الاعتراف أمام أب الاعتراف
ر
طبعًا ناس كثير تقول كفاية إني اعترفت أمام ربنا، طبعا ده موضوع طويل، لكن يكفي أن أقول أن الاعتراف مصحوب بالخجل وانسحاق النفس. الإنسان يخجل من غيره. مهما أنا اعترفت أمام الله، خلاص ما حدش شافني، مكسوف. حتى لو أكون قتلت وأقول له يا رب أنا قتلت. لكن واحد بيعترف أمام أب الاعتراف يبقى فيها خجل وفيها تواضع وفيها مشاعر تذلل. ذي ما في البستان قول (واحد تلميذ بيكلم أبيه الروحي فأبوه الروحي رد عليه وقال له يا ابني إحنا ما بنخافش من ربنا زي خوفنا من الكلب، فقال التلميذ حاشا يا أبي لا تقل كده. قال له الأب الروحي أعرفك هذا صح. افرض أني باسرق ولم يراني غير كلب وبدأ يزعق بصوته عليً - هخاف من الكلب وألغي السرقة لأحسن الكلب يبهدلني، يبقي بأخاف من الكلب أكثر من مخافة ربنا. تماما في الاعتراف الواحد بيخجل، فيها عنصر التذلل وانسحاق واتًضاع. والكتاب بيقول كده (من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر ويعترف بها يرُحم). أنتم تعرفوا قصة عخان بن كرمي في سفر يشوع عندما قال له يشوع (اعترفوا أمام الله وأخبرني ماذا عملت، لا تُخف عني شئ)، لم يقل عخان بن كرمي أنا اعترفت أمام ربنا خلاص وأقولك أنت ليه، غنما قال له أنا وجدت في الغنيمة رداءً شنعاريًا نفيسا وفضة وذهب فاشتهيتها وأخذتها انظروا قال له اعترف إلي الله وأخبرني،بالاعتراف الكامل يكون كده - يوحنا المعمدان يقول خرج إليه جميع أهل أورشليم وكل القرى المحيطة بالأردن معترفين بخطاياهم كان يلزمهم الاعتراف وكانوا يروحوا له عشارون كان يقول لهم لا تستوفوا أكثر مما فرض لكم. جنديون كان يقول لهم لا تظلموا أحددًا ولا تشوا بأحد واكتفوا بعلائفكم - ناس عاديين يقول لهم اعترفوا بخطاياكم من له ثوبان فليعط من ليس له. يعني كل فئة كانت تعترف بخطاياها، كان يعطي لها العلاج المناسب لخطاياها، والقديس بولس يقول لأن الأمور الحادثة منهم سرًا ذكرها أيضًا قبيح، لكن الكل إذا توبخ يظهر بالنور لأن كل ما أظهر فهو نور.
فالإنسان ينظر خطيئته طول ما الخطيئة ما اعترفش بها مستترة ومش هيغلبها. في تاريخ الكنيسة لو واحد فيه خطيئة مسيطرة عليه ولم يعترف بها يظل مغلوب منها. لكن إن كشفها يأخذ قوة للانتصار عليها.