منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 04 - 2014, 04:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

إعلان الآب في الابن

تبدأ الرسالة إلى العبرانيين بالآيات التالية والتي تلخص جوهر الإعلان في الإنجيل:
"الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في "أبنه" الذي جعله "وارثًا" لك شيء الذي "به" أيضًا "عمل العالمين".
"صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا" "جلس في يمين العظمة في الأعالي صائرًا أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث أسمًا أفضل منهم. لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت أبنى أنا اليوم ولدتك. وأيضًا أنا أكون له أبًا وهو يكون لي أبنًا" (1).
ويبدأ الإنجيل للقديس يوحنا بالآيات التالية التي تعلن عن حقيقة كلمة الله "الكلمة" وتكشف كيف تجسد الكلمة ونزل من السماء وظهر على الأرض وأعلن عن الله الآب في ذاته:
"في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يضئ في الظلمة والظلمة لم تدركه… كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتيًا إلى العالم. كان في العالم وكون العالم به ولم يعرف العالم… والكلمة صار جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقًا… ومن ملئه نحن جميعًا أخذنا. ونعمة فوق نعمة. لأن الناموسبموسى أعطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر" (2). وعبارة "هو خبز تعنى "هو الذي أخبر عنه" كما جاءت في كثير من الترجمات العربية الحديثة.

إعلان الآب في الابن
ويكشف السيد المسيح عن حقيقة العلاقة بين الآب والابن وجوهر إعلان الإنجيل الذي بذاته وفى ذاته بقوله:
"كل شيء قد دُفع إلى من أبى. وليس أحد يعرف (من هو) (3) الابن إلا الآب، ولا أحد يعرف (من هو) (3) الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يُعلن لهُ. تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا منى. لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم لأن نيري هين وحملي خفيف" (4).
وقبل صعوده إلى السماء مباشرة قال السيد المسيح لتلاميذه:
"دُفع إلى كل السلطان في السماء وعلى الأرض. فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (5).
هذه الآيات وغيرها توضح لنا الحقائق التالية:
إن الله قد سبق وأعلن عن ذاته في القديم عن طريق وبواسطة الأنبياء مثل موسى وصموئيل وإشعياء وإرمياء وحزقيال وغيرهم إلى ملاخى.
وهؤلاء الأنبياء نزل علهم وحى الله وإعلانه عن ذاته ليس في شكل أو أسلوب واحد وإنما تعامل معهم بأشكال مختلفة وأنواع وطرق كثيرة كالرؤى والأحلام والأمثال والتشبيه والرموز وروح الله الذي كان يحل على النبي ويتكلم بلسانه "وحى داود بن يسى… روح الرب تكلم بي وكلمته على لساني" (6)، وكذلك الألغاز وإرسال الملائكة، "رسل الله"، واستخدام الطبيعة كالريح والنار والسحاب واستخدام أدوات خيمة الاجتماع الطقسية، الأوريم والتميم، أو بالكتابة المباشرة، الوصايا العشر (7)، أو بمخاطبة النبي "فمًا إلى فم"، كموسى النبي: "إن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا استعلن له في الحلم أكلمه. أما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتى. فمًا إلى فم وعيانًا أتكلم معه لا بالألغاز وشبه الرب يعاين" (8)، "وكلمت الأنبياء" وكثرت الرؤى، وبيد الأنبياء مثلت أمثالًا" (9).
وكان هؤلاء الأنبياء لا يقولون ولا يتكلمون إلا بما يأمرهم به الله بالوحي:
"لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به" (10)،
"وأنا أكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما ماذا تصنعان" (11)،
وكان الله يختار النبي بناء على مشورته الإلهية وعلمه السابق دون أن يكون للنبي أي دخل في هذا الاختيار الإلهي، كما أن كثيرين من الأنبياء لم يروا في أنفسهم الكفاية لهذا الاختيار الإلهي فقال موسى النبي عندما أرسله الله إلى فرعون ليخرج شعبه من مصر: "من أنا حتى أذهب إلى فرعون… فقال (الله) إني أكون معك" (12)، وقال إرميا النبي عندما دعاه الله للنبوة "إني لأعرف أن أتكلم لأني ولد. فقال الرب لا تقل أنى ولد لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب ويتكلم بكل ما آمرك به… ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك" (13)، وقال عاموس النبي "لست أنا نبيًا ولا ابن نبي بل أنا راع وجاني جميز. فأخذني الرب من وراء الضأن وقال لي أذهب وتنبأ لشعبي إسرائيل" (14).
3- وأخيرا كلمنا الله مباشرة وبدون واسطة بذاته، مباشرة، في أبنه، كلمته الذاتي وعقله الناطق، "كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في أبنه". وهذا ما أوضحه السيد المسيح، نفسه، في مثل الكرمة والكرامين الأردياء حين قال أن الله الله "الآب" أرسل عبيده الأنبياء إلى بنى إسرائيل فاضطهدوهم "وجلدوا بعضًا ورجموا بعضًا" و "أخيرًا أرسل إليهم أبنه قائلًا يهابون أبنى" (15). وما قاله لنيقوديموس "هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد".
4- وابن الله هذا هو كلمة الله، الذي هو الله، صورة الله غير المنظور، بهاء مجده ورسم جوهره، الأعظم من الملائكة والبشر والذي له السيادة والسلطان على جميع المخلوقات ما في السموات. ومن على الأرض ومن تحت الأرض.
5- ولم يكن إنجيله هو وحى نزل عليه من السماء بوسيلة ما مثل بقية الأنبياء وإنما كان هو ذاته النازل من السماء وتعليمه نابع من ذاته لأنه كلمة الله وأعماله نابعة من ذاته، لأن الآب يعمل به "أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل… لأن مهما عمل ذاك (الآب) يعمله الابن كذلك. لأن الآب يحب الابن ويريه ما هو يعمله" (16).
6- ولم يكن الإعلان في الإنجيل هو مجرد رسالة نزلت على المسيح ودونت في كتاب ليقرأُه فئة من الناس، كما هو الحال بالنسبة لأسفار موسى الخمسة أو بقية أسفار العهد القديم، وإنما الإعلان في الإنجيل، الإنجيل ذاته، هو الخير السار والبشارة المفرحة المقدم للعالم أجمع والذي يتلخص فيما قاله الوحي "أنت المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب. وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" (17)، هو "جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلم به إلى اليوم الذي أرتفع فيه" (18)، هو الدعوة والكرازة بالمسيح وإلى أقصى الأرض" (18)، هو الإيمان بالمسيح ابن الله لنوال الحياة الأبدية "أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (19)، هو الشهادة "أن الآب قد أرسل الابن مخلصًا للعالم" (20).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أنَّ الآب ليس سبب حياة الابن إنَّما الابن حَيُ بنفس حياة الآب
حقًا إن الآب لا يعرف شيئًا لا يعرفه الابن، لأن الابن هو معرفة الآب
من ينكر أن الابن من الآب لا يعرف الآب الذي منه الابن
إعلان الآب في الابن هو إعلان المسيح المُنتَظَر
إعلان الآب في الابن هو إعلان النسل الآتي


الساعة الآن 10:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024