رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المقطع الأول: إنجيل متى 4: 1 - 10. " ثمَّ أصعدَ يسوع إلى البرية من الروح ليُجرَّب من إبليس. فبعدما صامَ أربعين نهاراً وأربعين ليلة جاعَ أخيراً. فتقدّمَ إليه المجرّب وقالَ لهُ إن كنتَ ابنَ الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً، فأجابَ وقالَ مكتوب ليسَ بالخبز وحدهُ يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. ثمَّ أخذهُ إبليس إلى المدينة المقدسة وأوقفهُ على جناح الهيكل، وقالَ لهُ إن كنتَ ابنَ الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنهُ مكتوب أنهُ يوصي ملائكتهُ بكَ، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك. قالَ لهُ يسوع مكتوب أيضاً لا تجرّب الرب إلهك. ثمَّ أخذهُ أيضاً إبليس إلى جبل عالٍ جداً وأراهُ جميعَ ممالك العالم ومجدها، وقالَ لهُ إعطيكَ هذه جميعها إن خررتَ وسجدتَ لي. حينئذٍ قالَ لهُ يسوع اذهب يا شيطان، لأنهُ مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحدهُ تعبد ". المقطع الثاني: إنجيل يوحنا 14 : 30. (amplified bible) " لا أتكلم معكم أيضاً كثيراً، لأنَّ رئيس هذا العالم يأتي، لكنهُ ليسَ لديه شيء فيَّ، ليسَ لديه شيء مشترك معي، وليسَ لديه شيء يمتلكهُ فيَّ، وليسَ لديه قوة عليَّ ". المقطع الثالث: إنجيل لوقا 22 : 39 - 44. " ثمَّ خرجَ وذهبَ كعادته إلى جبل الزيتون يتبعهُ تلاميذهُ. ولمَّا وصلَ إلى المكان قالَ لهم: " صلوا لئلاَّ تقعوا في التجربة ". وابتعدَ عنهم مسافة رمية حجر وركعَ وصلىَّ، فقالَ: " يا أبي، إن شئتَ، فأبعد عنّي هذه الكأس ! ولكن لتكن إرادتك لا إرادتي ". وظهرَ لهُ ملاكٌ من السماء يقويه. ووقعَ في ضيق، فأجهدَ نفسهُ في الصلاة، وكانَ عرقهُ مثلَ قطرات دم تتساقط على الأرض ". المقطع الرابع: إنجيل لوقا 9 : 1، 10 : 19. " ودعا يسوع تلاميذهُ الاثني عشرَ وأعطاهم سلطاناً على جميع الشياطين وقدرة على شفاء الأمراض... وها أنا أعطيكم سلطاناً تدوسون به الأفاعي والعقارب وكل قوة للعدو، ولا يضركم شيء ". لقد كانَ النموذج !!! وكلمتهُ أوصتنا أنهُ ينبغي أن نسلك كما سلكَ هوَ. وهوَ أخبرنا قبلَ صعوده إلى السماء، أننا إن آمنا به سنعمل الأعمال التي عملها هوَ، لا بل أعظم منها. وكلنا ينبغي علينا أن ندرك، أنَّ كل ما قامَ به يسوع على هذه الأرض، لم يقم به كابن الله المطلق القوة، بل كنموذج نحتذي به، كابن الإنسان المعمد والممسوح والمؤيد بقوة الروح القدس، وتركَ لنا ذلكَ مثالاً لنتشبه به، وكما نعرف أنهُ كابن الإنسان أيضاً هزمَ إبليس وعاشَ حياة منتصرة مباركة مملؤة بقوة الروح القدس. وببساطة حتى لا ننخدع ونجمح بعيداً يقتضي أن نتعلم من حياته ومن كلمته كيفَ واجهَ الشيطان وانتصرَ عليه على صعيد حياته الشخصية وعلى صعيد خدمته وربحه للنفوس، فننتصر نحنُ على الشيطان على صعيد حياتنا الشخصية وعلى صعيد خدمتنا وربحنا للنفوس، فنحيا الحياة المنتصرة والممتعة، ونرى ثمر كثير في خدمتنا. كثيراً ما نحاول أن نواجه إبليس بطرق كثيرة ومتنوعة، لكنها إمَّا بعيدة كثيراً عن طريقة الله، وإمَّا بعيدة قليلاً عنها، وفي كلتي الحالتين نفشل في المواجهة، فنحبط ونستسلم ونحيا في الهزيمة، ولكي لا ننخدع ونضيع، قصَدَ الروح القدس من رسالته لنا في هذا الصباح أن يُعلمنا بعض الطرق الأساسية والهامة في مواجهة إبليس، كما قامَ بها الرب يسوع المسيح نفسه. فإن كانَ يسوع قد استخدمَ هذه الطرق لكي ينتصر على إبليس، فكم بالحري نحتاج نحن أن نتبع الطرق نفسها !!! لذا فلنمشي معاً خطوة خطوة ونتعلم سوياً. الخطة الأولى: " مكتوب ". قالَ يسوع: " ما كانَ خادمٌ أعظم من سيده. فإذا اضهدوني يضطهدونكم، وإذا سمعوا كلامي يسمعون كلامكم. هم يفعلون بكـم هـذا كلهُ من أجل اسمي ". آيات معبّرة تحمل لنا تعليماً عميقاً، نحنُ خدّام وسفراء المسيح ولسنا أعظم منهُ، فإذا كانَ إبليس ومن يستخدمهم قد اضطهدوا وجربوا يسوع، فهم سيضطهدوننا وسيجربوننا وكل هذا من أجل اسم يسوع. كما يخبرنا سفر التكوين أنَّ الله الآب نطقَ بهذه الكلمات من فمه متوجهاً بها إلى الحيّة إبليس: " وأضع عداوة بينكِ وبين المرأة، وبينَ نسلك ونسلها، هوَ يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه ". والمعنى الحقيقي لهذه الآية، هوَ أن نسل المرأة، أي الرب يسوع المسيح، سيسحق رأس الشيطان، والشيطان سيحاول وبصورة دائمة أن يسحق عقب يسوع، أي من سيعقبه، أي أتباعه نحنُ المؤمنين باسمه !!! وكل هدفي من شرح ذلكَ، هوَ أن أجعلك تكتشف وتدرك تماماً أنَّ إبليس يسعى ليل نهار، وبكل ما لديه من قوة ودهاء أن يسحقك بكل الطرق التي تتسنى لهُ، وأخطرها هيَ التجارب المتنوعة التي يجربك بها والتي أخبرتنا الكلمة أنها ستكون كثيرة، متنوعة ومستمرة، لكن شكراً للرب يسوع المسيح أنهُ كان النموذج الذي واجهَ كل تجارب إبليس وانتصرَ عليها وعلمنا أن نواجه هذه التجارب مثلما واجهها هوَ : " مكتوب ". واجَهَهُ بالكلمة المكتوبة التي وضعها بينَ أيدينا، وأوصانا أن تسكن هذه الكلمة في قلوبنا بغنى لنستخدمها في الوقت المناسب " مكتوب ". غالباً ما نستخدم طرق كثيرة لمواجهة إبليس، تختلف وتتنوع من مؤمن لآخر، لكــن نــادراً مــا نستخـدم طريقة الرب نفسهُ " مكتوب "، لأننا بطبعنا البشري نبتعد عن البساطة التي أوصانا بها الرب، ونفتش عن طرق أخرى كثيرة. تواجهنا التجربة وهمسات إبليس لإيقاعنا في حبائله، إن كانَ لجهة إيقاعنا في خطايا متنوعة (زنى، غش، عدم أمانة، نميمة، كذب، حقد...) أو لجهة إقفال أبواب في وجهنا، أو إخراجنا عن خطة الله، أو إغرائنا بالمجد وبمباهج العالم، أو أو ... فنختار طرق كثيرة ومتنوعة لمواجهة هجماته وتجاربه، لكننا نبتعد عن السلاح الحقيقي الذي استخدمهُ الرب يسوع وانتصرَ على إبليس من خلاله: " مكتوب "، معتقدين أن الأمر يحتاج إلى أعمال وخطط كبيرة ومقعدة، وقد لا تكفي هذه البساطة التـي اتبعها يسوع: " مكتوب "، ولعلَّ ما جاء في نحميا 3 : 34، هوَ من أكثر المقاطع الكتابية المعبّرة التي تساعدنا للإنتصار على إبليس. فعندما بدأَ شعب الله بإعادة بناء سور أورشليم المهدَّم بقيادة نحميا، حرَّكَ إبليس ضدهم أشخاصاً كثر لمنعهم من ذلكَ، لكنَّ الشعب أطاعوا الله وقاموا بتقديم الذبائح لهُ، فاستجابَ الله لهم وأمدَّهم بالنصرة على أعدائهم فنجحوا في إعادة بناء هذا السور العظيم في فترة قصيرة، واسمع معي ما قالهُ الأعداء: " مــاذا يعمل هؤلاء الضعفاء ؟ هل يُعيدون بناء المدينة ؟ هل يظنــون أنهـــم بتقريب الذبائح يتمّون العمل في يوم واحد ؟ هل يُعيدون الحياة إلى الحجارة من كوم التراب وهيَ محروقة ؟ ". لقد هزؤا بهم، وكانَ إبليس يقصد من ذلكَ تحويل الشعب لاتباع طرق أخرى تخلو من البساطة التي طلبها الرب، ربما كان يحاول أن يقودهم لمواجهة أعدائهم بالقوة، بالحرب، أو أي وسائل أخرى وبهذا سيقودهم بالطبع إلى الخسارة والفشل !!! وهذا ما يفعلهُ إبليس معنا، يُحاول أن يجرنا إلى مواجهته بطرق بشرية، وخطط كبيرة ومعقَّدة، فلننتبه كيفَ نواجههُ. فهل نحنُ نواجه التجارب والضغوطات والأمراض والحروب والمشاكل بأن نعلن الكلمة المناسبة في وجه كل تجربة أو مشكلة: " مكتوب "، دون أن نضيف أي شيء آخر ؟ وهل هذا يكفي ؟ نعم إنه يكفي، لأنكَ عندما تطيع الله وتتبع خطتهُ، وتعلن وعودهُ وكلمتهُ، سيحرك الله كل قوة السماء ويضعها في تصرفك، فتهزم إبليس ومملكتهُ وجنودهُ وخططهُ أقوى هزيمة، قوة الكلمة المصحوبة بالإيمان تحرك الله، وتحرك السماء، وتجعل الله يركب السحاب ويأتي لنصرتك ويسحق إبليس سريعاً تحتَ أقدامك !!! يُحاربك إبليس بأفكار نجاسة ويقترح عليك القيام بخطايا معينة، قل لهُ: " مكتوب... خُلقنا للقداسة وليسَ للنجاسة... الجسد للرب والرب للجسد ". يُحاربك إبليس بأفكار قلق وخوف ويقترح عليك الإستسلام والتراجع والهروب، قل لهُ: " مكتوب ... إلقِ على الرب همك وهو يعولك... أدوس على العقارب والحيات وكل قوة العدو ولا شيء يضرني ". يُحاربك إبليس بأفكار غضب ومرارة وحقد، قل لهُ: " مكتوب... أحبوا بعضكم بعض كما أحبنا المسيح... أحبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم، صلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ". ومهما حاربك، ثق أنكَ ستجد الكلمة المناسبة لتواجههُ بها، وذلكَ عندما تسكن هذه الكلمة بغنى في قلبك !!! لا تستخف بهذه الطريقة، جربها وستنجح، إنها كلمة الله، وهذه هيَ الطريقة التي واجهَ بها الرب يسوع إبليس، وانتصرَ عليه، وهوَ لم يستعمل طرق أخرى، فتشبه به !!! الخطة الثانية: " ليسَ لهُ فيَّ شيء ". " لا أتكلم معكم أيضاً كثيراً، لأنَّ رئيس هذا العالم يأتي، لكنهُ ليسَ لديه شيء فيَّ، ليسَ لديه شيء مشترك معي، وليسَ لديه شيء يمتلكهُ فيَّ، وليسَ لديه قوة عليَّ ". لا تتفاجأ، مما سأقولهُ لكَ الآن: الله وإبليس لن يستطيعا فعل أي شيء في حياتك، دون موافقتك، لكن بالطبع مع الفارق الكبير بين طريقة الله، وطريقة إبليس. الله يحترم إرادتك ولن يتخطاها، لكنهُ يُحاول حثك على تنفيذ وصاياه بمحبته الفائقة الطبيعة وغير المشروطة، أمَّا إبليس فهوَ يستعمل ضدك التجارب والضغوطات والحروب والإغراءات وباقي الأساليب والطرق السيئة، لكن بالرغم من كل ذلكَ، فإن لم تسمع لهُ وتتجاوب معهُ فهوَ لن يستطيع فعل أي شيء دون موافقتك، يقول أحد الأمثال العامية: " الباب الذي تأتي منهُ الريح، إغلقهُ واستريح "، وهذا الكلام معبّر، فالباب الذي تفتحهُ لإبليس سيُعطيه الحق بالدخول والتملك والسيطرة، لكنكَ عندما تقفل هذا الباب فلن يستطيع الدخول أبداً. إبليس سيأتي دوماً إلينا، وسيفتش دوماً عن سبب ليبتلعنا ويفترسنا، فالكلمة تقول أنهُ يجول دوماً ويُفتش عن من يبتلعهُ، لكن إن تشبهنا بيسوع فهوَ سيعود خائباً في كل مرة يأتي فيها إلينا. لقد أعلنَ يسوع قائلاً: " إبليس يأتي، لكنهُ ليسَ لديه شيء فيَّ، ليسَ لديه شـيء مشتـرك معي، وليسَ لديه شيء يمتلكهُ فيَّ، وليسَ لديه قوة عليَّ "، لذا فليأتي قدر ما يشاء وساعة ما يشاء، وليزأر قدر ما يشاء، وليحاول مراراً وتكراراً، إنما المهم أن لا يكون لهُ فيَّ شيء، وأن لا يكون لديه شيء مشترك معي، وأن لا يكون لديه شيء يمتلكهُ فيَّ !!! إذاً الخطة الثانية لمواجهة إبليس هيَ أن لا يكون في حياتي أي شيء لإبليس، أي أرض لإبليس، أي ملك لإبليس، وهنا قد تقول لي: " أنا لستُ يسوع، ولا أعتقد أنهُ يُمكنني أن أحيا كما عاشَ يسوع دون خطيئة، وبالتالي لا بدَّ وبسبب خطاياي وسقطاتي وضعفاتي أن يجد إبليس لهُ شيئاً ما فيَّ، وهكذا سيهزمني "، لكنني أقولُ لكَ نعم، لن يمر يوم واحد دون أن تخطىء، ولن تجد مؤمناً واحداً على وجه الأرض دون خطايا، لكن ما يُريده الرب منَّا بالدرجة الأولى هوَ: " إتجاه القلب "، فهل إتجاه قلبك أن تحيا للرب بكل كيانك وتحبهُ من كل قلبك وبكل قوتك، وترفض السقوط في الخطيئة وتسعى دوماً للتحرر منها، وتسعى دوماً لتشابه يسوع متكلاً على قوة الروح القدس ؟ إذا كان جوابكَ نعم، فهذا يكفي، وهذا ما يطلبهُ الرب، وهذا ما تحتاجهُ لكي لا يكون لإبليس شيء فيك. تخطىء، لا بأس اعترف بخطيئتك فوراً ودم يسوع يُطهرك من كل خطيئة، يُشير لكَ الروح القدس على أمور أو إتجاهات غير موافقة لخطة الرب في حياتك، لا بأس ما عليكَ إلاَّ أن تطيعهُ وتسلمهُ هذه الأمور ليتعامل معها، تقع فتقوم وتستمر. خطيئة متكررة في حياتك، لا بأس فكلما تقع فيها اعترف بها لله، وهكذا تتأكد أنكَ دوماً تحت غطاء دم الرب يسوع المسيح، وهكذا عندما يأتي إبليس إليك، يرى الدم فيهرب بعيداً، الكلمة تقول ذلكَ: " وغلبوه بدم الخروف "، ثق أنَّ هذا يكفي، لأنَّ الله يرى ما في قلبك، وثق أن إبليس سيهرب بعيداً لأنه لن يجد شيء لهُ فيك. الخطة الثالثة: "لا إرادتي بل إرادتك". كانت معركة قاسية، وأعتقدها من أقسى المعارك التي خاضها يسوع كابن الإنسان، عندما أخضعَ إرادتهُ لإرادة الآب، فصارعَ وجاهدَ في الصلاة كثيراً، حتى تحولت قطرات عرقه إلى دم، وأرسل الآب ملاكاً من السماء ليقويه. ما أصعب إخضاع إرادتنا البشرية لإرادة الله، لكن لأنَّ يسوع استطاعَ أن يُخضعها، تستطيع أنتَ أيضاً !!! فهوَ قالَ أنَّ كل الأعمال التي صنعتها تصنعون مثلها، لا بل أعظم لأنني أرسل لكم الروح القدس، وهذا ما نحتاجهُ للقيام بذلكَ. من السهل جداً أن نقول: " لتكن مشيئتك في حياتي "، لكن كم هوَ صعب عندما نصل إلى التنفيذ ونتواجه يومياً مع عدة أمور حتى لو كانت بسيطة، ونحاول في كل موقف عملي أن نقول وننفذ ما نقولهُ: " لتكن مشيئتك لا مشيئتي "، لأنَّ في ذلكَ موت للجسد، موت للرغبات البشرية الشخصية، ولا تنسى أنَّ الموت مؤلم، لكنهُ الطريق الوحيد الذي يسبق القيامة والمجد والنجاح وإرضاء الله والثمر الكثير والفرح والنصرة، فبعدَ كل صليب حقيقي هناكَ قيامة حقيقية، فيسوع فرحَ بالصليب من أجل السرور الذي رآه ورائهُ، وكان هذا السرور خلاص البشرية، خلاصكَ أنتَ وأنا، فهل نتشبه به ونخضع يومياً وفي كل شيء، إرادتنا لإرادته فنهزم إبليس وننتصر عليه ونربح المواجهة الثالثة ؟ الخطة الرابعة: " السلطان ". لو قرأتَ الخطط الثلاث الأولى، وفكرتَ بها كثيراً، وبدأتَ تسأل نفسك كيفَ أستطيع أن أقوم بذلكَ ؟ فستمتلكَ الرهبة والرعب والخوف، وربما القشعريرة، فالموضوع ليسَ صعباً فقط، بل يبدو مستحيلاً، لا سيما إن حاولتَ القيام بذلكَ بقوتك وبمجهوداتك وبمواجهتكَ لعدو شرس كإبليس، لكنَ الرب وعدنا قائلاً: " لن أترككم يتامى". نعم أحبائي نحنُ لسنا يتامى، الذي فينا أقوى من الذي في العالم، إبليس عدو مجرَّد من قوته، لقد هزمهُ الرب، وجرَّدَهُ من سلاحه وسلطانه، وليسَ هذا فقط، بل لقد أعطانا السلطان، سلطان الرب يسوع المسيح، قوة اسمه وقوة دمه وقوة الروح القدس، ولهذا لنا الغلبة !!! أرسلَ يسوع تلاميذهُ دون عصا، ودون مؤونة، ودون أي سند منظور، لكنهُ أعطاهم السلطان على الشياطين، على مملكة الظلمة، وقالَ لهم: " تدوسون الأفاعي والعقارب وكل قوة للعدو، ولا يضركم شيء ". شكراً لهُ لدينا السلطان !!! ويسوع نفسهُ وبعدما واجه إبليس بقوة الكلمة " مكتوب... مكتوب... مكتوب "، انهى المواجهة مستخدماً سلطانهُ قائلاَ لإبليس: " اذهب يا شيطان ". وهذا ما ينبغي أن نفعلهُ ولا ننساه أبداً. فنحنُ يجب أن نحيا " لأجل المسيح " وأن نحيا " في المسيح ". لأجل المسيح: نتنقى من خطايانا ونسلك في القداسة ونكران الذات ورفض مغريات ومباهج العالم، نسلم للموت كلَّ يوم كما قالَ بولس، نموت عن ذواتنا، نموت عن مشيئتنا الخاصة ونخضع لمشيئة الآب، نرفض أن يكون لإبليس أي شيء فينا. وفي المسيح: لنا السلطان، ننتهر العدو وندوس عليه وعلى كل قواته، نقيِّد عملهُ ونطردهُ بعيداً كلما اقتربَ. الإثنين معاً، عمل الصليب في أجسادنا لإماتتها، وعمل الروح القدس ليمدنا بالقوة والسلطان لنتغلب على حروب العدو !!! والآن هلموا معاً في هذا الصباح، نواجه إبليس كما واجهه الرب يسوع تماماً، نلقي عنَّا كل خطط سابقة استخدمناها للمواجهة، نرميها بعيداً، نمسك بيدنا ونزرع في قلوبنا خطة الرب يسوع. مكتوب... مكتوب...، نطهر أنفسنا من الخطايا، نسترد الأراضي التي ملكنا إبليس عليها في حياتنا، فيفقد قوته علينا، نخضع مشيئتنا لمشيئة الآب يومياً وعملياً، في الصغيرة قبل الكبيرة، ولنستخدم سلطاننا ضد إبليس ومملكته، فنهزم هذا العدو ونحيا حياة النصرة التي أعدَّها الرب لنا، ودفعَ ثمنها دمهُ الغالي، فنتمتع بالفرح والسلام والطمأنينة والراحة والبحبوحة والصحة ونربح النفوس. وأخيراً، وكما أوصانا بولس في رسالة أفسس 6: فلنحمل سلاح الله الكامل لنقدر أن نقاوم إبليس وننتصر عليه باستمرار !!! |
|