كرازة بطرس الرسول | الإنجيل بحسب ما كرز به
الإنجيل كما كرز به القديس بطرس الرسول ودون في سفر أعمال الرسل وفى رسالتيه الأولى والثانية والمكتوبتين قبل سنة 64م يتضمن موجز شامل وكامل لكل ما عمله وعلمه السيد المسيح خاصة قصة آلامه وصلبه وقيامته وصعوده والتي تتماثل بدرجة شديدة مع ما جاء في الأناجيل الأربعة وبصفة خاصة من الإنجيل للقديس مرقس الذي يرعى معظم العلماء أنه أقدم الأناجيل التي دونت والتي يتصف بالإيجاز والقوة أيضًا إلى جانب خشونة اللغة وقدمها. ويذكر القديس بطرس فيما دون كرازته:
تجسد المسيح من نسل داود "فإذا كان (داود) نبيًا وعلم أن الله حلف لهُ بقسم أنهُ من ثمرة صلبه يقيم المسيح بالجسد ليجلس على كرسيه (24)".
موجز لأعمال المسيح والقوات التي صنعها في الجليل واليهودية وأورشليم "يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم تعلمون (25)" "انتم تعلمون الأمر الذي صار في كل اليهودية مبادئًا من الجليل بعد المعمودية التي كرز بها يوحنا (المعمدان). يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرًا ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس لأن الله كلن معه. ونحن شهود بكل ما فعل في كورة اليهودية وفى أورشليم (26)".
حلول الروح القدس عليه "بعد المعمودية التي كرز بها يوحنا.. مسحه الله بالروح القدس والقوة (27)".
تجلى الرب وإظهار مجده على جبل التجلي "لأننا لم نتبع خرافات مصنعة إذ عرفنا كم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه بل قد كنا معاينين عظمته. لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجدًا إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسمى هذا هو أبني الحبيب الذي أنا سررت به. ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلًا من السماء إذ كنا معه في الجبل المقدس (28)".
القبض عليه ومحاكمته أمام مجمع اليهود (السنهدرين) وأمام بيلاطس الذي كان يميل لإطلاقه ولكن رؤساء اليهود فضلوا عليه باراباس "الذي أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس وهو حاكم بإطلاقه. ولكنكم أنتم أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب رجل قاتل (باراباس) (29)".
صلبه وقتله بتعليقه على خشبة الصليب بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق "هذا أخذتموه مسلمًا بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي آثمة صلبتموه وقتلتموه (30)"، "ورئيس الحياة قتلتموه" (31)، يسوع المسيح الناصري الذي صلبتموه أنتم" (32)، "الذي أنتم قتلتموه معلقين إياه على خشبة " (33)، "الذي أيضًا قتلوه معلقين إياه على خشبة" (34).
قيامته من الموت "الذي أقامه الله ناقضًا أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنًا أن يمسك منه.. فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعًا شهود لذلك" (35)، "الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك" (36)، "الذي أقامه الله من الأموات" (37)، وظهوره مرات كثيرة بعد قيامته وببراهين قاطعة "هذا أقامه الله في اليوم الثالث وأعطى أن يصير ظاهرًا ليس لجميع الشعب بل لشهود اله فأنتخبهم. لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات. وأوصانا أن نكرز ونشهد بأن هذا هو المعين من الله ديانًا للأحياء والأموات" (38).
صعوده إلى السموات وجلوسه عن يمين الآب وإرساله للروح القدس الذي انسكب على الرسليوم الخمسين، وشهادة الروح القدس له بواسطة ومن خلال الرسل "وإذ أرتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس من الآب سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتمونه. لأن داود لم يصعد إلى السموات وهو نفسه يقول: قال الرب لربى أجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطنًا لقدميك فليعلم يقينًا جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم ربًا ومسيحًا" (39)، "هذا رفعه الله بيمينه رئيسًا ومخلصًا ليعطى إسرائيل التوبة وغفران الخطايا. ونحن شهود له بهذه الأمور والروح القدس أيضًا الذي أعطاه الله للذين يطيعونه" (40).
خضوع الأجناد السمائية له "الذي هو في يمين الله إذ قد مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له" (41).
موته بالجسد نيابة عن الخطاة وفداءه لنا بدمه الذكي الثمين ومصالحته للبشرية مع الله فولدنا ثانية بقيامته "فسيروا زمان غربتكم بخوف عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم ولكن قد أظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم أنتم الذين تؤمنون بالله الذي أقامه من الأموات وأعطاه مجددًا" (42)، "لأنكم لهذا دعيتم فإن المسيح أيضًا تألم لأجلنا تاركًا لنا مثالًا لكي تتبعوا خطواته. الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر الذي إذا شتم لم يكن يشتم عوضًا وإذا تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضى بعدلٍ. الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت الخطايا فنحيا للبر. الذي بجلدته شفيتم. لأنكم كنتم كخراف ضالة لكنكم رجعتم الآن إلى راعى نفوسكم وأسقفها" (43)،
"فإن المسيح أيضًا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا البار من أجل الآثمة لكي يقربنا إلى الله مماتًا في الجسد ولكي مُحنى في الروح" (44).
لا خلاص إلا بالمسيح وحده "وليس بأحد غيره الخلاص. لأنه ليس أسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص" (45)، "توبوا وليعتمد كل واحدٍ منكم على أسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس" (46).
شهادة جميع الأنبياء له "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا" (47)، ونبؤاتهم عن آلامه وصلبه وقيامته "وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تممه هكذا. فتوبوا وأرجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتى أوقات الفرج من وجه الرب. ويرسل المسيح المبشر به لكم قبلُ" (48)، "نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس. الخلاص الذي فتّش وبحث عن أنبياء. الذين تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم باحثين أي وقت أو ما الوقت الذي أن يدل عليه روح المسيح الذي فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التي للمسيح والأمجاد التي بعدها" (49)، "لأن داود يقول فيه (المسيح).. لأنك لم تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدوسك يرى فسادًا.. فإذا كان نبيًا.. سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح أنه لم تترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فسادًا" (50).
مجيئه الثاني في نهاية الأيام وانقضاء الأيام وانقضاء هذا الدهر ونهاية هذا العالم الحاضر، حيث سيأتي في مجده ومجد أبيه ليدين الأحياء والأموات ويعطى المؤمنين إكليل المجد. "كما اشتركتم في آلام المسيح أفرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضًا مبتهجين" (51).
"ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها. فبما أن هذه كلها تنحل أىّ أناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحل السموات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب. ولكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضًا جديد يسكن فيها البر" (52) "ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى" (53).