رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بوتين ينهى أسطورة الدرع الصاروخي الامريكي في اوربا . الأهرام الجديد الكندى بعد انضمام القرم الى الفيديرالية الروسية والاستقرار النسبي للعلاقات مع الغرب (اذ قد اصبح واضحا ان احتمال العزل الفعلي لروسيا هو احتمال بائس)، بدأت تظهر أكثر فأكثر في وسائل الاعلام انباء عن اهمية ودور الكيان الجديد في جسم الفيديرالية. ومن اهم الانباء التي تم نشرها هو نبأ استخدام القاعدة الجوية في غفاردييسك في القرم لموضعة سرب من الطائرات حاملة الصواريخ من طراز توـ 3 M اولا ينبغي ان نطلع على امكانيات القلاع الطائرة توـ 3M22 التي حسب لائحة حلف الناتو تسمى Backfire. فهذه هي النسخة المعدلة للقاذفة التي تستخدم منذ سنة 1983, وقد أنشئت توـ 3M22 في اطار مفهوم الطائرة المتعددة المهمات وهي مجهزة بجناحين متحركين، فأثناء السرعات المنخفضة ولدى الاقلاع يكون الجناحان مستقيمين، ولدى اختراق سرعة الصوت ينحرفان حتى 65 درجة. وهذا ما يسمح باستخدام الطائرة في اطار واسع من تغيير السرعة والارتفاع. ويصل المدى القتالي لـ توـ 3M22 حتى 2400 كلم. والقاذفة مجهزة بأقوى جهاز طيران راديو ـ الكتروني. ويساهم في قيادة الطائرة بفعالية نظام تحكم اوتوماتيكي متني للقيادة، ما يسهل كثيرا عمل الطيارين. والاسلحة الرئيسية على متن توـ 3M22 هي الصواريخ المجنحة X-22، بمدى اطلاق يبلغ 500 كلم وسرعة طيران 4000 كلم/ساعة (ويمكن تحميلها برؤوس نووية وهي قادرة على ضرب الاهداف البحرية)، وصواريخ X-15، ويبلغ مداها الفعال 250 كلم وتطير بسرعة 6000 كلم/ساعة (وهي ايضا يمكن ان تحمل اسلحة نووية). ويجري تحضير الصاروخ X-32، الذي من المتوقع انه يصيب اهدافا على بعد 1000 كلم بدقة عالية. وحتى سنة 2020 سيتم تحديث 30 طائرة توـ 3M22 لتتحول الى طراز توـ M3M22 وستكون مزودة بهذه الصواريخ ايضا. ويمكن الافتراض ان الطائرات المحدثة سيتم موضعتها ايضا في القرم. ويمكننا الملاحظة ان المدى القتالي لـ توـ 3M22، بالاضافة الى مدى طيران الصواريخ المجنحة، المزودة بها، هو كاف تماما لتغطية كل اراضي اوروبا الغربية، بما في ذلك بريطانيا. ويمكن للطائرة ان تصل الى بلدان اوروبا الشرقية حتى بسرعة دائمة اسرع من الصوت. وكل ذلك يمثل ضربة شديدة اضافية لنظام الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا. وعلينا ان نذكـّر ايضا انه جوابا على نشر نظام الدرع الصاروخية في اوروبا، فإن الفيديرالية الروسية تعهدت بنشر منظومة صواريخ اسكندر ـ M، بمدى عمل، مرتبط بالحاجة الى استخدام الصاروخ، ويتراوح بين 500 و 2000 كلم. وصواريخ هذه المنظومة تطير وهي تستخدم مناورات مختلفة، تجعلها عمليا متعذرة الاستهداف من قبل انظمة الدفاع الجوي والدرع الصاروخية المعادية. ان التنسيق بين عمل قاذفات توـ 3M22 ومنظومة صواريخ اسكندر ـ M، يجعل عناصر نظام الدرع الصاروخية الاميركية عديمة القيمة تماما، وهي التي سيتم نشرها في بولونيا ورومانيا خلال فترة 2018 ـ 2020. وعلى قادة هذين البلدين ان يفكروا مرتين هل هناك من جدوى من تحويل بلديهم الى هدف فعلي للصواريخ الروسية، فقط بسبب ميولهم العقيمة المعادية لروسيا؟ ألا يجدر بهم ان يقتدوا بمثال تشيخيا وأن يتخلوا عن الاشتراك في هذا البرنامج اللاطائل منه؟ والجهات الاخرى التي تزداد فيها امكانيات الفيديرالية الروسية هي اقليم البحر الاسود، البلقان والشرق الادنى. فإن مساحة البحر الاسود، وكذلك تعطيل العدد الكبير من الصواريخ الشاطئية المضادة للسفن الحربية، ستكون منذ الان من مهمات سيطرة القاذفات الروسية الجبارة المزودة بالصواريخ المجنحة، ما يجعل تدمير الاسطول التركي، او اي اسطول آخر ينشط في البحر الاسود، مهمة بسيطة للغاية. وبالاضافة الى ذلك، وفي حالة الضرورة القصوى، فإن القدرات المتوافرة في القرم الروسي يمكن استخدامها في النقاط “الساخنة” المحتملة في الشرق الادنى، بما في ذلك في سوريا وايران. ومحصلة القول ان القرار الذي اتخذته قيادة الفيديرالية الروسية بوضع القاذفات الجبارة توـ 3M22 في القرم ترفع بشكل ملحوظ قدرات القوات المسلحة الروسية في الاقاليم الرئيسية في الوقت الحاضر. وبهذا المعنى فإن حصول روسيا على ” حاملة الطائرات غير القابلة للغرق”، الوطنية الخاصة بها (اشارة الى شبه جزيرة القرم)، لا يمكن تثمينه. وهو ما لا يمكن مقارنته بالعقوبات الغربية التي فرضت على بعض رجال الاعمال والسياسيين الروس، بل يدل على تفاهة هذه العقوبات، ومدى ضحالة اجهزة الاعلام الغربية التي لا ترى من الفيل الا الذنب الذي تمسك به. وفي هذا السياق اتخذ مجلس ادارة وزارة الدفاع الروسية قرارا بعدم الحاجة الى نقل استثنائي لجيوش اضافية ولعسكرة مفرطة لشبه جزيرة القرم. وسيتم تشكيل القوات العسكرية المؤهلة للحرب من ضمن برنامج لست سنوات. وخلال هذا الوقت سيتم انشاء قاعدة للغواصات الحربية، وقاعدة جوية خاصة للقاذفات الاستراتيجية، القادرة من الجو ان تدمر الاسطول المعادي في كل نطاق البحر الاسود. وفي الاسبوع الماضي عقد مجلس ادارة وزارة الدفاع اجتماعا مخصصا للقرم، بحث فيه موضوع تعزيز القدرات العسكرية للقوات الروسية في شبه الجزيرة. وعلى اثر الاجتماع كلف وزير الدفاع سيرغيي شويغو هيئة الاركان بإعداد وثيقة، سميت في الاوساط العسكرية بشكل غير رسمي “برنامج الدفاع للقرم”. ولكن العسكريين غير مستعجلين لاتخاذ اي قرارات سريعة، حسبما قال للصحفيين احد الجنرالات. “لا يوجد اي طرف يتهيأ لمهاجمة القرم، ولهذا فإن ادخال جيش اضافي الى القرم في الوقت الحاضر يبدو لا معنى له. وبمثل هذه الخطوة نحن لا نفعل سوى ان نزيد استياء الطرف الاوكراني وشركائنا الغربيين”، حسب قول الجنرال، الذي اضاف ان تعزيز القدرات العسكرية في القرم سيتم بشكل مبرمج وعلى مدى ست سنوات. وقد صرح الوزير شويغو “ان وزارة الدفاع لديها برنامج حتى سنة 2020، وهو يتضمن التزود بأسلحة ومعدات حربية حديثة، نموذجية ومتفوقة، ورفع مستوى الاستعدادات والقدرات القتالية، وكذلك رفع مستوى الاستعداد القتالي لجميع الاقسام والوحدات العسكرية، وطريقة نشرها في كل اقليم”. وأكد عضو مجلس ادارة وزارة الدفاع إيغور كوروتشينكو انه يجري في مطار القرم موضعة القاذفات من طراز توـ 3M22 القادرة على مواجهة الاخطار المحتملة على القوات النووية الروسية من قبل نظام الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا. والقادرة كذلك على تحييد المراكز القيادية والمعلوماتية لنظام الدرع الصاروخية في مختلف البلدان الاوروبية، وتدمير الاساطيل المعادية في محيط البحر الاسود. وقال الجنرال البحري ايغور ستارتشيوس ان القوات البحرية كانت تتمركز حتى الان في قاعدة سيباستوبول فقط. اما الان فستبدأ الانتشار في كل شواطئ القرم |
|