رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أُرْسِلَ الروح القدس إلى أرضنا هذه، بعدما نالَ الرب يسوع المسيح لنا الموعد، وها هوَ اليوم في وسطنا، يُعلمنا، يُرشدنا، يُقوِّينا، ويقودنا ككنيسة وكأفراد. فالرب يسوع قالَ عن الروح: " الريح (أو الروح) تهب حيث تشاء، وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي، ولا إلى أين تذهب " (يوحنا 3 : 8). نعم.. لا نستطيع أن نُقيِّد الروح، ونتحكم بتصرفاته، ونُضيِّع أوقاتنا في معرفة طرق ذهابه وإيابه، لكن نستطيع كما يقول الرب أن " نسمع صوته "، فنطيع ونتبع الروح كيفما أخذنا، لكي ننجح في كل ما نقوم بهِ، فهو قائدنا ومُرشدنا، فلنتمسك بهذه الحقائق المفيدة.. واضح كل الوضوح، أنهُ من مطلع هذا العام، والروح يُعلن لنا، أمورًا جديدة تتعلق بحياتنا الشخصية كمؤمنين، وتتعلق في خطته للكنيسة، نعم " نسمع صوته " ونشعر في أعماق أرواحنا، الخط العام الذي يقودنا فيه.. فقد كلمنا الرب قائلاً: " " قومي ٱستنيري لأنهُ قد جاء نورك، ومجدُ الرب أشرقَ عليكِ، لأنَّه ها هي الظلمة تُغطِّي الأرض، والظلام الدامس الأُمم، أمَّا عليكِ فيُشرق الرب، ومجده عليكِ يُرى، فتسير الأمم في نورك والملـوك في ضياء إشراقك ". (إشعياء 60 : 1 – 3). رأى الرب الظلمة التي تغطي الأرض.. وهوَ لن يقف مكتوف الأيدي تجاهها.. فطلب منَّا أن نقوم ونستنير، فيُشرق مجدهُ علينا.. لكي نُصبح عندها نورًا للأمم، لكي تسير في طريقنا.. ثمَّ أكمل الرب كلامهُ لنا، قائلاً: " ... من عندكم دوَّت كلمة الرب، منتشرةً لا في مقدونية وأخائية فقط، بل إنَّ إيمانكم بالله ذاعَ في كل مكان، حتَّى ليسَ لنا حاجة لأن نقول شيئًا بعد ". (1 تسالونيكي 1 : 7 – 8). نعم.. من عندنا ينبغي أن تُدوِّي كلمة الرب، ويذيع صيتنا في كل مكان، لكي تُقبل إلينا الشعوب من الظلمة، فتستنير وتخلص.. ثمَّ أرسلَ لنا الرب نبؤة على فم خادمتهِ " سندي جاكوبز " التي قالت: " أن مجد لبنان سيُعطى للرب، وأن جيش الرب الصغير في لبنان، سيغدو جيشًا كبيرًا، وأعظم حركة مُرسلين في العالم ستنطلق من لبنان لتطال كل المناطق المحيطة "، ثمَّ أكمل الرب إرسال الرسائل النبوية لنا، من خلال ر اعي الكنيسة أيضًا.. والسؤال يبقى كيفَ يذيع صيتنا، وكيفَ نخطف الناس من الظلمة التي يتخبطون فيها؟ والجواب أن نفعل كما فعلَ الرب، فلنرَ ما فعلهُ، وكيفَ ذاعَ صيته !!! ٱنحدرَ الرب يسوع من الجليل إلى كفرناحوم، وبدأ يُعلِّم الشعب في المجامع، وإذ هوَ يُعلمهم: " بُهتوا من تعليمه لأن كلامه كان بسلطان، وكان في المجمع رجل بهِ روح شيطان نجس، فصرخ بصوت عظيم قائلا: آه ما لنا ولكَ يا يسوع الناصري، أتيت لتُهلكنا، أنا أعرفك من أنت قدوس الله، فٱنتهرهُ يسوع قائلاً: إخرس وٱخرج منهُ، فصرعه الشيطان في الوسط، وخرج منه ولم يضره شيئًا، فوقعت دهشة على الجميع، وكانوا يخاطبون بعضهم بعضًا قائلين: ما هذه الكلمة، لأنه بسلطان وقوة يأمر الأرواح النجسة فتخرج، وخرج صيت عنه، الى كل موضع في الكورة المحيطة " (لوقا 4 : 32 – 37). نعم.. تكلَّم بسلطان.. لم تستطع الأرواح الشريرة التخفِّي، بل خافت منهُ وصرخت.. طردها.. فذاعَ صيته إلى كل موضع في المناطق المحيطة !!! هكذا يُذاع صيتنا.. وهكذا نُخرج الشعب من الظلمة ومملكة الظلمة.. عندما نمارس سلطاننا على الأرواح الشريرة التي تأسر الناس.. فتضطر أن تُطلقهم، فيسيرون في نورنا، النور الذي أشرقهُ الرب علينا.. وهكذا يُعطى مجد لبنان للرب يسوع المسيح !!! لكــــن... الرب يسوع يقول: " ٱتركوهم، هُم عميان قادة عميان، وإن كانَ أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة " (متى 15 : 14). كلنا نتفق وبسرعة ودون مناقشة، أن الناس الذين دون يسوع، والذين يعيشون في الظلمة، هم عميان، ينبغي أن نقودهـم إلـى نور الرب، وذلكَ عندما نحررهم من تسلط مملكة الظلمة، فتنفتح عيونهم، لأنَّ الكلمة تقول: " الذين فيهم إله هذا الدهر (أي إبليس)، قد أعمى أذهان غير المؤمنين، لئلا تُضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله " (2 كورنثوس 4 : 4). لكن المشكلة تقع، إن سالنا أنفسنا، هل يُمكن أن نكون نحن أيضًا عميان؟ للأسف نعم، قد نكون نحن عميان أحيانًا كثيرة، ولهذا قد نقود عميان آخرين، ونسقط كلانا في الحفرة !!! ولهذا جاء الروح القدس برسالته هذه لنا، لكي ينبهنا، ويفتح عيوننا، لنرى جيدًا، وعندها فقط نستطيع أن نقود الذين أعمى إله هذا الدهر أذهانهم، إلى النور، نور إنجيل المسيح.. أراضٍ جديدة يُريد الرب أن يُعطينا.. أراضٍ لم نمتلكها بعد في بقعة حياتنا الشخصية، وأراضٍ جديدة لم نمتلكها بعد في بقعة محيطنا.. واليوم سنتأمل في كيفية ٱمتلاك الأراضي الجديدة في بقعة حياتنا الشخصية، والأسبوع القادم في كيفية ٱمتلاك الأراضي الجديدة في بقعة محيطنا، بقعة الناس الذي يعيشون في الظلمة، منتظرين أن تنفتح عيوننا لكي نقودهم إلى خارجها، ونأتي بهم إلى مملكة النور !!! لكـــن.. العدو في المغارة !!! هل يوجد أعداء في مغاور المؤمنين؟ شئنا أم أبينا، فإنَّ حياتنا تمتلىء بالقيود.. قيود زنى.. قيود تديُّن.. قيود غضب.. قيود عادات سيئة.. قيود تسلط.. قيود إدمان.. قيود حزن.. قيود خوف.. قيود قلق.. قيود ٱكتئاب.. قيود شعور بالذنب.. قيود فشل... إلخ، والذي ليسَ لديه أي قيد من هذه القيود، أو قيد آخر لم نذكرهُ هنا، فأنا أدعوه أن لا يتابع القراءة !!! وبما أنهُ لدينا قيود، فبالطبع أن هذه القيود، تقف وراءها أرواح شريرة، وكلمة الله تمتلىء بتأكيد هذا الأمر، وقد تختلف الآراء حول موضوع سُكنى الأرواح الشريرة التي تُمسك بهذه القيود، في المؤمن أي في جسده أو نفسه، وحول عدم سكناها، فمنهم من يقول أنها تسكن في المؤمنين، ومنهم من يقول أنها تضغط على المؤمنين من الخارج، لكن إن كانت تسكن أو إن كانت تضغط من الخارج، فهي موجودة وينبغي علينا التحرر منها، وطردها من حياتنا، لكي ننال حرية أولاد الله، ونحيا الحياة المنتصرة والمنطلقة، فنُحرر عندها الآخرين، ونفتح عيونهم ونقودهم دون أن نقع في الحفرة معًا. ولا تنسى أنَّ بولس كان يُكلِّم المؤمنين في أفسس عندما قالَ لهم " لا تعطوا إبليس مكانًا " (أفسس 4 : 27)، وهذا يعني أنهُ يُمكن لإبليس أن يكون لهُ مكانًا في المؤمن، إن سمحَ لهُ بذلك، فلنكن حذرين.. إبليس مُخادع وذكي، وأخطر خدعة يمارسها على المؤمنين، هيَ خدعة التخفِّي، والظهور بطرق ملتوية، لكي لا يُكتشف أمره فنحاربهُ ونطردهُ بعيدًا عنَّا.. ولهذا سمينا تأملنا لهذا اليوم: " العدو في المغارة ". نختبر جميعنا خلال حياتنا اليومية، قيود وضغوطات كثيرة من الأرواح الشريرة، كالقيود التي سميناها قبل قليل، وهيَ تُحاربنا بٱستمرار، وتُحوِّل حياتنا إلى جحيم في بعض الأحيان.. حتى أننا نشعر أحيانًا، وكأنَّ وزنًا ثقيلاً وُضعَ على أكتافنا وصدرنا، يلازمنا طول اليوم، وفجأة وعندما نأتي نهار الأحد إلى الكنيسة، أو أي ٱجتماع روحي، يكون فيه حضور الرب قوي، وتكون فيه مسحة الروح القدس قوية، ترانا نشعر وكأن هذه القيود وضغط الأرواح الشريرة قد زال، ولا سيما عندما يدعو راعي الكنيسة الناس للتقدم من أجل الصلاة بوضع الأيدي للتحرر من هذه القيود والمشاكل والضغوطات التي تقف وراءَها الأرواح الشريرة. فالخائف والقلق، يشعر بسلام وبنصرة، والمكتئب يشعر بفرح، والزاني يشعر وكأنه قد تحرر وليس بحاجة للصلاة والتحرير.. وهكذا دواليك في ما خصَّ باقي القيود، ولا يتقدم أغلبنا من أجل الصلاة، لكن عندما نعود إلى منازلنا، نشعر وبصورة فورية أن هذه القيود ما زالت كما كانت، لا بل أقسى أحيانًا، عادت لتضغط علينا، وتتكرر هذه العملية، في كل مرة نعود إلى حضور ٱجتماعات قوية. ماذا هذا الذي يحصل؟ العدو في المغارة !!! " ثم رجع يشوع وجميع إسرائيل معه إلى المحلّة في الجلجال، فهربَ أولئك الخمسة الملوك وٱختبأوا في مغارة في مقيدة، فأُخبرَ يشوع وقيلَ له: قد وُجِدَ الملوك الخمسة مختبئين في مغارة في مقيدة... فقالَ يشوع: ٱفتحوا فم المغارة، وٱخرجوا إليَّ هؤلاء الخمسة الملوك من المغارة، ففعلوا كذلك... وكانَ لمَّا أخرجوا أولئك الملوك إلى يشوع، أنَّ يشوع دعا كل رجال إسرائيل وقال لقواد رجال الحرب الذين ساروا معه: تقدموا وضعوا أرجلكم على أعناق هؤلاء الملوك، فتقدموا ووضعوا أرجلهم على أعناقهم، فقالَ لهم يشوع: لا تخافوا ولا ترتعبوا، تشددوا وتشجعوا، لأنه هكذا يفعل الرب بجميع أعدائكم الذين تحاربونهم ". ( يشوع 10 : 15 – 25). إبليس مُخادع كما قلنا.. فهوَ لن يخاف منكَ عندما تكون بمفردك خلال حياتك اليومية، بل يحاربك ويقيدك بشتى أنواع القيود التي ذكرناها، لكن عندما تأتي إلى الكنيسة أو إلى ٱجتماع يكون حضور الرب فيه قوي، فهوَ يختبىء في المغارة، لأنهُ يخاف من أن تفضحهُ، وتعمل على محاربته، والتقدم للأمام مـن أجـل الصلاة، فتكسر قيده وتتحرر منهُ، فلا تسمح أبدًا بعدَ اليوم، لهذه الخدعة أن تنطلي عليك، وتعلَّم مما فعلهُ يشوع.. فتحَ باب المغارة.. أخرج الأعداء المختبئين.. دعى قواد جيشه، فتقدموا ووضعوا أرجلهم على أعناقهم.. ثمَّ قتلوهم.. وأنهوا تسلطهم على الشعب.. وٱسمعهُ معي عندما يقول: " لأنه هكذا يفعل الرب بجميع أعدائكم الذين تحاربونهم ". لاحظ معي دقة الوحي، وما يقوله الروح القدس بالتحديد، من سنهزم؟ أعداؤنا الذين نحاربهم فقط.. نعم الذين نحاربهم، فالذين لن نحاربهم سيبقون في المغارة خلال الحرب التي نشنها في الاجتماعات الروحية القوية، ولن تنتصر عليهم، ولن تدوس على أعناقهم، وسيعودون للظهور عندما تعود إلى بيتك، وتعود مأساتك تتكرر بصورة مستمرة !!! ولتخفِّي العدو سببين: الأول، أن يخدعنا إبليس ويختبىء في المغارة، فلا نخرجهُ خارجًا، لكن، باسم يسوع، لن يحصل هذا الأمر مجددًا معنا بعدما فضحنا اليوم خطته، أمَّا السبب الثاني، فهوَ عدم تواضعنا وإقرارنا بأننا كمؤمنين، نحتاج أن نتحرر من الأرواح الشريرة، وعدم ٱعترافنا بوجودها في حياتنا، لئلا نفقد حسن سمعتنا بين الآخرين، وهكذا ستبقى تعمل فينا، تعذبنا وتأسرنا، وتُحوِّل حياتنا إلى جحيم لا يُطاق. قالَ الرب يسوع: " مكتوب بيتي بيت الصلاة يُدعى، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص " (متى 21 : 13). ما هوَ يا ترى في العهد الجديد، بيت الرب أو هيكل الرب؟ " أما تعلمون، أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟ " (1 كورنثوس 3 : 16). نعم.. نحن بيت الله، هيكل الله.. فهل نجعلهُ مغارة لصوص؟ مغارة يختبىء فيها أعداؤنا؟ نعم.. أحيانًا كثيرة نجعلهُ مغارة للصوص.. للأرواح الشريرة.. عندما لا نفعل كما فعلَ يشوع، فنفتح باب المغارة، نُخرج هؤلاء الأعداء، وبمعاونة القادة ندوس على رقابهم، ودائمًا تذكر أن الله سيفعل بأعدائنا كما فعل بأعداء يشوع وشعبه، فقط عندما نحاربهم !!! لنتخلَّ في هذا اليوم عن كبريائنا وتديننا، ولنتواضع تحت يد الله القديرة، ونصرخ لهُ لكي يُخرج اعداءنا من المغاور، ويضعهم تحت أقدامنا، فلنصرخ لهُ لكي يُرسل عليهم " الزنابير " لكي يفنيهم، لأنَّ كلمتهُ تقول: " والزنابير أيضًا يُرسلها الرب إلهك عليهم، حتى يفنى الباقون، والمختفون من أمامك ". (تثنية 7 : 20). تأتي الزنابير من عند الله، وتفني المختفون داخل المغاور من أمامك. قوة حضور الرب وقوة المسحة وصلاة التحرير، تفضح الأرواح الشريرة وتخرجها من المغارة، لكي تضعها بمعاونة القادة، تحت أقدامك، فتدوس عليها وتقتلها وتتخلص منها، فلا تسمح بعد اليوم لخدعة العدو هذه، أن تنطلي عليك، ولا تسمح للمشاعر المتقلبة أن تقودك، لأنها عندما ترتاح، ستخدعك وتمنعك من ٱكتشاف العدو داخل المغارة، لكن قم بطريقة بسيطة، سجِّل خلال حياتك اليومية، ما هيَ القيود التي تُسيطر عليك، وعندما تكون في الاجتماعات، إفضح هذه الأعداء وأخرجها من المغارة، سواء شعرت بها أو لم تشعر بها، فيأتي حضور الله، وقوة الروح القدس وصلاة التحرير، لكي تحررك من تسلط هذه القيود وهذه الأرواح.. ضع خطة موافقة لما تعلمته، وقرر أن تتحرر.. وتنفتح عينيك، لكي تتعلم في الأسبوع القادم كيف تقود العميان وتفتح عيونهم، وتحرر وتمتلك أراضٍ جديدة على صعيد خدمتك والمنطقة المحيطة بكَ !!! |
|