لا نخشى المستقبل
الشك اعدى اعداء الانسان . الشك يخلق القلق والقلق يقود الى التردد والخوف والاحجام والتجمد . اليقين بعكس ذلك يدفع الى الشجاعة والاقدام والحركة والتطور . المسيحية ديانة يقين ، ديانة ايمان ٍ وثقة ٍ وتأكد ، لا تتعامل مع ربما ، ولعل ، وليت ، وحبذا ، وأظن . المسيحية صخرة ايمان ٍ واثق ، لانها مبنية ٌ على شخص المسيح ذاته . والمسيح هو ، هو أمسا ً واليوم والى الأبد . المسيحية ليست مجموعة شرائع وتنظيمات ، ليست فلسفة ، ليست علما ً . المسيحية لا تعتمد على اشياء بل بل على شخص الرب يسوع المسيح . يقول القديس بولس الرسول في رسالته الثانية لتلميذه ِ تيموثاوس " لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ " ( 2 تيموثاوس 1: 12 ) بمن آمن به ، بالمسيح نفسه . ويضيف قائلا ً " وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ. " اليوم الذي تنتهي فيه ايامي هنا ، ويبدأ يومي هناك في السماء ، حيث يوجد هو من أؤمن به . قال ووعد تلاميذه ُ ، ويقول لنا ويعدنا " حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا " (يوحنا 14: 3 ) فذلك اليوم لنا ليس رهيبا ً مخيفا ً بل رائعا ً مباركا ً ننتظره بلهفة وشوق . في يقين ٍ وثقة يؤكد بولس الرسول " أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ " الزائل العرضة للسقوط والانهيار والهدم ، لكن " فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ." ( 2 كورنثوس 5: 1 ) أبدي ، ثابت ٌ ، دائم ٌ من الله لنا نحن المؤمنين به . البيت رمز اطمئنان ٍ واستقرار ٍ وضمان ، وهو يضمن لنا ذلك البيت ، ونحن نثق ونؤمن به . لهذا نعيش اليقين في المسيح الذي نبني عليه ايماننا ورجائنا . لا نخشى المستقبل . مستقبلنا معه ، عنده ُ ، فنحيا اليوم يقين الغد . اليوم ُ له والغد ُ له .