مَنْ الذي حرف؟ ومتى وأين ولماذا؟!!
ثم يقول كاتب المقال:
من الذي حرف؟ ومتى وأين ولماذا؟ يقول القس " سواجارت": "وهم يقولون - يقصد المسلمين - إن تلك الأسفار الأصلية التي أنزلها الله وهي التوراة، والإنجيل، قد فقدت ولا أظن أن في مقدور أحد أن يخبرنا أين فقدت؟ ولا متى فقدت؟ ولا كيف فقدت؟".
وهذا السؤال الذي ساقه "سواجارت" لون من الخداع والتلاعب بالألفاظ، لأن الذي يقوله علماء المسلمين ويؤكدون عليه أن الكتب والأسفار التي بين يدي اليهود والنصارى الآن دخلها التحريف والتبديل والزيادة قبل مجيء الإسلام وبعثة محمد واستمر الأمر حتى بعد بعثته. ولا يقول أحد من علماء المسلمين إن جميع ما جاء به موسى وعيسى قد فقد.. بل الحق أن ما لديهم من أسفار يجمع بين الحق والباطل والغث والسمين.
وعندما نسأل أمثال هذا الكاتب وكيف تفرق بين الحق والباطل في هذا الكتب؟ نجده يرد علينا بسرعة أسرع من البرق بقوله؛ ما يتفق مع الإسلام فهو صحيح وما يختلف معه فهو الباطل!! وهكذا نصب من ديانته وكتابه، وليس البحث العلمي المجرد، الحكم على الكتاب المقدس!!!
ونقول له: هذا الكلام لا يدل إلا علي شيء واحد فقط وهو التعود على تكرار وحفظ وترديد كلمات دون التفكير فيها والتأكد من صحتها، فقط ترديدها وكأنها محفوظات مقدسة!! هكذا دون استخدام المنطق العلمي الذي يقوم على الدليل والبرهان الموثق.
فهو يحاول حل التناقض العقائدي الموجود بين المسيحية والإسلام بهذه المقولة "أن ما لديهم من أسفار يجمع بين الحق والباطل والغث والسمين"!! فالذي يتفق مع معتقداته يكون هو السليم الصحيح وما يختلف مع كتابه يكون هو الغث المحرف!!!!!
Image: Question mark صورة في موقع الأنبا تكلا: علامة استفهام
وهكذا جعل من نفسه القاضي الذي يصدر أحكامه قبل أن يقرأ حرفًا واحدًا من أوراق القضية التي يحكم فيها!!
ثم يقول الكاتب:
من الذي حرف؟ ومتى وأين ولماذا؟ ونقول للمبشرين والقسس على اختلاف مذاهبهم دعوا هذا السؤال لأنه لا قيمة له لما يأتي:
نحن لسنا بصدد القبض على من قام أو قاموا بالتحريف، ولا يهمنا معرفة زمان أو مكان وقوع التحريف..
أن الشيء المهم في هذا الصدد هو بيان وقوع التحريف والعثور على أمثلة توضح بما لا يدع مجالًا للشك وقوع هذا التحريف، وهذا هو ما أثبته الباحثون المنصفون الذين درسوا الكتاب المقدس ووجدوا فيه ما وجدوا من أمور تجافي وحي السماء، وأخطاء وتناقضات لا تقع إلا في كلام البشر.
هب أن شخصًا أمسك بيد قسيس إلى خارج الكنيسة، وقال له: أنظر إلى هذا القتيل الذي أمامك. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). فقال القسيس: لا، لن أصدق حتى تخبرني: متى ومن ولماذا وكيف قتل؟!! لو حدث هذا ماذا يقول الناس عن هذا القسيس؟!
ونقول لكاتب هذا المقال:
… إذا كان السؤال عن من ومتي حرف كلام الله لا قيمة له إذن ما هي الأشياء التي نسأل عنها وتكون ذات قيمة ولماذا لا قيمة له؟
… ألا يهمك معرفة زمان أو مكان وقوع التحريف؟
… أم ليس لديك القدرة علي المعرفة؟
… أم لا تملك أي إجابة علي هذه الأسئلة؟
… وهل الإجابة علي هذه الأسئلة موجودة وأنت لا يهمك؟
… أم أنه لا توجد إجابة لهذه الأسئلة المهمة والخطيرة؟
… وإذا كان لا يهمك أنت فلا بأس نحن يهمنا أن نعرف إجابة هذه الأسئلة!!
… فهل يمكنك وضع الإجابة التي تهمنا نحن ولا تهمك أنت؟
ونظرًا لتكرار هذا السؤال الغريب نقول نحن المثال التالي الذي يعبر عن الواقع وحقيقة الأمر بدقة: ذهب شخص ما إلي قسم الجيزة ليقول للمسئولين هناك أن الأهرام الثلاثة قد تم تحريفها وهي لم تكن أهرامًا بل كانت مكعبات وتم تحريفها إلي أهرام!!
فرد عليه المسئولين: كلامك غريب من أين أتيت بهذه المعلومات؟؟
فقال لهم: هذه هي الحقيقة وقد قالها لنا أناس نجلهم ونصدقهم وأنا جئت لأقول لكم هذه الحقيقة والتي لابد أن تصدقوها!!
فقال له المسئولون: يا أخي كلامك غريب لان الأهرام معروفة عبر تاريخ قدماء المصريين وعلي مستوي العالم أنها مبنية على شكل هرمي ولم يقل أحد بغير ذلك فقد رسمها الرسامون قديما وصورها المصورون حديثا وتوجد لها ملايين الصور المرسومة قديما والمصورة حديثًا، فهل لديك رسم أو صورة تؤيد كلامك الذي يقول أنها كانت مكعبات وليست أهرامات؟؟
فأجاب: لا، لا أملك!!
فسألوه: هل تعرف متي تم تغيرها وتحريفها من مكعبات إلي أهرام؟
فأجاب لا، لا اعرف!!
فقالوا: لا بأس، هل تعرف من الذي قام بهذا العمل الإجرامي؟؟
فأجاب لا، لا أعرف!!
فسألوا أيضًا: هل يمكن أن تقول لنا كيف حدث ذلك وأين كان العالم وقتها وهل اتفق الجميع علي عمل كهذا؟؟؟
فأجاب: ليس لدي معلومات!!
فقالوا له: هل لديك أقوال أخرى؟
فقال: لا، ولكني واثق من كلامي كل الثقة!! وواثق جيدا فيمن أكدوا لي ذلك وأنا مصّر على أقوالي!! ولابد من الاعتراف بذلك علانية وإعلان ذلك لجميع الناس!!
والسؤال بعد ذلك هو: هل يمكن أن يتصور أحد أن مثل هذا الإنسان لديه عقل سليم؟ وما الذي يمكن أن يفعله معه المسؤلون؟؟
والإجابة هي: لا مفر من أرسالة إلى مستشفى الأمراض العقلية للكشف على قواه العقلية!!
ثم يقول زاعمًا:
" وهذا يشبه تمامًا موقف المبشرين من قضية تحريف الإنجيل، إنك تضع أيديهم على مئات الأمثلة وتبين لهم بالمحسوس التحريف الواضح والاختلاف البين بين إنجيل وإنجيل ونسخة ونسخة ولكنهم يتمتمون.. لا.. لن نصدق. أخبرونا أين ومتى وكيف ولماذا حدث هذا؟!
ونقول له: لماذا لا تأخذنا على هوانا وتجيبنا على هذه الأسئلة بالدليل والبرهان حتى تكون حجتك علينا صحيحة وواضحة ونعجز عن الرد عليها؟؟!!
كما نسأله هذا السؤال الهام؛ يقول القرآن: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" (النحل: 43 والأنبياء:7).
وهنا يدعو القرآن أهل قريش أن يسألوا أهل الكتاب "أهل الذكر" إن كانوا لا يعلمون، أي كالمرجع لهم في أحوال عمل الله في الكون، بقوله لهم: "فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" (النحل:43). (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وبما أن القرآن يصف التوراة والمزامير (الزبور) بـ"الذكر"، ويصف التوراة صراحة بالذكر "لَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" (الأنبياء: 105)، ويصف أهل الكتاب، اليهود والنصارى، بـ"أهل الذكر" كما يقول القرآن عن نفسه أيضًا أنه "الذكر"، ويقول "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر:9)، لذا ينطبق هذا الكلام "حفظ الذكر"، بحسب القرآن نفسه، على كل الكتب المذكورة والموصوفة بالذكر.
وقال الطبري: "فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ" (النحل: من الآية43) " وهم الذين قد قرأوا الكتب من قبلهم: التوراة والإنجيل، وغير ذلك من كتب الله التي أنزلها على عباده".
وجاء في الكشاف للزمخشري: "فَاسْأَلوا أهل الذكر: أهل الكتاب. وقيل للكتاب الذكر؛ لأنه موعظة وتنبيه للغافلين " مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ " يعني ما نزل الله إليهم في الذكر مما أمروا به ونهوا عنه ووعدوا وأوعدوا " وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " وإرادة أن يصغوا إلى تنبيهاته فيتنبهوا ويتأملوا".
وجاء في مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي: "أن المراد بأهل الذكر أهل الكتاب، عن ابن عباس، ومجاهد، أي: فاسألوا أهل التوراة والإنجيل. "إن كنتم لا تعلمون" يخاطب مشركي مكة، وذلك أنهم كانوا يصدقون اليهود والنصارى فيما كانوا يخبرون به من كتبهم، لأنهم كانوا يكذبون النبي".
وقال الرازي: "فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ " وفيه مسائل:
المسألة الأولى: في المراد بأهل الذكر وجوه: الأول: قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد أهل التوراة، والذكر هو التوراة. والدليل عليه قوله تعالى: "وَلَقَدْ كَتَبْنَا في ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذّكْرِ " [الأنبياء: 105] يعني التوراة. الثاني: قال الزجاج: فاسألوا أهل الكتب الذين يعرفون معاني كتب الله تعالى، فإنهم يعرفون أن الأنبياء كلهم بشر.. ثم إنهم (أهل مكة) كانوا مقرين بأن اليهود والنصارى أصحاب العلوم والكتب فأمرهم الله بأن يرجعوا في هذه المسألة إلى اليهود والنصارى ليبينوا لهم ضعف هذه الشبهة وسقوطها".
وقال لقرطبي: "فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ " قال سفيان: يعني مؤمني أهل الكتاب".
وجاء في تفسير الجلالين المحلي والسيوطي: "فَاسْأَلوا أَهْلَ ٱلذّكْرِ "العلماء بالتوراة والإِنجيل".
وجاء في فتح القدير للشوكاني: "ولما كان كفار مكة مقرّين بأن اليهود والنصارى هم أهل العلم بما أنزل الله في التوراة والإنجيل، صرف الخطاب إليهم، وأمرهم أن يرجعوا إلى أهل الكتاب، فقال: "فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ" أي: فاسألوا أيها المشركون مؤمني أهل الكتاب إن كنتم لا تعلمون".
وجاء في تفسير ابن عباس: "فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ " أهل التوراة والإنجيل".
وجاء في السمرقندي: "فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذّكْرِ " أي: أهل التوراة والإنجيل".
وهكذا أجمع المفسرون على أن أهل الذكر هم أهل الكتاب، التوراة والإنجيل الذي يجب الرجوع إليهم في مسائل وأمور العلوم والكتب السماوية.
فإذا كان الأمر هكذا والقرآن يعتبر التوراة والإنجيل هما الذكر الصحيح ويطلب من القريشيين أن يرجعوا إليهم ويسألونهم فيما يختص بما جاء فيها، فهل كان هذا الذكر محرفًا؟ والإجابة المنطقية مستحيل!! فهل حرف الذكر بعد ذلك يؤكد الدليل والبرهان أن هذا مستحيل أيضًا لأننا نملك مخطوطات أقدم من الزمن الذي قيل فيه هذا الكلام بفترات تترواح ما بين 900 سنة إلى زمن نبي المسلمين نفسه وما بعد ذلك!!
كما جاء في القرآن "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر:9)، وقد وصف التوراة والإنجيل والقرآن بالذكر، فهل تعني الآية حفظ الذكر الأخير دون الأول والثاني؟؟!! أو أن الله فشل في حماية الذكر السابق (التوراة والإنجيل) ونجح في حفظ الأخير؟؟!!! أم يقال أن الذي فشل في حفظ الأول والثاني فشل أيضًا في حفظ الثالث بدليل تأكيد علماء الشيعة وقولهم بتحريف القرآن؟؟!!
ونضيف أن افتراض تحريف الكتاب المقدس هكذا بهذه السهولة مستحيل ويدعو للتفكير وندعوك أن تفكر معنًا قليلا: ونقول لك المثال التالي: تخيل أن ملكًا أراد أن يرسل رسالة لشعبه تحمل أوامره وتعاليمه التي يجب علي الشعب أن يتبعها وجاء ضمن هذه الرسالة تحذير منه بأن من يزيد أو ينقص من كلامه هذا ستكون له عقوبة شديدة، فهل يعني كلامه هذا أنه سيتم تغيير أوامره وتعاليمه هذه وتحريفها حتمًا؟؟؟؟ كلا، بل هو يحذر من ذلك ويشدد في العقوبة، وهذا التشديد يجعل للرسالة أهميتها وقدسيتها وقوتها وهيبتها، ولن يكون سهلا علي أي شخص أن يفكر (مجرد التفكير) في تكسير كلام الملك إن لم يكن من أجل إنه ملك ويجب طاعته، سيكون خوفا من هذا التحذير وهذه العقوبة!!!
ولكن يفكر في ذلك فقط إذا أعتقد أن هذه الرسالة منسوبة للملك ولكنها ليست من الملك، واليهود أو المسيحيين لم يفكروا بمثل هذا التفكير على الإطلاق.
ثانيا: وصلت رسالة الملك إلى كل مملكته والكل أصبح لديه نسخة من هذه الرسالة وسنفترض أن شخصًا أو حتى ولاية بأكملها لم يهمها أمر الملك وفكرت في تغير نصوص من رسالته هذه وقامت بتحريف ما عندها من نسخ لرسالة الملك (هذا افتراضا).
… فماذا عن باقي المملكة؟؟؟
… وماذا عن النسخ التي انتشرت في جميع أنحاء المملكة؟؟؟
… وماذا عن المحبين والمخلصين لهذا الملك في جميع أنحاء المملكة!!!
… هل سيسكتون علي ما فعله هؤلاء المتمردون؟؟؟
… أم سيتم وقفهم عند حدهم وتقديمهم للمحاكمة؟؟
… أم إن المملكة جميعها بكل الولايات التي فيها وجميع أفراد الشعب سيتفقون علي تغيير وتحريف رسالة ملكهم؟؟؟ وهذا مستحيل!!!
ولو افترضنا، جدلًا، أنه حدث تغيير وتحريف في رسالة الملك من قبل البعض علي الرغم من التحذير والعقوبة!!
… فهل من المنطق أن لا يوجد شخص واحد يحتفظ بالنسخة الأصلية التي أرسلها الملك؟؟؟
…وهل ستمر حادثة مثل هذه وهي تغيير وتحريف رسالة الملك (بعد أن وصلت إلي جميع من في المملكة) هكذا مرور الكرام دون عمل ضجة كبري لا مثيل لها؟
… ومثل هذه الضجة ألا يسجلها ويدونها التاريخ ويدون الذين عارضوا هذا التحريف؟ ويعينوا السنة التي حدث فيها ذلك؟
… ومن هم الذين كانوا وراء مثل هذه الحادثة العظيمة والكبرى التي هي تغيير وتحريف كلام الملك (علي الرغم من تحذيراته وما فيها من تحذير بعقوبة مشددة)؟؟؟
… وهل كانت ستمر هكذا "ولا من شاف ولا من دري"؟؟؟ لا أحد يعرف من الذي حرف الرسالة ولا في أي زمان ولا في أي مكان حدث ذلك، ولا في أي عصر من العصور، ولا أين النسخة الأصلية إذا كانت النسخة الحالية تغيرت وتحرفت؟؟
أن الحديث في هذا الموضوع يفوق إدراك الكثيرين الذين يتكلمون فيه بلا وعي وبلا معرفة وبلا دليل أو برهان إلا مجرد كلام باطل لا دليل عليه ولا برهان ولا يقبله عقل أو منطق!!!
أنه موضوع يحتاج لتفكير عميق وليس مجرد ألقاء كلام في الهواء!!! والعجيب إننا نجد البعض يتكلم في موضوع بهذا الحجم وبهذا القدر وبهذه العظمة بطريقة عشوائية وبطريقة غير مسئولة وبطريقة مليئة بالتخيلات والأوهام بدون تقديم أي دليل أو برهان أو إجابة على تساؤلاتنا أو توضيح لما يقولون هم أنفسهم أو ما يمكن أن يقبله عقل يفكر!!!
بل ونضيف أنه حتى لو أرسل مثل هذا الملك رسالة دون أي تحذير من تحريف فيها، فهل يمكن لأحد أن يحاول أو يفكر في المساس بها لمجرد أنه لم يُذكر بها تحذير بذلك؟؟ فهل يعني عدم ذكر مثل هذا التحذير ومثل هذه العقوبة حتمية تغيير أو تحريف مثل هذه الرسالة التي لهذا الملك؟؟؟ هل يفكر عاقل بمثل هذا الكلام؟؟؟
ونضيف أيضًا ونقول لهذا الكاتب وغيره ممن يطلبون منا الاعتراف بوجود تحريف الكتاب المقدس!!! حسنًا. كل كتاب في الدنيا معرض للتحريف!! ولكن من هو الكتاب الذي ثبت تحريفه؟؟!! ونقول له، بالنسبة للكتاب المقدس، لم توجد طائفة مسيحية واحدة قالت بتحريفه حتى الهراطقة والمبتدعين، عبر تاريخ المسيحية كله، مثل أريوس ونسطور وغيرهم الذين اختلفوا مع الكنيسة الرسولية في تفسير بعض آيات الكتاب المقدس لكنهم لم يقولوا قط بتحريف الكتاب المقدس. ومثل شهود يهوه الذين فسروا الكتاب المقدس بطريقتهم الخاصة وترجموه بما يتناسب مع أفكارهم ونسبوا ترجماتهم وتفسيرهم للروح القدس، ولكنهم لم يقولوا بتحريف الكتاب في نصه الأصلي سواء اليوناني أو العبري. وكذلك السبتيين الذين أدعت زعيمتهم النبوة وفسرت الكتاب المقدس بأكثر من 200 رؤيا زعمت أنها رأتها بسبب أصابتها في رأسها ولكنها لم تقل بتحريف الكتاب، والمورمون الذين أدعى نبيهم المزعوم وجود كتاب جديد أعطي له عن طريق ملاك ومع ذلك لم يقل بتحريف الكتاب المقدس!! وهؤلاء جميعهم ترفضهم الكنيسة ولكنهم لم يقولوا قط بتحريف الكتاب المقدس!!! والسبب بسيط جديد وهو أنه لم يحدث أي تحريف للكتاب المقدس!!! ولو كان قد حدث لأتخذه هؤلاء ذريعة لتبرير هرطقاتهم وفكرهم المنحرف عن التسليم الرسولي!!!
ونكرر له ونقول؛ كل كتاب معرض للتحريف، ولكن ما هو الكتاب الذي يمكن أن يكون قد حًرف بالفعل؟؟!! وما هو الكتاب الذي يعترف أصحابه بوقوع التحريف فيه؟؟!! أما ما يزعمه من وجود تناقضات فما هي إلا تناقضات وهمية وشبهات خيالية رددنا عليه عشرات المرات، وسنرد عليها ولن نمل ولكن كل في مكانه.