رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عقائد قادة الفرق الغنوسية واتفاقها مع أنجيل يهوذا ولكي ندرس أفكار قادة هذه الفرق الغنوسية ونفهم ما كانوا يقولونه، ونفهم أيضًا ما جاء في إنجيل يهوذا الأبوكريفي المنحول الذي خرج من أحد فرقهم، كما كتب عنهم القديس إيريناؤس سنة 180 م.، والذي ثبت صحة كل ما قاله عنهم وعن أفكارهم، خاصة بعد اكتشاف مكتبة نجع حمادي ودراسة نصوصها، نقدم هنا ملخصًا لأفكارهم مع عرض ما كتبه عنهم وعن آلهتهم العديدة وسلاسلها المعقدة!! (1) عقيدة ساتورنينوس (Saturninus) في خلق الكون: كما شرحها القديس إيريناؤس. ونلخصها كالآتي: (1) الآب (غير المدرك وغير المرئي). (2) الممسوح (أو المسيح). (3) القوات الفائقة. (4) سبعة ملائكة خلقوا العالم، من بينهم إله اليهود (صباؤوت). (5) ملائكة أخرى ورؤساء ملائكة وسلطات وقوات. (6) الشيطان. (7) أرواح شريرة. (8) أول كائن بشري (آدم - آداماس). (9) سلالة بشرية شريرة. (11) سلالة بشرية خيرة تملك شرارة الحياة بداخلها. يقول القديس إيريناؤس "ومن هؤلاء جاء ساتورنينوس.. وأشار إلى آب واحد (مفرد) غير مدرك من الكل خلق الملائكة ورؤساء الملائكة والقوات والسلاطين. أما العالم وكل ما فيه فقد خلقته جماعة معينة من سبعة ملائكة. وعلاوة على ذلك فقد خُلق الكائن البشري (الإنسان) بواسطة الملائكة استجابة لظهور صورة مضيئة انبثقت من حضرة القوة الفائقة (المطلقة). وعندما لم يستطع (هؤلاء الملائكة)، كما يقول، كبح ذلك حيث تراجعوا في الحال فحذروا أحدهم الآخر قائلين " لنصنع الإنسان على صورتنا كشبهنا". وعندما أتخذ شكلا لم يكن قادرا على أن يقف منتصبًا لعدم مقدرة الملائكة أن يعطوه القوة ولكنه انطوى على الأرض مثل الدودة. ثم أشفقت عليه القوة الفائقة لأنه جاء إلى الوجود على شبهها، وأرسلت له (هذه القوة) شرارة الحياة، التي أنهضت الكائن البشري وجعلته حيًا. ثم يقول، وبعد نهاية (حياة الإنسان)، ترجع شرارة الحياة هذه إلى العناصر المثيلة لها (مجال الخلود) وتنحل العناصر الأخرى التي جاءت منها إلى الوجود. ثم أدعى أن المخلص الذي لا جنس له (بلا ميلاد) غير مادي (بلا جسد) ولا شكل له ظهر (افتراضا) ككائن بشري في المظهر فقط. وقال أن إله اليهود هو أحد الملائكة. وبسبب أن كل القوات أرادت أن تبيد أبيه (الآب)، فقد جاء المسيح ليدمر إله اليهود وليخلص الذين يؤمنون به، أي الذين فيهم شرارة الحياة. هذا الهرطوقي كان أول من قال أن الملائكة خلقوا سلالتين من البشر، واحدة شريرة والأخرى صالحة (ربما يقصد ذرية قايين وذرية شيث). ولأن الأرواح الشريرة كانت تساعد الأشرار فقد جاء المخلص ليدمر البشر الأشرار والأرواح الشريرة وليخلص الصالحين. قارن ذلك مع نص إنجيل يهوذا الفقرات (3 إلى 5 من المشهد الثالث). (2) عقيدة باسيليدس (Basilides) في خلق الكون: يقول القديس إيريناؤس أن باسيليدس طور عقيدة خلق الكون كالآتي: فقال "أن العقل (ناوس - Nous) كان هو بكر الآب غير المولود (الذي لم يولد). والذي منه ولد اللوجوس (Logos)، ومن اللوجوس (Logos) فرونيسيس (Phronesis)، ومن فرونيسيس (Phronesis) صوفيا (الحكمة Sophia) وديناميس (القوة - Dynamis)، ومن صوفيا (الحكمة – Sophia) وديناميس (القوة - Dynamis) خُلقت القوات والسلاطين والملائكة. الذين يدعونهم الأول، وبواسطتهم خُلقت السماء الأولى. ثم تشكلت قوات أخرى منبثقة من هذه وخلقت سماء أخرى شبيهة بالأولى؛ وبنفس الطريقة، عندما تشكلت قوات أخرى بالانبثاق عنهم ومتماثلين مع الذين فوقهم تمامًا، شكلوا هم أيضًا سماء ثالثة، ثم من هذه المجموعة الثالثة، في ترتيب أدنى، كان هناك تتابع رابع لهذه القوات وهكذا، على نفس المثال أعلنوا أن هناك الكثير والكثير من القوات والملائكة، وثلاثمائة وخمس وستين سماءً، تشكلت !! أي أن عدد السموات على عدد أيام السنة !! وقد شكل (خلق) هؤلاء الملائكة الذين يحتلون السماء السفلى، أي المرئية لنا كل شيء في هذا العالم. وجعلوا لكل منهم حصة على الأرض وعلى الأمم التي عليها. وكان رئيس هؤلاء (الملائكة)، كما زعموا، هو إله اليهود، ولأنه أراد أن يخضع كل الأمم لشعبه، أي اليهود، فقد قاومه كل الرؤساء الآخرين وواجهوه. وكانت كل الأمم الأخرى في عداوة مع أمته. ولكن الآب غير المولود (الذي لم بولد) ولا اسم له أدرك أنهم يجب أن يدمروا، أرسل مولوده الأول العقل (ناوس - Nous)، الذي يسمى المسيح، ليخلص الذين يؤمنون به من قوة أولئك الذين خلقوا العالم". قارن الفقرة الأخيرة مع قول إنجيل يهوذا الفقرات 6و7 عن خلق الملائكة لآدم والكون المادي!! ويقول عن المسيح: "وظهر على الأرض كإنسان، لأمم هذه القوات وصنع معجزات.. كان قوة غير مادية، وعقل Nous الآب غير المولود (الذي لم يولد). وكان يغير مظهره كما يشاء". وهذا يتطابق مع قول إنجيل يهوذا: "عندما ظهر يسوع على الأرض عمل معجزات وعجائب عظيمة لخلاص البشرية.. وغالبًا لم يظهر لتلاميذه كما هو، ولكنه وُجد بينهم كطفل". (3) عقيدة كاربوكريتس (Carpocrates) في خلق الكون: ويقول القديس إيريناؤس "يقول كاربوكريتس وأتباعه أن العالم والأشياء التي فيه خلقتها الملائكة الأقل بدرجة عظيمة من الآب غير المولود (الذي لم يولد). وقالوا أيضا أن يسوع هو ابن يوسف، وكان مثل البشر الآخرين باستثناء أنه يختلف عنهم في الاعتبارات التالية، فقد كانت نفسه نقية وراسخة، وقد تذكر بدقة تلك الأشياء التي شاهدها داخل مجال الآب غير المولود (الذي لم يولد). وعلى هذا الاعتبار فقد نزلت عليه قوة من الآب التي بواسطتها يمكن أن يهرب من خالقي العالم. ويقولون أنه بعدما مر من خلالهم جميعًا وبقي في نقطة حرًا، صعد ثانية إليه وإلى القوات التي بنفس الطريقة احتضنت مثل هذه الأمور لنفسها". ولا نجد فرقًا كبيرًا بين ما قاله كاربوكريتس وما جاء في إنجيل يهوذا فنفس الأفكار هي هي واحدة في جوهرها ومحتواها!! (4) عقيدة ماركيون (Marcion)؛ والذي نادى بأن إله الناموس والأنبياء هو خالق الشرور الذي يبتهج بالحرب ولكن يسوع أشتق من الآب الذي هو فوق الإله الذي خلق العالم، وجاء إلى اليهودية في زمن بيلاطس البنطي الحاكم الذي كان وكيلا لطيباريوس قيصر وظهر في شكل إنسان لأولئك الذين في اليهودية لاغيًا الناموس والأنبياء وكل أعمال ذلك الإله الذي خلق العالم، والذي يدعوه أيضا بخالق الكون. وبتر الإنجيل الذي بحسب لوقا، وأزال كل ما كتب فيما يختص بسلسلة نسب الرب، ووضع جانبًا كمًا كبيرًا من تعليم الرب الذي فيه يسجل أن الرب يعترف بأن خالق الكون هو أبوه. " وأزال من رسائل بولس الرسول كل ما يختص بكون الله هو خالق العالم وأنه أبو الرب يسوع المسيح. كما أزال الكتابات النبوية التي اقتبسها للإعلان عن مجيء الرب مقدمًا. وعلم أن الخلاص يمكن أن تحصل عليه تلك النفوس التي تعلمت هذه العقيدة فقط.. وقال أن قايين ومن هم على شاكلته والسدوميين والمصريين وآخرين غيرهم، بل وكل الأمم التي سلكت كل أنواع البغض، خلصت بواسطة الرب في نزوله إلى الهاوية وفي جريهم إليه ورحبوا به في مملكتهم. ولكن الحية التي كانت في ماركيون أعلنت أن هابيل وأخنوخ ونوح والرجال الأبرار الآخرين الذين جاءوا من البطريرك إبراهيم، مع كل الأنبياء وأولئك الذين أرضوا الله لم يشاركوا في الخلاص، حيث يقول لأن هؤلاء الناس علموا أن إلههم كان يجربهم بثبات، لذا فالآن شكوا في لأنه كان يجربهم، ولم يسرعوا إلى يسوع، ولم يؤمنوا بإعلانه، ولذا فقد أعلن أن نفوسهم ستبقى في الهاوية". وما قاله مركيون يتفق في نصه وجوهره مع معظم ما جاء في إنجيل يهوذا، وخاصة حديث ماركيون عن قايين والسدوميين والمصريين.. الخ. وهكذا يتبين لنا كيف أن إنجيل يهوذا الهرطوقي الغنوسي الأبوكريفي المنحول خرج من دوائر هؤلاء الهراطقة ولم يخرج من داخل الكنيسة والتسليم الرسولي المسلم مرة للقديسين، من المسيح إلى رسله، رسل المسيح وتلاميذه، إلى خلفائهم وخلفاء خلفائهم في تسلسل رسولي عبر الأجيال |
|