ومتكاملة لحياته وأعماله وأقواله؛
وعلى سبيل المثال فقد ركز القديس مرقس على الأحداث وخاصة المعجزات التي صنعها السيد فشكلت حوالي 50% من الإنجيل الذي دونه، وتكون الأقوال في الإنجيل للقديس لوقا حوالي 66% وتكون الأحداث والأعمال حوالي الثلث.
وقد قام العلماء والنقاد بعمل تقييم لما اتفق فيه الإنجيليون الثلاثة وما تميز بتدوينه وحده كل واحد منهم، وذلك بتقسيم الأناجيل إلى أقسام وأعداد وكلمات بل وصفحات؛ ووجدوا أن الإنجيل للقديس لوقا هو الأكبر ومدون في 72 صفحة، والإنجيل للقديس متى مدون في 68 صفحة، أما الإنجيل للقديس مرقس فهو الأصغر ومدون في 42 صفحة إذ يتميز بالإيجاز والسرعة والحيوية. والإنجيل للقديس يوحنا مدون في 55 صفحة.