رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب العطاء: فضيلة وحياة - الأنبا مكاري مقدمة أوصانا الرب بالعطاء في العهد القديم قائلا: "لا تقيض يدك عن أخيك الفقير بل افتح يدك له" (تث 15: 7-8). وفي العهد الجديد بقوله: "من سألك فأعطه" (متى 2:42). العطاء وصية إلهية منذ القديم.. وقد وضح الرب يسوع بركات العطاء بقوله: "تعالوا يا مباركي أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأني جعت فأطعمتموني وعطشت فسقيتموني.. عريانا فكسوتموني" (متى 25: 34-36) حقا ما أعظم فضيلة العطاء التي تؤهلنا لملكوت السموات. العطاء هو حب ومشاركة وجدانية لإخوة الرب في احتياجاتهم وضيقاتهم حسب قول الرب: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" متى 25: 40.. ولقد عاش سيدنا الحبيب الأنبا مكاري أسقف سيناء المتنيح حياة العطاء الحقيقية.. فكان محبا جدا للفقراء ويهتم باحتياجاتهم وكم من عائلات مستترة كان يعولها والرب يدبر له جميع احتياجاتهم، وتعلمنا منه أن نكون في عطاء مستمر وأن نبحث عن النفوس المحتاجة ونجذبها للرب يسوع عن طريق فضيلة العطاء. ونحن نقدم لكم في هذا الكتيب تعاليم عميقة عن فضيلة العطاء والصدقة وأمثلة عن رجال عاشوا فضيلة العطاء. راجين من الرب يسوع أن يكون سبب بركة وتشجيع لكثيرين حتى يعيشوا حياة العطاء الحقيقية ويكون لهم النصيب الصالح بشفاعة والدة الإله القديسة العذراء مريم وجميع القديسين وبصلوات قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث. ولربنا المجد الدائم إلى الأبد... آمين. أبناء الأنبا مكاري |
24 - 04 - 2014, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العطاء: فضيلة وحياة - الأنبا مكاري
فضيلة العطاء * العطاء هو من أركان العبادة كما ذكر معلمنا القديس متى في الأصحاح السادس "متى صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون.. وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك لكي تكون صدقتك في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية". *هذا الأصحاح تقرأه الكنيسة في أحد الرفاع للصوم الكبير.. وتريد أن تعلمنا الكنيسة أن من أركان العبادة وأهمها الصدقة (العطاء) والصوم والصلاة. *العطاء هو حب ومشاركة أخوة الرب في احتياجاتهم وأعوازهم. *العطاء هو فضيلة تستطيع بممارستها أن تثمر لحساب ملكوت السموات. * مفهوم الخدمة عامة..أن تحب الرب إلهك من كل قلبك وفكرك وقدرتك وتحب قريبك كنفسك.. بمعنى تحب الآخرين وتريد أن تخدمهم وتعطيهم احتياجاتهم.. تعطيهم راحة وإشفاقًا وحنوا.،تعطيهم وقتا لسماع مشاكلهم.. وخدمة بلا عطاء تصبح خدمة عقيمة غير مثمرة. *في الواقع ما نعطيه لأحد من المحتاجين، إنما نعطيه للرب نفسه، سواء كان طعاما أو كساء، أو مجرد زيارة لمريض أو سجين، لأن هذه الزيارة هي أيضا لون من العطاء، تعطى فيه حبا ومشاركة وجدانية، هي عطاء للنفس وليس للجسد. *وعندما نتكلم عن العطاء يلزمنا أن نسأل: لماذا نعطى؟ كيف نعطى؟.. وما هي أنواع العطاء؟ ثم بركات العطاء. |
||||
24 - 04 - 2014, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العطاء: فضيلة وحياة - الأنبا مكاري
لماذا نعطى؟ أولا: لماذا نعطى؟ (1) لأن الرب أوصانا بالعطاء *في العهد القديم.. في تث 15: 7-8 لا تقبض يدك عن أخيك الفقير بل افتح يدك له". * وفي إشعياء 58: 9 تكلم عن الصوم المقبول فقال "أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عريانا أن تكسوه.. وأن لا تتغاضى عن لحمك. * وأيضا في العهد الجديد يقول الرب في متى 25: 35 لأني جعت فأطعمتموني.. عطشت فسقيتموني.. كنت غريبا فآويتموني.. عريانا فكسوتموني.. مريضا فزرتموني.. فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين. يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك.. أو عطشانا فسقيناك.. فيجيب الملك ويقول لهم الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي الأصاغر فبي فعلتم. (2) لأن العطاء هو حب ومشاركة * الإنسان المنطوي على ذاته لا يأخذ ولا يعطى. *الإنسان الأناني يحب أن يأخذ ولا يعطى. *الإنسان المحب الباذل فهو يعطى ولا ينتظر أن يأخذ.. ويصل به الحب أنه يفضل غيره على نفسه. * يقول أيضا الرب في سفر إشعياء 1: 17 تعلموا فعل الخير. اطلبوا الحق انصفوا المظلوم. اقضوا لليتيم. حاموا عن الأرملة. * كان يوجد سيدة محسنة ومحبة جدا للفقراء تعيش في صعيد مصر ذات يوم جاءت إليها سيدة محتاجة تطرق بابها تطلب مساعدة، وعندما فتحت لها الباب وجدتها ترتعش من البرد لأن ملابسها كانت خفيفة وممزقة.. فبسرعة خلعت السيدة المحسنة ثوبا من الثوبين اللذين كانت ترتديهما وسترت به الإنسانة المحتاجة. * الرب يسوع يقول في يوحنا 15: 13 "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع نفسه لأجل أحبائه. المعطى المسرور يحبه الرب" 2 كو 9: 7. أنت تحب الإنسان المحتاج. وبدافع المحبة تعطيه. ويشعر المحتاج بمحبتك له فيفرح بها أكثر من فرحه بما يأخذ. (3) لأن العطاء يجلب البركة * وهنا نفهمه من قول الرب في لو 6: 38 "أعطوا تعطوا كيلًا جيدا ملبدًا مهزوزًا فائضًا. * الذي يعطى يأخذ بركات عديدة من الرب، وهذا ما حدث مع أرملة صرفة صيدا في أيام المجاعة قدمت لإيليا النبي حفنة الدقيق التي عندها والقليل من الزيت.. فلهذا بارك الله بيتها بركة عظيمة. * أيضا يقول الرب في سفر الأمثال 28: 27 من يعطى الفقير لا يحتاج ولمن يحجب عنه عينيه لعنات كثيرة. * ومكتوب في سفر الأمثال 19: 17 من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه. * لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك أي 29: 14 أي أن كل شيء ملك للرب ونحن لا نملك شيئا أنه تواضع من الله الغنى أن يأخذ منا بالرغم من أنه يعطينا كل شئ. |
||||
24 - 04 - 2014, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العطاء: فضيلة وحياة - الأنبا مكاري
كيف نعطي؟ 1. نعطى في خفاء: *هذا ما نتعلمه من الرب يسوع حين قال: احترزوا أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم. وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات متى 6: 41. * لتكن صدقتك في الخفاء وأبوك الذي يرى في الخفاء.. يجازيك علانية. * ولذلك يجب علينا حين نعطى ألا نجذب أنظار الآخرين.. ولا نعطى بافتخار. * لا تعرف شمالك ما تفعل يمينك متى 6: 3 لا تذكر كم أعطيت ولا تحسب عطاياك. حتى لا تستوفى خيراتك على الأرض. * مثل الشخص الذي يفتخر مثلا أنه أحضر هذه النجفة الكبيرة الجميلة للكنيسة. أو هو الذي تبرع بكل الستور. 2. نعطى بروح المحبة *كل فضيلة تخلو من روح المحبة تكون مرفوضة. أي أن الإنسان لا يعطى متذمرا. أو فرضا عليه أو خائفا من غضب الله والقديس بولس يقول في 1 كو 13: 2 إن أطعمت كل أموالى وأسلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئا. *وفى سفر نشيد الإنشاد 8: 7: "إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ، تُحْتَقَرُ احْتِقَارًا." * يجب أن لا نعير من نعطيهم حتى لا نجرح إحساسهم. * أن تعطى دون أن يطلب منك.. بمعنى أن تكون بداخلك الحساسية نحو أخوتك المحتاجين. *سرعة العطاء بدون تأجيل.. لأن ربما التأخير يسبب أضرارا للمحتاجين، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.كما يقول الكتاب "لا تمنع الخير عن أهله حين يكون في طاقة يدك أن تفعله " أم 3: 27. 3. تعطى في سخاء * لأننا أولاد الرب يسوع ولابد أن نشبه أبينا الذي يعطى بسخاء ولا يعير يع 1: 5. * لا يكفى أن تعطى. بل أن تكون كريما في عطائك يعاملنا الله الذي قال أعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا (لو 6: 38). الرب يسوع طوب الأرملة التي ألقت الفلسين.. لأنها من أعوازها أعطت بل أعطت كل معيشتها لو 21:4. * الله ينظر إلى عمق العطاء وليس إلى مقداره. * ويقول الرب في سفر التثنية 16: 10 على قدر ما تسمح يدك أن تعطى كما يباركك الرب إلهك. * القديس بولس يكتب لتلميذه تيموثاوس أوصى الأغنياء في الدهر الحاضر.. أن يكونوا أسخياء في العطاء كرماء في التوزيع 1تى 6: 17. *القديس كبريانوس الأسقف الشهير يقول عن الأرملة التي ألقت الفلسين في الخزانة ومدحها الرب مغبوطة جدًا ومكرمة المرأة التي استحقت أن تمدح بصوت الرب فليخجل الأغنياء بشحهم وعدم إيمانهم. * القديسة ميلانيا أعطت القديس الأنبا بموا كيس به خمسمائة قطعة ذهب. ونادى القديس تلميذه وكلفه أن يوزعه على الرهبان الساكنين في البرية الداخلية وعندما سألته القديسة لماذا لم تفتح الكيس وتعده؟ فقال لها القديس إن كنت قدمت هذا المال لله. فالله يعرف مقداره وعدده. * أعط أفضل ما عندك. لأن كثيرين لا يعطون إلا الملابس القديمة المستهلكة وأحيانا تسبب حرجا لإخوة الرب عندما يرتدونها. |
||||
24 - 04 - 2014, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العطاء: فضيلة وحياة - الأنبا مكاري
أنواع العطاء 1.عطاء للاحتياجات الجسدية *مثل إطعام جائع - كساء عريان - إنفاق على مريض - إيواء غريب - مساعدة أرملة - الوقوف بجانب إنسان في ضيقة واحتياج. * الرب يسوع يقول لنا كونوا رحماء كما أن أباكم أيضا رحيم لو 6: 36.. وقال لليهود في مت 9: 13 اذهبوا وتعلموا ما هو أنى أريد رحمة لا ذبيحة. * القديس باسيليوس الكبير يقول من أجل أنك لم ترحم الآخرين فلا يصنع بك رحمة أيضا. لأنك أغفلت باب بيتك أمام المساكين فلا يفتح لك الله باب ملكوته. * وأيضا يقول لنا الرب اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية لو 16:9.. فما أعظم هذه الفضيلة التي نستطيع بها أن نشترى المطال الأبدية. *المال الذي لا تدفعه في العشور هو مال ظلم. لأنك سلبت الرب وظلمت الكنيسة كما إنك ظلمت الفقراء. *أصدقاء من مال الظلم هؤلاء الأصدقاء هم الفقراء الذين يصلون من أجلكم حتى يقبلكم الله في المظال الأبدية. * وفي البستان قصة عن ناسك تصدق بثوبه لفقير وعندما نزل إلى الريف ليبيع عمل يديه. رأى ذلك الثوب ترتديه امرأة زانية. فحزن جدا وبكى. فظهر له ملاك الرب وقال له: لا تحزن فمن وقت أن تصدقت بثوبك لهذا الفقير قد لبسه المسيح وأنت غير مسئول عما حدث بعد ذلك. والقديس بولس يقول فلنعمل الخير للجميع لاسيما أهل الإيمان غل 6:10. *حينما تنمو في فضيلة العطاء سوف يعطيك الرب نعمة لكي تعرف من هو محتاج ومن هو محتال. 2. عطاء للخدمة الروحية * يمثل خدمة التعليم الديني وتفسير الكتاب المقدس والافتقاد - تعليم أولاد مدارس الأحد. الإنفاق على كتب ومطبوعات يتم توزيعها في الكنائس والاجتماعات. *ويأتي في مقدمة عطاء الخدمة الروحية.. سد احتياجات الخدمة في الكنيسة مثل الدقيق اللازم للقرابين، والبخور والشمع والأباركة وأواني المذبح والستور وكتب القراءة. *فربما يعجز البعض عن خدمة الله بالتعليم والوعظ والافتقاد لضيق الوقت.. لكنهم يستطيعوا أن يخدموا الله بأموالهم وقد ذكر الإنجيل أن بعض النسوة اللاتى تبعن يسوع كن يخدمنه من أموالهن لو 8:3. 3. العشور والبكور والنذور * أول ذكر للعشور ورد في الكتاب المقدس في تك 14: 20 حينما قدم إبراهيم العشور لكاهن أورشليم ملكي صادق. * العشور هي من قديم الزمان حينما قال أبينا يعقوب إن كان الله معي وحفظني... ورجعت بسلام إلى بيت أبى. يكون الرب لي إلها... وكل ما تعطيني فإني أعشره لك تك 28: 20 * وفي سفر ملاخي يقول أيسلب الإنسان الله. فإنكم سلبتموني. فقلتم بما سلبناك. في العشور والتقدمة يعتبر أنه سلب الرب وظلم أخوته الفقراء. * مفروض أن كل من يعطيه الرب الكثير. يعطى هو أيضا الكنيسة وأخوة الرب، مثل الإناء الذي يمتلئ يفيض من حوله الماء. * والعشور هي الحد الأدنى في العطاء. لأن الرب قال إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات (متى 5: 20). *الرب يسوع أوصانا في العهد الجديد كل من سألك فأعطه (لو 6:60). *إذن لا يصح أن نكتفي بدفع العشور فقط ويستريح ضميرك. وتغلق قلبك وأذنك وبابك أمام طلبات المحتاجين فإن الكتاب يقول من يسد أذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضا يصرخ ولا يستجاب (أم 21: 13). * البكور هي أفضل ما عندي للرب. هي أول مرتب.. أول مكسب.. أول علاوة أول دخل للرب.. أول إنتاج.. مثل هابيل الذي قدم من أبكار غنمه. النذور *النذر هو ما يتعهد به الإنسان أن يقدمه أو يدفعه للرب والكنيسة وإخوة الرب. * الإنسان يجب أن يفى بالنذر الذي ينذره للرب أنه مكتوب في سفر الجامعة 5: 5 أن لا تنذر خير من أن تنذر ولا تفي.. أيضا أن لا تتأخر عن الوفاء بالنذر.. القرابين *في أوشية القرابين. يقول الأب الكاهن اذكر يا رب صعائد وقرابين وشكر الذين يقربون كرامة ومجدا لاسمك القدوس. أصحاب الكثير وأصحاب القليل والذين يريدون أن يقدموا لك وليس لهم... أعطهم الباقيات عوض الفانيات السمائيات عوض الأرضيات الأبديات عوض الزمنيات. بيوتهم ومخازنهم املأها من كل الخيرات. *أصحاب القرابين هم الذين يقدمون للكنيسة الدقيق والبخور والستور وكتب القراءة وأواني المذبح. |
||||
24 - 04 - 2014, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العطاء: فضيلة وحياة - الأنبا مكاري
بركات العطاء 1.نرث الملكوت *وهذا ما وعد به الرب تعالوا يا مباركي أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم (متى 25:34). * عظيمة هي فضيلة الصدقة ومستحقة كل إكرام وتشفع هذه الفضيلة في الجميع وتدخلهم إلى حظيرة الخراف هذا ما فعلته مع كرنيليوس قائد المئة الوثني الذي وصفه الكتاب بأنه كان يصنع حسنات كثيرة للشعب. فرأى ملاك الرب في رؤيا وقال له يا كرنيليوس سمعت صلاتك وذكرت صدقاتك أمام الله... وأرشده إلى القديس بطرس الرسول ونال على يديه نعمة العماد (أع 10: 31). 2.الصدقة لن تسقط * حتى لو مرت الأيام والسنون فتكون صدقتك وعطاياك نصيرًا وعضيدًا لك في يوم الشدة.. ويقول سليمان الحكيم ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة (جا 11: 1). * الرب لا ينس عطاياك وصدقتك لأنه لا ينس كوب ماء بارد يقدم باسم الرب. * من يعطى المساكين لا يحتاج هو ولا ذريته من يعطى الفقير لا يحتاج (أم 28: 27). 3. تنجى من الضيقات * الصدقة تنجى وتخلص من الشرور والأمراض.. كما قال داود النبي طوبى لمن يتعطف على المسكين والفقير في يوم الشر ينجيه الرب.. الرب يحفظه ويحييه ويجعله في الأرض مغبوطًا، ولا يسلمه إلى أيدي أعدائه. الرب يعينه على سرير مرضه مز 41:1-3. * القديس يوحنا الأسيوطي يقول: محب الفقراء يكون كمن له شفيع في بيت الحاكم. في سفر الأمثال مكتوب من يسد أذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضا يصرخ ولا يستجاب أم 21: 13. *ربما صدقة وعطية قدمتها للرب بمحبة سوف تنجيك من شرور كثيرة. 4.الصدقة تنجى من الخطية * يقول يشوع بن سيراخ "النار الملتهبة يطفئها الماء وكذلك الصدقة تخمد الذنوب" سى 3: 30 *القديس أغسطينوس قال: مع أن جميع آثامنا قد غفرت في جرن المعمودية، فإننا سنقع في ضيقات كثيرة.. الصدقات والصلوات تطهر من الذنوب. 5. الصدقة تنجى من الموت كان أحد الصيارفة بمدينة أدفو ينفق على أربعمائة عائلة ويقدم لهم المساعدات. مرض هذا الإنسان مرض الموت وهو في سن التسعين.. وجاء إليه أطباء كثيرين وأجمعوا أنه لا فائدة من العلاج.. وحددوا ميعاد الوفاة بعد ساعات قليلة.. لدرجة أن أحدهم كتب شهادة الوفاة وحضر الأبناء والأقارب.. ورتبت الأسرة لوازم الجنازة. الكل ينتظر انتقال الرجل بعد لحظات.. وإذ بمعجزة قد حدثت.عندما عرفت العائلات التي يعولها هذا الرجل رفعت صلاة حارة بدموع من أجل نفس هذا الرجل.. حينئذ ظهر ملاك الرب للرجل وقال له: من أجل قلبك الرحيم والعائلات التي تعولها. فإن الرب منحك خمس عشرة سنة. ومجد الجميع الرب وعظموا عمل الرحمة.. وفعلا عاش الرجل كالسنين التي منحها الرب لحزقيا ملك يهوذا خمس عشرة سنة. 6.خيرات وبركات *حسب وعد رب المجد يسوع لنا في لو 6: 38 "أعطوا تعطوا. كيلًا جيدًا ملبدًا مهزوزًا فائضًا". * من يفك ضيقة إنسان متضايق في ساعة شدة وضيق.. يشعر بالسعادة الداخلية والرب أيضا يكافئه. * أرملة صرفة صيدا أعطاها الرب الغنى والبركة لأنها استضافت رجل الله في زمن المجاعة وظلت البركة في بيتها إلى أن أعطى الرب مطرا على الأرض. * القديس أغسطينوس يشبه يد الفقير بأرض جيدة تأتى بأثمار. * في مثل الوزنات. نجد أن الرب يسوع أعطى واحد خمس وزنات وآخر وزنتين وآخر وزنة متى 25:14. *الذي أخذ الخمس وزنات تاجر وربح خمس وزنات أخر.فقال له السيد نعما أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيدك.. وأيضا الذي أخذ الوزنتين ربح أيضًا وزنتين آخريين وسمع نفس المديح من السيد. أما الذي أخذ وزنة واحدة خاف وأخفى الوزنة ولم يتاجر بها وبالتالي لم يربح.. وقال السيد لعبيده خذوا منه الوزنة وأعطوها للذي له العشر وزنات. لأن كل من له يعطى فيزداد ومن ليس له فالذي عنده يؤخذ منه. * وعندما نقيس ذلك على حياتنا نجد أن الإنسان المحسن الذي يساعد إخوة الرب المحتاجين ولم يمسك يده عن الكنيسة بل له أعمال خير ومساهمات في الملاجئ وبناء الكنائس الرب يبارك في دخله ويزداد جدا مثلا إذا كان يملك مصانع أو أراضى أو شركات نجد أن دخلها يتزايد باستمرار لأنه يعطى،لذلك يعطيه الرب ويزيده. بعكس الإنسان الذي يمسك يده عن أخيه المحتاج وإذا أعطى يكون ما يعطيه بالشح ويظلم إخوة الرب بعدم عطائه. من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد. ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يمجد 2 كو 9: 6 والقديس بولس يقول عنهم أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله 1 كو 6: 9. |
||||
24 - 04 - 2014, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العطاء: فضيلة وحياة - الأنبا مكاري
الصدقة | المتكلين على المال * الصدقة أو عمل الرحمة هي أهم ما يستطيع به الشخص العلماني أن يتفوق في عمله عن الرهبان. فالآباء الرهبان يقومون بأسهار وأصوام وصلوات كثيرة. وربما الإنسان في في العالم وسط الاهتمامات والعمل والمسئوليات لا يستطيع أن يقوم بكل ذلك لضيق وقته ولكن في إمكانه أن يقوم بأعمال الرحمة أكثر من الأب الراهب. * والصدقة هي الركن العملي للعبادة فنذكر أنه عندما جاء الشاب الغنى ليسأل الرب يسوع عن ماذا يعمل ليرث الحياة الأبدية.. فقال له الرب يسوع: احفظ الوصايا. فأجاب الشاب: هذه حفظتها منذ حداثتي. فقال له الرب يسوع: يعوزك شيء واحد اذهب وبع كل مالك وأعط للفقراء. فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني. لو 18: 22 وذلك يوضح أن العبادة لكي تكون كاملة ومقبولة لدى الرب يجب أن يكملها الشاب الغنى بشيء عملي. * فمكتوب أن الشاب الغنى مضى حزينا لأنه كان ذا أموال كثيرة.. فعندما أراد له الرب أن يدخل إلى حيز التنفيذ في العبادة بدلا من الحفظ فقط. فمضى حزينا مثل كثير من الناس يتحمسون للطريق الروحي ويجتهدون في تأدية الصلوات والقراءات ولكن عندما تأتى الضيقة أو عندما يطلب الرب منهم ترك العالم بممتلكاته لا يستطيعون. * وأيضا في إنجيل معلمنا القديس مرقس يقول الرب يسوع: ما أعسر دخول المتكلين على الأموال إلى ملكوت الله مز 10: 23. * ما معنى المتكلين على المال؟ * هو الشعور بالطمأنينة والارتياح لوجود المال.. والإحساس بأن المال قوة وقانية للطوارئ والرغبة في الغنى تعتبر تجربة قاسية وربما تكون سبب في هلاك كثيرين كما قال معلمنا القديس بولس أما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في العطب والهلاك،لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذا اتبعاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة 1تى 6: 9-10. *إن امرأة لوط تمسكت بالعالم الحاضر ونظرت إلى الخلف فتحولت إلى عمود ملح وخسرت حياتها الأبدية. *الله الذي خلق العالم وكل ما فيه كان يستطيع أن يوفر الغنى لكل فرد لكن لحكمة كبيرة سمح أن تكون هناك فوارق وطبقات لكي تكون هناك فرص لعمل الخير. الله من عطفه على الفقراء أقام نفسه أبا لليتامى وقاضيا للأرامل كما قال داود النبي أبو اليتامى وقاضى الأرامل الله في مسكن قدسه مز 68: 5. * أليس أن تكسر للجائع خبزك إش 58: 7. يوجد تقليد في الكنيسة يوصى بأن الفرق في المصروفات يعطى للفقراء. كلمة خبزك فيها ملكية.. أي خبزك أنت بمعنى لا يكفى أن تعطيه نقودا ليشترى لنفسه أو تعطيه كسرة من خبز متبقي منك ولكن خبزك أنت. أن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك أي المساكين الذين ليس لهم مأوى.. بيتك أنت.. وخبزك أنت. لأن في الحقيقة البيت ليس بيتك بل بيت الله. والخبز يملكه الله الذي أعطى لك إياه ورزقك به. *إذا رأيت عريانا أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك.. فالشخص العاري الذي يؤذى البرد جسمه.. هذا جسمك أنت فلا تتغاضى عن لحمك.. أي تكسوه في برد الشتاء. * الرب يسوع قال لنا كل ما فعلتموه بأحد أخوتي الأصاغر فبي فعلتم متى 25: 40. *قصة عن القديس أغاثون المكتوب عنه أنه كان يعيش وصايا الإنجيل بصدق وأمانة من كل قلبه وكان يتصدق كثيرا وذات يوم ذهب إلى السوق ليبيع عمل اليدين (أى ما يضفره من مقاطف) وبعدما باعها قابله فقراء فتصدق عليهم بكل النقود التي معه. وبعد أن تركوه تقابل في الطريق مع شخص عاري يرتعش من البرد فقام بخلع جلبابه وأعطاها للفقير العاري. وسار بدون جلباب فقابله فقيرا آخر وسأله صدقه فقال له ليس معي سوى هذا الإنجيل خذه بعه وخذ ثمنه. ثم رجع إلى تلميذه في البرية. فلما رآه تلميذه سأله أين جلبابك يا أبى فقال له أعطيته لإنسان فقير عاري. ثم سأله وأين الإنجيل الذي كنا تغذى به كل ليلة. فأجاب الأنبا أغاثون تلميذه قائلا: الإنجيل هو الذي يقول دائما أعطوا تعطوا. من سألك فأعطه ومن طلب منك فلا ترده. فبعد أن أنفقت وتصدقت. بكل ما معي لم أجد إلا الإنجيل فأعطيته لأحد الفقراء كما أوصاني الإنجيل. أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عريانا أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك. إش 58: 7. *يوحنا ذهبي الفم يقول: الفقراء والمعوزون هم جسد السيد المسيح الجائع والعريان يتألم كل يوم. *فالصدقة عمل محبة لله. أنت حينما تعطى فإنك تعطى الرب ألم يقل الكتاب من يعطى المسكين يقرض الرب.. وأنت تعطى فيعطيك الرب الكثير.. لذلك عندما نقدم للرب يجب أن نقدم بسخاء لأن كل ما نملك هو في الحقيقة ملك للرب. * ولقد أكد لنا الرب يسوع أن إعطاء الفقير وعمل الرحمة موجه له شخصيا حينما قال كل ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم. *ويذكر عن أب في البرية أنه كان يصوم صومًا انقطاعيًا لمدة ثلاثة أيام. ثم في اليوم الثالث وضع خبزتين وقليلا من الملح ووقف ليصلى فقرع سائل باب قلايته. فبعد الصلاة فتح له الباب فوجده يطلب طعاما لأنه جائع فأعطاه الخبزتين. وقال يا رب لأنا واثق أنك لن تحرمني من خيراتك.. فجاء إليه صوت الرب وقال من أجل أنك فضلت قريبك عن نفسك فلن تكون مجاعة على الأرض طول أيام حياتك.. فكان عمله هذا الذي يعد بسيطا في نظرنا سببا في رفع المجاعة عن الأرض كلها. *في مثل الغنى ولعازر "الغنى لم يلتفت إلى لعازر الذي كان يشتهى أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغنى".. ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟ الغنى يطلب من أبينا إبراهيم أن يرسل لعازر ليبل طرف أصبعه بماء ويبرد لساني لو 16: 24 هل فكر الغنى أنه سوف يحتاج إلى لعازر؟ كان يستطيع الغنى بقليل من الطعام إذا قدمه إلى لعازر. أن يكون في حضن أبينا إبراهيم. خطية الغنى أنه كان يلبس ويتنعم ولم يلتفت إلى لعازر المسكين الذي طرح عند باب بيته مضروبا بالقروح وكان يشتهى أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغنى. *وعندما نقيس مستوانا على ذلك. ربما أرسل لنا الرب في طريقنا أو بجوارنا أو في عائلاتنا إنسانا محتاجا للمساعدة وعن طريقه يكون لنا نصيب في الملكوت.. فلا تتغاضى عن لحمك. *كل من يسألني أعطيه كأمين فقط ولست صاحب للمال.. كما قال المعلم إبراهيم الجوهري. * والمثل العامي يقول إن النبع الذي لا يؤخذ منه يجف ماؤه فعندما يكون بئرا أو عين ماء تأخذ منها يتجدد فيها الماء باستمرار لكن لو الماء لم يؤخذ منه. يصير الماء راكدا وتتكاثر فيه الطحالب وتنسد مسام الأرض فلا يصل إليه الماء ويجف. * كذلك كل من يعطى يعطيه الرب أكثر حسب وصية الرب لنا "أعطوا تعطوا". * والعطاء والصدقة والرحمة كلها عمل محبة. فالإنسان لا يعطى على حسب ما يملك بقدر ما يعطى بحسب محبته لله، ولذلك مدح الرب يسوع الأرملة التي ألقت فلسين في الخزانة لأنها ألقت كل معيشتها. * والصدقة والعطاء هي أنني أدفع على الأرض عملة نقدية تتحول في السماء إلى عملة سمائية تثمر لحساب ملكوت السموات. * في الكنيسة الأولى كما هو مكتوب في سفر أعمال الرسل ونعمة عظيمة كانت على جميعهم إذ لم يكن فيهم أحد محتاجًا. "لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول كانوا يبيعونها ويأتون بأثمانها ويضعونها عند أرجل الرسل" أع 4:23. * القديس بولس اهتم بالعطاء في خدمته، وحينما كان مقبوضا عليه في مدينة قيصرية. وقف يدافع عن نفسه أمام الوالي قائلا وبعد سنين كثيرة جئت أصنع صدقات لأمتي وقرابين أع 24: 17. |
||||
|