مخاطر الملذَّات
القدَّيس غريغوريوس النيسي
"محب الفرح إنسان معْوَز؛ محب الخمر والدهن لا يستغني". (أم ٢١: ١٧)
إنه في كمال الوضوح لا يستطيع أحد ان يقترب من طهارة الله ونقاوته دون أن يتطهَّر أولاً. لذلك لابد أن نقيم فواصل عالية وقويَّة بيننا وبين الملذَّات الجسديَّة. لأننا حين نقترب من الله ينبغي ألا تتدنَّس طهارة قلوبنا ثانيةً...
يعلِّمنا المختبرون أنه كما تنفصل المياه إلى تيَّارات كثيرة من جدولٍ واحدٍ. فاللذَّة تنشر نفسها على محبيِّها من خلال الحواس والطرق المؤديَّة إليها. والشخص الذي يخضع للذَّة خلال أيَّة حاسة، يكون قد جرح نفسه بتلك الحاسة. وهذا يتَّفق مع تعليم المسيح: (من ارتضى باللذَّة عن طريق العين يكون قد تلقَّى الخطيَّة في القلب). لذلك يمكننا أن نضيف إلى قوله: من يسمع... من لمس، أو من استخدم أيّة حاسة لخدمة ملذَّاته يكون قد أخطأ في قلبه... ولكي نمنع ذلك لابد أن نضبط ذواتنا وحياتنا. يجب علينا ألا ندع عقولنا تسكن حيث تقع الشهوة، في كل شيء نفعله يجب أن نختار ما يفيدنا. ونترك الباقي الذي قد يؤذي الحواس.
لتضرب ملذَّاتي الفاسدة بلذَّة الالتقاء معك!
لتُحطِّم كل شهوة بشهوة الالتصاق بك.
بك أقوم وأحيا وأتلذَّذ.
ما أحلاك... بجوارك تصير كل حلاوة باطلة!
ما أعذبك.. بدونك لا أجد سوى المرارة!
أنت سر عذوبتي وبهجتي وتهليلي!