رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب العبادة الكاملة - الأنبا متاؤس مقدمة العبادة المقبولة في كنيستنا الأرثوذكسية لها أركان ثلاثة هامة ورئيسية وهى حسب الترتيب الذي رتبه مخلصنا الصالح في موعظته على الجبل الإصحاح السادس من إنجيل معلمنا متى الرسول - الصدقة، والصلاة والصوم. ووَضْع الصلاة بين الصدقة والصوم يُشبِّهه بعض المفسرين بطائر لأنَّ الصلاة كما يقول يوحنا الدرجي هي طيران عقولنا إلى الله وهذا الطائر الذي هو الصلاة له جناحان كبيران هما الصدقة والصوم، بواسطتهما يُحلِّق في الأجواء العليا بلا مانع ولا عائق. وكما أنَّ الطائر العادي إذا كان جناحاه قوييْن سليميْن يطير بهما بسهولة أمَّا إنْ ضعف أو انكسر أحدهما أو كلاهما فإنَّه يضعف ولا يستطيع الطيران وإنْ حاول الطيران يسقط ثانية ويظل هكذا يتخبط حتى يموت. هكذا الصلاة إنْ فقدت أحد جناحيْها اللذيْن هما الصدقة والصوم تضعف وتفتر. أمَّا إنْ ظلَّ جناحاها قوييْن تصبح صلواتنا قوية متكاملة تستطيع بنعمة الله أنْ تدخل إلى ما داخل الحجاب وتصل إلى عرش النعمة وبذلك نصلى ونعبد الله بأرواحنا. وبالصدقة نعبد الله بأموالنا نقدمها له ذبيحة مقبولة على مذبح الرحمة والعطاء متذكرين نصيحة الرسول القائل "لاَ تَنْسُوا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هَذِهِ يُسَرُّ اللهُ" (عب 16:13) ونصيحته القائلة "مُشْتَرِكِينَ فِي احْتِيَاجَاتِ الْقِدِّيسِينَ عَاكِفِينَ عَلَى إِضَافَةِ الْغُرَبَاءِ" (رو 13:12). وبالصوم نعبد الله بأجسادنا فنقدم أجسادنا ذبائح حية كاملة مرضية أمام الله على مذبح الصوم والتذلل. وبذلك تكون عبادتنا كاملة لأنَّها عبادة مثلثة بالصدقة والصلاة والصوم وكما هو معروف أنَّ الثلاثة عدد كامل ومقدس، وكل شيء بالثالوث يكمُل. وبهذه العبادة المثلثة المقبولة ننال رضى الله وننعم ببركاته فيكون لنا:
من أجل هذا الارتباط العضوي بين هذه الأركان الثلاثة للعبادة المسيحية تُعلمنا الكنيسة أنَّ الإنسان المؤمن حينما يذهب إلى الكنيسة للصلاة والعبادة يجب أنْ يكون صائماً لا يتناول أيّ شيء قبل ذهابه إلى القداس،حتى لو كان في أيام الإفطار وحتى لو كان ليس في نيته التقدُّم للتناول من الأسرار المقدسة، يجب أنْ يحضر القداس وهو صائم في كافة الأحوال. كذلك تُعلمنا الكنيسة أنْ لا نذهب إلى بيت الرب فارغين حسب قول الرب: لا تظهروا أمامي فارغين (خر 15:23) بل يجب أنْ نضع العطاء في صناديق الكنيسة المخصصة لذلك كما نحمل إلى الكنيسة بعض العطايا العينية مثل البخور والستور والأباركة والزيت والشموع وخلافه. وبذلك نكون في القداس الواحد قد عبدنا الله العبادة المثلثة الكاملة. نصلى ونحن صائمين ثم نضع تقدماتنا ونذورنا النقدية أو العينية في الأماكن المخصصة لها بالكنيسة. الرب يعطينا أنْ نعبده عبادة كاملة مرْضية بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا (لو 75:1) فيشْتَم الرب من عبادتنا رائحة الرضا والسرور ويكون نصيب عبادتنا الاستماع والقبول. بصلوات حضرة صاحب القداسة والغبطة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث ونعمة الرب تشملنا جميعاً. متاؤس (أسقف دير السريان العامر) |
22 - 04 - 2014, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العبادة الكاملة - الأنبا متاؤس
العطاء المقبول | الله يأمر بالعطاء * العطاء المقبول العطاء أو الصدقة ركن هام من أركان العبادة المسيحية الثلاثة وهى الصدقة والصلاة والصوم. * الله يأمر بالعطاء: يقول المرنم "أَبُو الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ اللهُ فِي مَسْكَنِ قُدْسِهِ" (مز 5:68) ولما كان الله هكذا في محبته فهو يعتني بهم ويهتم بأمورهم وقد أوصى كثيراً بالعطف عليهم والاهتمام بأحوالهم فيقول "إِنْ كَانَ فِيكَ فَقِيرٌ.. فَلا تُقَسِّ قَلبَكَ وَلا تَقْبِضْ يَدَكَ عَنْ أَخِيكَ الفَقِيرِ. بَلِ افْتَحْ يَدَكَ لهُ.. أَعْطِهِ وَلا يَسُوءُ قَلبُكَ عِنْدَمَا تُعْطِيهِ لأَنَّهُ بِسَبَبِ هَذَا الأَمْرِ يُبَارِكُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ" (تث 15: 7ـ10) ويوصى طوبيت الرحوم ابنه طوبيا بعد أنْ اختبر بركات الرحمة وخدمة الفقراء والمحتاجين قائلاً "تصدَّق من مالك ولا تُحوِّل وجهك عن فقير وحينئذ فَوَجه الرب لا يحول عنك. كن رحيما على قدر طاقتك.. فإنَّك تدخر لك ثوابا جميلا إلى يوم الضرورة. لأنَّ الصدقة تُنجِّي من كل خطيئة ومن الموت ولا تدع النفس تصير إلى الظلمة. إنَّ الصدقة هي رجاء عظيم عند الله العلي لجميع صانعيها" (طو 4: 7ـ12). ويقول الحكيم يشوع بن سيراخ في هذا المعنى "كن أباً لليتامى وبمنزلة رجل لأمهم فتكون كابن العلي وهو يحبك أكثر من أمك" (سى 10:4). ويشجعنا الرب يسوع على العطاء والصدقة مبيناً فوائدها وبركاتها فيقول "بِيعُوا مَا لَكُمْ وَأَعْطُوا صَدَقَةً. اِعْمَلُوا لَكُمْ أَكْيَاسًا لاَ تَفْنَى وَكَنْزًا لاَ يَنْفَدُ فِي السَّمَاوَاتِ، حَيْثُ لاَ يَقْرَبُ سَارِقٌ وَلاَ يُبْلِي سُوسٌ" (لو 33:12). كما يقول أيضاً "أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً، فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيًّا لَكُمْ" (لو 41:11) وفي ـ الدينونة الأخيرة سيكون للرحمة بكل أنواعها قيمة عظمى في نظر الرب الديان العادل فيقول للرحومين "تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا فَسَقَيْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ" (مت 25: 34ـ40) ثم يفعل العكس تماماً مع الأشرار وغير الرحومين (مت 25: 41ـ45) "فَيَمْضِي هؤُلاَءِ إِلَى عَذَاب أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ" (مت 46:25) "لأَنَّ الْحُكْمَ هُوَ بِلاَ رَحْمَةٍ لِمَنْ لَمْ يَعْمَلْ رَحْمَةً، وَالرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى الْحُكْمِ" (يع 13:2). وقد تعلَّم الرسل من معلمهم الأعظم فوائد الرحمة والصدقة سواء من أقواله أو من أفعاله فطفقوا يفعلون مثله ويُعلِّمون المؤمنين بالاهتمام بالصدقة كركن هام من أركان العبادة المسيحية فيقول القديس يعقوب الرسول "اَلدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ عِنْدَ اللهِ الآبِ هِيَ هذِهِ: افْتِقَادُ الْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلاَ دَنَسٍ مِنَ الْعَالَمِ" (يع 27:1) ـ كما يذكرنا الرسول بولس بتعاليم الرب يسوع عن الصدقة فيقول "متذكرين كلمات الرب يسوع أنَّه قال الغبطة (السعادة) في العطاء أكثر من الأخذ" (أع 35:20). وقد استجابت الكنيسة الأولى لكل تعاليم الرب وتعاليم رسله الأطهار "وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ" (أع 32:4)،وهكذا "لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا" (أع 32:4) و"كُلَّ الَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُول أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا، وَيَأْتُونَ بِأَثْمَانِ الْمَبِيعَاتِ، وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ، فَكَانَ يُوزَّعُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ كَمَا يَكُونُ لَهُ احْتِيَاجٌ" (أع 4: 34ـ35). |
||||
22 - 04 - 2014, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العبادة الكاملة - الأنبا متاؤس
أنواع الصدقة | لِمَنْ نقدم عطاءنا ليست الصدقة أو العطاء محصوراً في تقديم الأمور المادية فقط، بل لها أوجه كثيرة ومتسعة، فالكلمة الطيبة للإنسان المتضايق رحمة والابتسامة في وجه الإنسان المنكوب رحمة، وكلمة التعزية للحزين رحمة، وكلمة التشجيع لليائس رحمة، ومساعدة الإنسان الضعيف في حَمل شيء ثقيل رحمة، وإرشاد التائه إلى هدفه رحمة، مساعدة طالب فقير في استذكار دروسه رحمة، المشاركة الوجدانية للآخرين في متاعبهم بكافة أنواعها رحمة ولها جزاؤها وبركتها. * لمَنْ نقدم عطاءنا: لا يوجد وجه واحد للتوزيع نقدم له عطاءنا، ولكنها لا تخرج في مجموعها عن دائرة الكنيسة وأعضائها،ويجدر بنا الإشارة إلى أنَّنا مطالَبون بعمل الخير للجميع دون تفريق بين إنسان وآخر قال القديس بولس الرسول "حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، وَلاَ سِيَّمَا لأَهْلِ الإِيمَانِ" (غل 10:6). والوجوه التي يمكن أن تُصرَف صدقاتنا فيها على سبيل المثال هى: + سد احتياجات الكنيسة من دقيق وخمر وزيت وبخور وشموع وستور وكتب القراءة وأواني المذبح. + التبرع للمباني أو الترميمات أو الإصلاحات التي تتم في الكنيسة. + ما نقدمه لخدام الدين من تبرعات أو اشتراكات لسد احتياجات أسرهم. + الفقراء المعدَمون أو العاجزون عن العمل والكسب أو الأرامل والأيتام وذوى العاهات. + الخدمة الروحية لخدمات التعليم الديني والوعظ في القرى المحرومة مثلاً أو تعليم النشء في مدارس التربية الكنسية والإنفاق على كتب ومطبوعات تُوزَّع مجاناً أو بقيمة تكاليفها رغبة في خلاص النفوس وهكذا. |
||||
22 - 04 - 2014, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العبادة الكاملة - الأنبا متاؤس
كيف نقدم عطاءنا؟ | كيف تعطي العطاء
* كيف نقدم عطاءنا؟ 1 ـ وفاء لدين 2- بروح المحبة 3- باختيار 4- بإنكار ذات 5- بسخاء وبقدر الطاقة 6- بفرح وسرور 7- من ربح حلال * كيف نقدم عطاءنا؟ حينما جلس السيد المسيح أمام خزانة العطاء في الهيكل كان ينظر كَيْفَ يلقى الجمع نحاساً في الخزانة (مر 41:12). ولم ينظر "كم" كانوا يلقون في الخزانة. فالله لا يهمه مقدار ما نقدمه أو نوعه لكن يهمه أكثر ما يهمه مشاعرنا ونحن نقدم تقدماتنا ونعطى عطايانا لقد قدم كل من هابيل وقايين قرباناً لله وإلى هابيل وقربانه نظر ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر (تك 5،4:4). وهكذا يظهر بوضوح أنَّ الله ينظر إلى المعطى قبلما ينظر إلى العطية ذاتها. والآن نعاود السؤال كيف نقدم عطاءنا؟ 1- وفاء لدين: حينما نقدم عطاءنا لله يجب ألاَّ نشعر أنَّنا متفضلون، بل نشعر أنَّنا نقدم لله جزءاً ممَّا أعطاه لنا، قال داود النبي والملك بعد أنْ جمع الكثير من الذهب والفضة لبناء بيت الله "لأَنَّ مِنْكَ الْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ" (1أى 14:29). لنذكر أنَّنا نسدد ديناً في أعناقنا للرب فسدد جزءاً يسيراً من هذا الدين. لقد أعطانا الله الكل فهل لا نعطيه جزءاً من هذا الكل. إنَّ عطايا الله لنا ليست قاصرة على النواحي المادية فحسب بل تمتد إلى ما هو أسمى من ذلك. الفداء العظيم الذي صنعه لنا ابن الله الوحيد حينما قدم ذاته ذبيحة كفارية عنا "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ" (1بط 19،18:1). وعندما تكلم بولس الرسول عن عطاء المكدونيين لفت النظر إلى عطية الله العظمى. إلى تنازل المسيح الفائق وإلى سخائه العظيم فيقول "فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ" (2كو 9:8). 2- بروح المحبة: ولا تعتبر محبة أن ترى أخاك محتاجاً وتغلق أحشاءك دونه "وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه. يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق" (1يو3: 17، 18) ويقول القديس يعقوب "إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي فقال لهما أحدكم: امضيا بسلام استدفئا واشبعا ولم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة" (يع2: 15و 16). علينا أن نتشبه بأبينا السماوي الذي صنع قديماً لأبوينا الأولين أقمصة وألبسهما (تك3: 21). ويبين الرسول بولس ضرورة ارتباط الصدقة بروح المحبة فيقول (إن أطعمت أموالي وأسلمت جسدي حتى احترق ولكن ليس لي محبة فلا أنتفع شيئاً) (1كو13: 3) ويقول صاحب النشيد "إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تُحتقر احتقاراً" (نش8: 7). 3- باختيار: يجب ألا يكون العطاء بسبب الخجل أو بدافع الإلحاح أو من أجل شخص (عن حزن أو اضطرار) (2كو 9: 7) وقد ذكر الرسول عن المقدونيين أنهم أعطوا من تلقاء أنفسهم" (2كو8: 2). 4- بإنكار ذات: ينصحنا الرب أن نقدم صدقاتنا وعطايانا في الخفاء وبإنكار الذات دون تفاخر أو تظاهر قائلاً "احترزوا أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم. وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات. فمتى صنعت صدقةً فلا تُبوق قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع والأزقة لكي يُمجدوا من الناس الحق أقول لكم قد استوفوا أجرهم" (مت6: 1-4). لا ينهانا الرب عن عمل الصدقة قدام الناس على الإطلاق، ولكنه ينهانا عن عمل الصدقة قدام الناس تظاهراً وافتخاراً، وفقدان الأجر السماوي لا يكون بسبب مجرد رؤية الناس لنا ونحن نتصدق على فقير أو متسول ولكننا نفقد أجرنا إن قصدنا التصدق قدام الناس لكي ننال مديحهم واستحسانهم وبالتالي إكرامهم وتمجيدهم. الذين يتصدقون بهذا الغرض يفقدون أجرهم السماوي العظيم مقابل أجر بشري تافه وزائل (يموت الناس فتموت أفكارهم وليس من يمدحه الناس هو المذكى بل يمدحه الرب). وقول الرب (لا تُعرف شمالك ما تفعله يمينك) يعني عدم التظاهر والافتخار بالصدقة فاليمين هنا تعني رغبة تنفيذ الوصايا الإلهية والشمال تعني الرغبة في المديح ونوال المجد البشري. ويقصد الرب (لكي تكون صدقتك في الخفاء) أن تعمل الصدقة بضمير صالح ورغبة مقدسة نابعة من الداخل. يحذرنا الرب من خلط أعمال اليد اليمنى "النية الصادقة" باليد اليسرى "حب الظهور أو لسبب هدف زمني" (الموعظة على الجبل للقديس أغسطينوس ترجمة القمص تادرس يعقوب ص 170). لو رآنا ربوات من الناس ونحن نقدم صدقتنا أو عطاءنا ونحن لا نقصد حب الظهور ومديح الآخرين ذلك لا يؤثر في قبول الرب لعطايانا ينصحنا الرسول بولس قائلاً "كل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس عالمين أنكم من الرب تأخذون جزاء الميراث" (كو3: 23 و24). 5- بسخاء وبقدر الطاقة: إن كنا أولاد الله فعلينا أن نتشبه بأبينا السماوي الذي قيل عنه "يعطي الجميع بسخاء ولا يعيَّر" (يع1: 5) وأوصى الرسول أهل رومية بقوله "المعطي فبسخاء" (رو12: 8). ويتحدث عن أهل مقدونية وفور فرحهم وفقرهم العميق لغنى سخائهم (2كو8: 2) أي تحوَّل فقرهم المدقع إلى سخاء شديد. ثم يشهد الرسول على ذلك بقوله "لأنهم أعطوا حسب الطاقة أنا أشهد وفوق الطاقة من تلقاء أنفسهم. ملتمسين منا بطلبة كثيرة أن نقبل النعمة وشركة الخدمة للقديسين. وليس كما - رجونا بل أعطوا أنفسهم أولاً للرب ولنا بمشيئة الله (2كو8: 3- 6). والعبارة الأخيرة هي التي تكشف سبب سخاء المقدونيين "أعطوا أنفسهم للرب" وهل يتعذر على مَن أعطى ذاته كلها لله أن يتصدق بأشياء مادية تافهة. 6- بفرح وسرور: يقول الرسول "المعطي المسرور يحبه الرب". (2كو9: 7) والسرور والبشاشة التي نقابل بها الفقير أو ندفع بها العطاء تدل على الضمير الصالح وحسن النية وسلامة الطوية وما يكنه القلب من محبة أخوية يتشجع بها المحتاج أن يأخذ دون أي شعور بالإذلال أو المهانة. 7- من ربح حلال: نصت قوانين الكنيسة ألا تُقبل تقدمات الأشرار وغير المؤمنين لأنها إهانة كبيرة لله أن نقدم له تقدمات من ربح غير مشروع أو نتيجة فعل الشر والصنائع المحرمة. ويقول القديس يوحنا فم الذهب (بشرط أن تكون التقدمات من ربح حلال وأتعاب حقيقية.. لأن التقدمات غير الطاهرة لا يقبلها الله). |
||||
22 - 04 - 2014, 04:37 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العبادة الكاملة - الأنبا متاؤس
الصلاة المقبولة | شروط الصلاة المقبولة
الآن نتكلم بنعمة الرب عن الصلاة المقبولة بوصفها أحد الأركان الثلاثة للعبادة المسيحية المقدسة الكاملة وهي الصوم والصلاة والصدقة. فلكي تكون صلواتنا مقبولة ومقتدرة ومستجابة أمام عرش النعمة، ولكي نستفيد من وعود المسيح المتسعة في قبول الصلوات المرفوعة باسمه حسب وعده "مهما سألتم باسمي فذلك أفعله" (يو14: 13) ووعده القائل "الحق الحق أقول لكم أن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم" (يو16: 23) يجب أن تتوفر في صلواتنا بعض الشروط الروحية وبعض الشروط الجسدية أيضاً. ومن الشروط الروحية الواجب توافرها ما يلي: 1- الإيمان: 2- أن نكون متسامحين ومحتملين 3- أن نكون مجتهدين ومجاهدين لحفظ وصايا الرب والعمل على مرضاته 4- أن نُقدمها باسم المسيح 5- المحبة 6- الرحمة 7- الصوم 8- أن تكون الصلاة وفق مشيئة الله 9- الثبات في المسيح 10- حمل اسم المسيح 11- حياة التقوى وخوف الله 12- اللجاجة في الصلاة 13- إكرام الوالدين 1- الإيمان: يجب أن نرفع صلواتنا إلى الله بإيمان قوي وثقة أكيدة أن الله هو ضابط الكل وأنه يسمع صلواتنا وهو قادر أن يعطينا سؤال قلوبنا إن كان موافقاً لمشيئته. إن استطاعت صلواتنا أن تصل إلى الله فهو يجيب عليها حتماً وبالتأكيد ولكن بإحدى ثلاث كلمات. (أ) نعم: إن كان الطلب مناسباً وفي صالحنا والوقت مناسب أيضاً. (ب) لا: إن كان الطلب ليس في صالحنا أو يسبب لنا ضرراً. (ج) انتظر: إن كان الوقت غير مناسب لاستجابة طلبنا. وفي الحالتين الأخيرتين قد لا تحوز هذه الإجابة رضانا حسب نظرتنا البشرية القصيرة للأمور، ولكن ليتنا نثق أن المر الذي يختاره لنا الله عندما نسلمه حياتنا هو خير من الحلو الذي نختاره لأنفسنا حسب استحساننا البشري المحدود لأن الله العارف جبلتنا يعرف ما هو لخيرنا ومصلحتنا أكثر مما نعرف نحن. يقول الرب يسوع "ليكن لكم إيمان بالله" (مر11: 12) والرسول يعلمنا قائلاً "يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن أنه موجود وأنه يجازي الذي يطلبونه" (عب11: 6). ثق بالمسيح كل الثقة تجده وفياً كل الوفاء. احذر التشكك والارتياب في مواعيد الله الصادقة والأمينة وأقواله المصفاة الممحوصة سبع مرات (مز 12: 6)، لأن الله ليس إنساناً فيكذب أو ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي (عدد 23: 19). من أجل ذلك "فلنتقدم بثقة أمام عرش النعمة لكي ننال رحمةً ونجد نعمةً عوناً في حينه (عب4: 16)". يحذرنا الرسول من الارتياب في مواعيد الله أثناء الصلاة فيقول.. ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة لأن المرتاب يشبه موجاً من البحر تخبطه الريح وتدفعه فلا يظن ذلك الإنسان أنه ينال شيئاً من عند الرب (يع1: 6، 7). 2- أن نكون متسامحين ومحتملين: المسيح في محبته يترك لنا كل تعدياتنا متى اعترفنا بها وتبنا عنها، وإزاء ذلك يوصينا الرسول قائلاً "محتملين بعضكم بعضاً ومسامحين بعضكم بعضاً. إن كان لأحد على أحد شكوى كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً". (كو3: 13). وهكذا نرفع لله قلوباً طاهرة بدون غضب ولا جدال فتلاقى صلواتنا قبولاً لدى عرش النعمة. ويحكي لنا بستان الرهبان قصة أخ ذهب إلى شيخ يشكو من أخيه ويخبر الشيخ أنه سيشكوه للحاكم، وحاول الشيخ أن يثنيه عن عزمه لكي يسامح أخاه ويغفر له ولكنه تمسك برأيه وفي نهاية الجلسة طلب من الشيخ أن يصلي من أجله، فوقف الشيخ وصلى الصلاة الربانية وعند قوله "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا" قال "ولا تغفر لنا ذنوبنا كما لا نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا" فقاطعه الأخ قائلاً "ليس النص هكذا يا أبتاه" فأجابه "ما دمت لا تريد أن تسامح أخاك فيجب أن تقول هكذا يا ابني، فتأثر الأخ وندم وسامح أخاه وعمل ميطانية للشيخ مستغفراً ومعتذراً. 3- أن نكون مجتهدين ومجاهدين لحفظ وصايا الرب والعمل على مرضاته: عندئذ "مهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه (1يو3: 22)" ويقول المرنم "لأني حفظت طرق الرب ولم اعص إلهي لأن جميع أحكامه أمامي وفرائضه لم أبعدها عن نفسي. أكون كاملاً أمامه وأتحفظ من إثمي" (مز18- 21، 23) ويطلب المرنم إلى الرب قائلاً "لتكن أقوال فمي وفكر قلبي أمامك يا رب صخرتي ووليّي" (مز19: 14). لذلك يصلي الكاهن قائلاً "أعنا يا رب على رضاك أعنا على العمل بوصاياك" يقول الرب لتلاميذه "علموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر (مت28: 20) وهكذا نعرف أنه إن حفظنا جميع ما أوصانا به الله يكون هو معنا جميع أيام حياتنا، والعكس صحيح إن لم نسمع كلامه ووصاياه هو بالتالي لا يسمع كلامنا وصلواتنا. 4- أن نُقدمها باسم المسيح: فلكي تكون صلواتنا مقبولة وعبادتنا قوية مقتدرة يجب أن نُقدمها كلها في اسم يسوع المسيح الذي قال "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يو 14: 6) وقال أيضاً "أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلُص ويدخل ويخرج ويجد مرعى" (يو10: 9). يعلمنا الرسول بولس أن نقدم صلواتنا كلها باسم المسيح لكي تلاقي قبولاً لدى الله فيقول "فلنتقدم به (المسيح) في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه" (عب13: 15) إذ لنا ثقة بالدخول إلى الأقداس بدمه (عب10: 19) لأنه يقدر أن يخلص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي كل حين ليشفع فيهم (عب7: 25). ليس لنا في ذواتنا أي دالة في الصلاة ولكننا نرجو من الله بواسطة الرب يسوع، يقول الرسول "إنكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح أجنبيين عن رعوية إسرائيل وغرباء عن عهود الموعد. لا رجاء لكم وبلا إله في العالم، ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح (أف2: 22) لقد أدركت كنيستنا هذا الأمر الهام أي تقديم كل الصلوات باسم المسيح وفي استحقاقات دمه،فأضافت إلى الصلاة الربانية عبارة "بالمسيح يسوع ربنا" لكي تكون كل الطلبات التي تتضمنها هذه الصلاة وما يُقال قبلها عادة من صلوات مُقدمة لله في اسم المسيح وفي استحقاقاته غير المتناهية. كما أنه لا تخلو صلاة أو أوشية من أواشيها من اسم الرب يسوع لضمان قبولها. يوصينا الرب قائلاً: *- مهما سألتم باسمي فذلك افعله ليتمجد الآب بالابن. (يو14: 13).
5- المحبة: المحبة لله وللناس، تعلمنا الوصية قائلة "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك وقريبك كنفسك (متى 22: 37-39)". يقول الرسول "إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن" (1 كو 1:13) أي إنّ صلواتي مهما كثرت وتعاظمت مثل صلوات الملائكة الروحانيين وكنت خالياً من المحبة والبذل، فإن الله لا يقبلها بل تكون في أذنيه كصوت طنين النحاس أو رنين الصاج بلا روح ولا معنى وبالتالي لا يعطيها الرب آذاناً صاغيةً. 6- الرحمة: يقول الحكيم "من يسد أذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضاً يصرخ ولا يستجاب" (أم 13:21) لأن الرحمة تفتخر على الحكم وليس رحمة في الدينونة لمن لم يستعمل الرحمة. يقول أحد القديسين: "إن كنت محتاجاً إلى الرحمة فسلَّف الرحمة قدامك". غير الرحومين يصرخون ولا مخلص إلى الرب فلا يستجيب لهم (مز 41:18). أما الذي يكون رحيماً ويرحم الملهوف ويغيث المستغيث "حينئذ يدعو فيجيب الرب يستغيث فيقول ها أنذا (أش 9:58). 7- الصوم: إذا شبهنا الصلاة بنسر طائر، فالصوم والرحمة هما جناحاه اللذان يطير بهما. وبدونهما يشبه نسراً مكسور الجناحين فلا يستطيع أن يطير بل يتخبط إلى أن يموت. قال المرنم عن اقتران الرحمة بالصلاة "طوبى لمن يتعطف على المسكين، في يوم الضيق ينجيه الرب. الرب يحفظه ويحييه يغتبط في الأرض ولا يسلمه إلى مرام مضايقيه" (مز 41: 2،1) وعن اقتران الصوم بالصلاة قال الرب "وأما هذا الجنس (الشيطان) لا يخرج إلا بالصلاة والصوم (مت 21:17)". الصوم يهدئ حركات الجسد، ويحد من توقد الحواس وشهوتها، ويضع حداً لثرثرة اللسان يمهد تمهيداً هاماً للصلاة الروحانية فينطلق الروح من عبودية الجسد وحواسه لتتأمل في حقائق الأبدية وحياة ما بعد الموت. 8- أن تكون الصلاة وفق مشيئة الله: يقول الرسول "إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا" (1 يو 14:5) وإن لم تكن الصلاة وفق مشيئة الله يكون مصيرها الرفض فيقول الرسول "تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون ردياً لكي تنفقوا في لذاتكم" (يع 3:4) وهذه اللذات إما أن تكون جسدية كالأكل والشرب والملبس والتنعم الجسدي، وإما أن تكون تمجيد الذات والانتفاخ على حساب عمل الله وخدمته ومواهبه وهباته. ليتنا ننكر ذواتنا ويكون الله وإرادته ومجده هو كل شيء في حياتنا، ولسان حالنا يقول مع المرنم "ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك أعطِ مجداً" (مز 1:115) ومادامت طلباتنا لمجد الله وخلاص النفوس فتكون الإجابة مضمونة. إذا كانت صلاتك وفق مشيئة الله وباسم الرب يسوع حينئذ "يستجيب لك الرب في يوم شدتك يرفعك اسم إله يعقوب يرسل لك عونا من قدسه ومن صهيون يعضدك. يعطيك الرب حسب قلبك ويتمم كل مشيئتك" (مز 2: 5،1). ونستطيع أن نتعرف على مشيئة الله من كثرة قراءتنا وتأملنا في الكتاب المقدس، كلمة الله ورسالته لخلاصنا، دستور السماء ولائحة الملكوت. لذا ينصحنا الرسول قائلا: "عيشوا فقط كما يحق لإنجيل المسيح" (في 27:1)" وهذا لا يتسنى إلا إذا درسنا الإنجيل وعرفنا وصاياه ونواهيه، ونتخذ لنا منه شاهداً على كل عمل أو تصرف من تصرفاتنا في حياتنا عامة. فالله لا ينظر إلى صلواتنا بحسب ما نبديه فيها من روح وأسلوب وقت تقديمها، فكثيرون يحسنون سيرتهم في الكنائس والهياكل، ولكن خارج الكنيسة تكون سيرتهم رديئة وأعمالهم شريرة، لكن الله ينظر إلى صلواتنا بحسب ما نبديه في حياتنا اليومية ككل. 9- الثبات في المسيح: وعدنا الرب وعداً إلهياً صادقاً أميناً "إن ثبتم فِيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم" (يو 7:15) نثبت فيه وفي محبته وفي وصاياه، فتكون لنا عليه دالة ويعطينا ما نطلب حسب غناه في المجد. 10- حمل اسم المسيح: لا نستطيع أن نصلي حقيقة باسم المسيح ما لم نحمل هذا الاسم المبارك أمام الناس، كما قال الرب عن بولس الرسول "هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم وملوك وبني إسرائيل" (1 ع 15:9) يجب أن لا ننكر المسيح لا في حياتنا الخاصة بتصرفاتنا وحياتنا الشريرة التي لا ترضى الله ولا تليق بأبناء الملكوت، لئلا يجدًّف على اسم المسيح بسببنا، ومن غير المعقول أن نصلي بذلك الاسم الذي جلبنا عليه العار والتجديف ويسمع لنا، ويجب أيضاً أن لا ننكر اسم المسيح أمام الناس أنًّه هو الله الذي ظهر في الجسد لأجل خلاص العالم. نعترف بالمسيح رباً ومسيحاً مهما جلب علينا ذلك الاعتراف الحسن من اضطهادات ومتاعب ولو إلى حد الموت كما فعل الشهداء. لقد حذرنا الرب يسوع قائلاً "كل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضاً به أمام أبي الذي في السموات ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضاً أمام أبي الذي في السموات" (مت 32:10). 11- حياة التقوى وخوف الله: الله لا يقبل صلاة إنسان مستهتر بأمر خلاصه وغير مهتم بحياته الأبدية المقبلة. الله "لا يُسَرّ بقوة الخيل ولا يرضى بساقي الرجل" (أي الرجل المتشدد والمفتخر بقوته). يسر الرب بأتقيائه بالراجين رحمته (مز 147: 11،10) الرسول يعلمنا صراحة أن الله الآب قبل صلاة الرب يسوع في بستان جثسيماني من أجل تقواه، يقول "قدم بصراخ ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من اجل تقواه (عب 7:5)" فكم بالأحري نحن العبيد الخطاة نكون محتاجين إلى حياة التقوى لئلا تُعاق صلواتنا عن الوصول إلى الله. سبقنا المرتل داود النبي إلى طلب حياة التقوى فقال متضرعاً للرب "سَمَّر خوفك في لحمي" (مز 120:119) كما قال "رأس الحكمة مخافة الرب والفهم نافع لكل من يعمل به" (مز 10:111) ينصحنا الرسول المبارك قائلاً " تمموا خلاصكم بخوف ورعدة (في 12:2)". 12- اللجاجة في الصلاة: اللجاجة شرط مهم من شروط الصلاة المستجابة فالصلاة في أسمَى معانيها هي صراع مع الله. الله قد لا يعطينا من أول مرة نسأله فيها، حتى يختبر أمانتنا فيه ولجاجتنا في الصلاة والطلبة وكثرة التردد والمثول في حضرته المباركة هو كأب حنون يكون قد أحضر طلب ابنه ولكنه لا يعطيه له من أول مرة يسأله فيها حتى يختبر محبته فيه ويظهر احتياجه للشيء بكلمات طفولية صادقة ومناجاة لطيفة تُسِرّ قلب أبيه وتفرحه، يرتمي في حضن أبيه طالباً سرعة قضاء طلبه حينئذ يعطيه له فَرٍحاً. الرب أمرنا باللجاجة في الصلاة بمثلين ضربهما، هما مثل الأرملة وقاضي الظلم، ثم مثل صديق نصف الليل. يقول الرب معلقاً على المثل الثاني "أقول وإن كان لا يقوم ويعطيه لكونه صديقاً فأنه من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج" (لو 8:11) ثم يحثنا الرب على اقتفاء أثر ذلك الصديق في لجاجته عندما نطلب من الرب طلباً "وانا أقول لكم اسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يُفتحَ لكم" (لو 9:11). وهنا نلاحظ مبدأ التدرج في الطلب، أولاً نسأل الرب بدالة البنين، فإذا لم يعطنا فلنشدد الطلب ونواظب عليه بدالة وحب وبدون تذمر. وإن لم يفلح الطلب فنقرع على باب مراحمه قرعاً شديداً وذلك بصلاة قوية من عمق القلب ودموع وتنهد إن أمكن ثم بتواتر الصلوات وعدم الكف عن الطلب. نفعل ذلك وكلنا أمل في وعد الرب الصادق القائل.. لأنّ كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يُفتَح له (لو 10:11) لأن الآب من السماء يعطى (حتى) الروح القدس (وهو أثمن وأغلى عطية) للذين يسألونه (لو 13:11).
ولكي نتعلم نحن أيضاً درساً مفيداً أن نصلي بلا ملل ولا ضجر ولا نيأس من نوال طلبنا وسيعطينا الشيء المناسب في الوقت المناسب لأنه يعرف خيرنا ويهتم بمصلحتنا أكثر مما نهتم نحن. المهم أن نداوم الطلب بأيمان ورجاء وتضرع ولجاجة مع قلب نقي وثقة طفولية "فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونا في حينه" (عب 16:4). 13- إكرام الوالدين: فالذي يغضب والديه ينال سخطهما فلا يستجيب له الرب في صلاته أما الذي يكرم والديه وينال رضاهما، فيقبل الرب صلواته. يقول الحكيم "من أكرم أباه فإنه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم" (سي 4:3) يقول أيضاً "من أكرم أباه سر بأولاده وفي يوم صلاته يستجاب له (سي 6:3)". كذلك المتزوج الذي يحتقر زوجته أو يتعبها، تفقد الحياة العائلية بهجتها وجمالها وبالتالي تفقد الصلاة لذتها وروحانيتها. وينصح الرسول بطرس قائلاً "أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف معطين إياهن كرامةً كالوراثات أيضاً معكم نعمة الحياة. لكي لا تُعاق صلواتكم (1 بط 7:3)" وفي مقابل ذلك ينصح السيدات أن يطِعن رجالهن ونخضعن لهم "كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعيةً إياه سيدها (1 بط 6:3)". |
||||
22 - 04 - 2014, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العبادة الكاملة - الأنبا متاؤس
شروط جسدية تساعد على ضبط الفكر أثناء الصلاة ومن الشروط الجسدية التي تساعدنا على ضبط الفكر في الصلاة والتركيز أثناء الوقوف أمام الله والتي تجعلنا نصلي صلاة قوية مملوءة بالبركة والتعزية الإلهية ما يلي: 1- تهيئة الجو الصالح للصلاة:خصص غرفة للصلاة. ضع أيقونة الصلب على الحائط الشرقي لمخدعك، تنظر إليها بين الحين والآخر أثناء صلاتك لتتأمل مرة في المسامير ومرة في الدم النازف من الجراحات الملتهبة ومرة في تعليقه على الصليب عرياناً من أجل أن يكسوك بثوب النعمة.. وهكذا. فهذا العمل كفيل بجمع العقل والتهاب القلب بالحب الإلهي المعلن على الصليب. ضع على يمين الأيقونة السابقة أيقونة للسيدة العذراء القديسة مريم، تنظر إليها عندما تخاطب السيدة العذراء بالقطع الخاصة بها في الأدبية وعندما تطلب شفاعتها المقبولة في صلاتك الارتجالية. 2- التمهيد للصلاة: فترة التمهيد للصلاة نافعة لجعل الصلاة مركزة والعقل مجموع واع لكلمات الصلاة. فيحتاج المصلي عادة إلى فترة إعداد قبل بدء الصلاة يعد فيها ذاته لجو الصلاة لأن جو الصلاة جو روحاني وعالم آخر يختلف تماماً عن جونا العالمي وعالمنا المادي. "وفترة الإعداد لازمة سواء في الصباح حيث تكون الروح ما زالت ثقيلة من أثر النوم وبسبب التفكير في اهتمامات اليوم الجديد، أو نهاية اليوم بسبب مشغوليات اليوم نفسه". يقول مار اسحق "قبل أن ترغب إليه (إلى الله) مصلياً استعد بما يجب". اهدأ مع نفسك ولو قليلاً قبل بدء الصلاة حتى تُهيّء ذاتك لجو الصلاة وتحرك عواطفك ومشاعرك نحوها. لا يليق أن تنتقل من الأشياء التي كنت منهمكاً فيها إلى الصلاة مباشرة لأنك إن فعلت ذلك فلن تتلذذ بالصلاة، وسوف يكون فكرك مشتتاً. قال القديس يوحنا كاسيان نقلاً عن الأب إسحق "مهما تكن الأشياء التي كان عقلنا يفكر فيها قبيل ساعة الصلاة ستعاودنا بالضرورة أثناء الصلاة عن طريق دوام نشاط الذاكرة، لذا فإن الحال التي نود أن نكون عليها أثناء الصلاة علينا أن نعد أنفسنا لها قبل وقت الصلاة، فالعقل في حال الصلاة يتشكل بحاله السابقة". فترة الإعداد هذه حاول أن ترفع فيها حرارتك الروحية وأشواقك القلبية إلى الله وذلك إما بقراءة فصل أو حتى عدة آيات من الكتاب المقدس للتعزية والتأمل الشخصي لا للدراسة والتفسير أو بقراءة جزء من كتاب روحي عن الصلاة، وإما بترتيل لحن أو ترتيلة خصوصاً الألحان والتراتيل التي تميل إلى ناحية الحزن والتوبة، وإما برفع العقل في تأمل خاص كمحبة الله وعنايته بك أنت خاصة ثم محبته لجنس البشر عامة أو التأمل في خطاياك وتعدياتك وكم أهنت الله ومازلت. ثم ضع في نفسك انك ستقف في حضرة الله وأنَّ الله يراك ويسمعك، قال الآب نستاريون "احرص كل يوم على أن تقف أمام الله بلا خطية. هكذا صلَّ إليه كأنك مشاهد له، لأنه بالحقيقة حاضر". 3- يجب ملاحظة أن يكون الجسد في كامل قوته ونشاطه لئلا يخوننا عند الوقوف في الصلاة وتعيينا الحيلة في ترويضه وغصبه على الوقوف بانتباه في الصلاة. إذا وقفت للصلاة قف منتصباً بانتباه مثلما يفعل الجندي حينما يتكلم مع قائده، يقول يوحنا الدرجي عن أحد الآباء أنَّه كان عنده عادة أن يستجمع أفكاره عند بدء الصلاة منادياً هيا بنا لنعبر، هلمي إلينا لنسجد أمام المسيح إلهنا. حتى الآن تعلمنا الكنيسة ذلك التدريب ذاته ففي بدء صلاة باكر يستدعي المصلي أفكاره وحواسه ويستنهضها قائلاً: هلم نسجد هلم نسأل المسيح إلهنا، هلم نسجد هلم نطلب من المسيح ملكنا، هلم نسجد هلم نتضرع إلى المسيح مخلصنا.. إلخ". لا تستند على الحائط خلفا أو بجانبك أثناء وقوفك للصلاة لأنه هذا كفيل أن يجعل الجسم يسترخى قليلا والعقل يطيش عن معاني الصلاة. 4 - أرفع يديك على قدر استطاعتك أثناء الصلاة خصوصًا عند الآيات التي تذكر رفع اليدين أو العينين مثل باسمك أرفع يدي فتمتلئ نفسي كما من شحم ودسم"مز 24:63 في صلاة باكر"أرفعوا أيديكم في الليالي إلى القدس وباركوا الرب"مز 2:134 في صلاه النوم" "لتستقيم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يدي كذبيحة مسائية "مز 2:140" في صلاه النوم "أرفع يدي إلى وصاياك التي أحببتها جدا وأناجى بفرائضك (مز 48:119 صلاة نصف الليل) وهكذا لأن رفع اليدين أثناء الصلاة كفيل بجمع العقل". ذكر عن موسى النبي حينما كان يصلى على الجبل رافعا كلتا يديه "وكان إذا رفع موسى يده أن الشعب يغلب وإذا خفض يده أن عماليق يغلب، فلما صارتا يدا موسى ثقيلتين أخذا هاون وحور حجرًا ووضعاه تحته فجلس عليه ودعم هاون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك فكانت يداه ثابتتين (في حالة ارتفاع) إلى غروب الشمس فهزم يشوع عماليق وقومه بحد السيف" (خر 17:11-13). 5 - يستحسن أن يكون في يدك اليمنى أثناء الصلاة صليب تقبله بحرارة كلما جاء في المزمور ذكر الشكر لله على بركاته علينا، هذا العمل كفيل بجمع العقل وتركيزه في الصلاة. 6 - أقرع صدرك بانسحاق عند ذكر الخطيئة وتقديم التوبة وطلب الرحمة بمثل عبارات: ارحمني يا الله فإني أخطأت إليك وارحمني يا الله ثم ارحمني أو خطيئتي أمامي في كل حين..إلخ. فقرع الصدر يساعد على انسحاق القلب وجمع العقل. 7 - كرر بعض العبارات التي تستريح لها نفسك وتناسب حالتك أثناء الصلاة،وبينما أنت تصلى المزمور أو القطعة إلى وصلت إلى عبارة قوية ومناسبة لحالتك وقتئذ كررها عدة مرات وتفاعل معها ثم أعد المزمور أو القطعة التي تصليها فهذا كفيل برفع العقل وتوليد الحرارة والشوق في القلب. 8 - ردد الاسم الحلو الذي لربنا يسوع المسيح أثناء صلاة المزامير فكلما قابلتك في المزمور كلمه "يا رب" أو"الرب" انطق بعدها عبارة "يسوع المسيح" وحاول أن ترفع قلبك إليه فلهذا كفيل بضبط الفكر وعدم الطياشة في الصلاة. 9 - السجود والقيام كثيرا في الصلاة يجمع العقل ويحفظه من السرحان فياليتك كلما يأتي ذكر اسم المسيح أو ذكر التمجيد لله، "الذكصا" أو ذكر السجود له، أو التقديس لأسمه المبارك العظيم ترشم ذاتك بعلامة الصليب وتسجد إلى الأرض ثم تقوم وتكمل صلاتك، أو على الأقل تنحني انحناءة كبيرة مع رشم ذاتك بعلامة الصليب فمثل هذه الأمور هامة جدا لجمع العقل. 10- وإذا تعبت من الوقوف وأردت أن تكمل صلاتك راكعًا، إياك أن تسند رأسك أو يديك على الحائط أو مقعد أو أي شيء يكون بأمامك أو بجانبك، فهذا كفيل بأن يجعل الجسد يسترخى ويطيش عن الصلاة. 11- إذا سجدت على الأرض أثناء الصلاة لا تطيل السجود كثيرا لئلا تسترخي وتأخذك ولو سنه من النوم أو الراحة فتطيش عن الصلاة، بل بعد سجودك قم بسرعة وانتصب للصلاة في حرارة وشوق، واعلم أنك تسجد بقصد العبادة لا بقصد الراحة والاسترخاء. 12- اقرأ بعض التفاسير والتأملات الخاصة بالمزامير والأناجيل التي تصليها حتى تفهم الآيات الغامضة والمواقف الخاصة التي قيل فيها كل مزمور أو إنجيل، فإن هذا يساعدك على الصلاة بالمزامير ويحبب تلاوتها إلى نفسك، ويا حبذا لو أمكنك أن تكتب بعض التأملات أو معاني بعض الكلمات في هوامش الأجبية الخاصة بك حتى تساعدك على الفهم وتفتح أمامك باب التأمل على مصراعيه عند تلاوة المزمور أو الإنجيل. 13- لا تسرع كثيرًا في تلاوة المزامير فالسرعة تجعلك تتلعثم في نطق بعض الكلمات والآيات فتفقد الصلاة لذتها وروحانيتها، فتصبح الصلاة في مقام القانون الجاف المفروض فرضا على النفس أو تجعلها مثل التعويذة التي ينطق بها الحاوي أو الساحر دون أن يفهم معانيها أو يتأمل في كلماتها وحاشا للصلاة أن تكون شيئا من هذا أو ذاك. 14 - لا تطيل الصلاة أكثر من اللازم، ينصح الآباء أن تكثر عدد مرات الصلاة وتقلل من مدتها لأن هذا أحسن من أن تصلى مرات قليلة وتطيل في كل مرة مما يؤدى إلى إرهاق الجسم والعقل وبالتالي إلى الطياشة والسرحان. هذه النصيحة تشابه تماما نصيحة الأطباء بأن يأكل الإنسان عدة مرات في اليوم على أن يأكل في كل مرة وجبة خفيفة حتى تستطيع المعدة هضمها بدلًا من أن يأكل مرة واحدة في اليوم مثلا ويأكل وجبة ثقيلة جدا ترهق المعدة وتربكها. ونصيحة الآباء أن تصلى عدة مرات في اليوم وفي كل مره لا تطيل في الصلاة كثيرًا، أتت من معرفتهم بطبيعة الإنسان، فيعرفون أن أي إنسان لا يستطيع أن يركز في عمل واحد مدة طويلة، وإن أطال في هذا العمل أو هذه الممارسة خصوصًا إذا كانت ذهنية مثل الصلاة - متجاهلا طبيعته ومقدرته "يتأكسد" العقل ويتشتت التفكير ولا يعود إلى تركيزه مهما حاولنا ذلك إلا بعد فترة راحة أو تغيير الممارسة، كذلك إذا تعب الجسم من طول الوقوف يبدأ يتململ ويتضجر ويحاول أن يستند على الحائط مما يفقد الصلاة حرارتها وروحانيتها. الصلوات القصيرة المتكررة تحفظنا من الطياشة وتجعلنا في حالة التصاق دائم بالله وهذيه مستمر في كلامه ووصاياه. ويتوقف غالبا طول الصلاة أو قصرها على القامة الروحية فيمكن للإنسان أن يتدرج في طول مدة الصلاة والوجود في حضرة الله ورويداً رويداً بحسب قامته الروحية عامة واهتمامه بالصلاة خاصة. 15- عند صلاة كيريى ليصون 41 مرة في نهاية الصلاة لكل ساعة من سواعي الأجبية حاول أن تتذكر الجلدات التسعة والثلاثين التي ألهبت ظهر المسيح من أجلك وتتذكر إكليل الشوك الذي وضعوه على رأسه باستهزاء ثم الطعنة النجلاء في جنبه الإلهي، هذه الآلام التي ترمز إليها صلاة كيريى ليصون 41 مرة، كرر صلاة كيريى ليصون ولسان حالك يقول يا من جلدت من أجلى ارحمني ومرة يا من كللت بالشوك من أجلى ارحمني ومرة يا من طعنت بالحربة من أجلى إرحمنى، وهكذا تحاول بتوبتك وطلبك الرحمة بلجاجة أن تخفف آلام المسيح المبرحة التي عاناها من أجل خلاصك. 16- اذكر دائمًا أن الصلاة القوية التي تؤدى بلجاجة وبأفكار مجموعة مشاعر وحواس مرتفعه وملتهبة تنال عطف السماء ورضا الله ويأخذ صاحبها قوة ومعونة ومؤازرة إلهية تستند في جهاده، فدانيال النبي حينما كان يصلى بلجاجة أرسل له الله رئيس الملائكة ميخائيل ليعينه ضد الشيطان الذي وقف مقابله يحاربه، ولكن يخبره باستجابة طلبة وقبول صلاته" (د1:1)" والرب يسوع المسيح حينما كان يصلى بلجاجة وعرقه يتساقط مثل قطرات دم سمع الآب صلاته وظهر له ملاك يقويه" (لو22: 43، 44)". 17- لا تنسى الصلاة الارتجالية في نهاية الصلاة بالمزامير بكلماتك الخاصة وأشواقك وشكرك وتسبحيك وتعرض أما الله متاعبك وآلامك وتبثه شكواك. 18- بعد انتهاء الصلاة إن كان لديك وقت واستطعت أن تجلس قليلًا صامتًا: لكي تستريح من عناء الجهاد في الصلاة ولكي تتشبع في حياتنا شبه طبقة جديدة من مسحة السلام والروحانية وإن كنا لا نعى ذلك في أغلب الأحيان. |
||||
22 - 04 - 2014, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العبادة الكاملة - الأنبا متاؤس
الصوم المقبول ومعناه الصوم المقبول الصوم هو الركن الثالث من أركان العبادة المسيحية المقبولة ونحاول الآن أن نتعرف على بعض نواحي ومعاني الصوم. معنى الصوم:للصوم معنيان: معنى نسكي ومعنى روحي:- 1 - المعنى النسكي:الصوم هو الانقطاع عن الطعام فترة معينة من النهار ثم تناول أطعمة صيامية خالية من الدسم. وهذا هو المعنى المعروف والمشهور بين المؤمنين، لأن فترة الانقطاع في الصوم هي العمود الفقري للصوم ويمكن تحديد هذه الفترة بالاتفاق مع أب الاعتراف الذي يحدد لكل واحد فترة انقطاع مناسبة لسنة ولعمله ولظروفه ولحالته الصحية وقامته الروحية: الخ. 2 - المعنى الروحيالصوم هو الفرصة الذهبية لانتعاش النفس وانطلاق الروح من رباطات وسلطان الجسد، لكي تتحد بالله وتتلامس معه لأن الله روح ولا يستطيع شيء أن يتلامس معه إلا الروح والعلاقة الروحية بين الإنسان والله. إذا شبهناها بأسلاك التليفون فيكون عمل الصوم في هذه العلاقة هو جلي الأسلاك حتى تصبح جيدة التوصيل للصوت. |
||||
22 - 04 - 2014, 04:44 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العبادة الكاملة - الأنبا متاؤس
شروط الصوم المقبول لكي نصوم صومًا مقبولا أمام الرب ولا نضيع تعبنا سدى يجب أن تتوافر في أصوامنا بعض الشروط الضرورية والهامة مثل: 1- ينبغي أن يصحب الصوم صلاة 2- ينبغي أن تصحبه صدقة 3- أن يكون مصحوباً بالمحبة 4- ينبغي أن يكون مصحوباً بالاتضاع 5- ينبغي أن يكون مصحوباً بالنقاء لنصيحة الرب معنى آخر روحي أعمق وأعظم 1- ينبغي أن يصحب الصوم صلاة: الصلاة المصحوبة بالصوم لها قوة فعالة وجبارة، فهي تعلو وترتفع حتى تدخل إلى داخل الحجاب أمام عرش النعمة ولا تخرج من هناك حتى تأخذ طلبتها. كما أنها تذل فخر الشياطين وتكسر قوتهم وتهدم جبروتهم، فقد قال الرب يسوع المسيح عن أقوى وأمرد نوع من الشياطين" إن هذه الجنس لا يخرج بشيء إلا بالصوم والصلاة" (مت 17: 21). الصلاة المدعمة بالصوم تقدر بنعمة الله على حل أكبر المشاكل وأعقد الأزمات سواء على المستوى الفردي أو الجماعي لأن الله محب البر لا يستطيع أن يتغاضى عن صلاة اللجاجة المصحوبة بالصوم والتذلل والانسحاق والتسليم. لما عرف النبي قوة الصلاة المصحوبة بالصوم نصحنا قائلاً "قدسوا صوماً نادوا باعتكاف. اجمعوا الشيوخ إلى بيت الرب واصرخوا للرب" (يوئيل1: 14) وذلك لأن الاعتكاف هو الجو المناسب للصلاة والتعبد خصوصاً إذا كان مصحوباً بالصوم والنسك والتذلل. وقد كرر النبي نداءه مرة أخرى قائلاً "قدسوا صوماً نادوا باعتكاف.. ليبك الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح ويقولوا أشفق يا رب على شعبك ولا تسلم ميراثك للعار" (يوئيل2: 15- 17). الصوم والصلاة صنوان لا يفترقان وكل منهما لازم للآخر ونحن نرى عملياً أن في أيام الصوم تمتلئ الكنائس بالعابدين أثناء القداس وتمتلئ بالمستمعين أثناء النهضات والعظات وأحس بنشاط روحي ملحوظ ومبارك. 2- ينبغي أن تصحبه صدقة: أيام الصوم حيث السمو الروحي والشفافية الروحية يستطيع الإنسان أن يعطي للمحتاجين بسخاء وسهولة وبسرور وفرح متذكراً كلمات الرب يسوع "الغبطة في العطاء أكثر من الأخذ" (أع20: 35) ونصيحة الرسول القائلة "المعطي المسرور يحبه الله" (2كو9: 7) إذا شبهنا الصلاة الروحانية بطائر يعلو ويحلق تكون الصدقة والصوم هما الجناحان اللذان يحلق بهما هذا الطائر، فإذا عدم الطائر هذين الجناحين أو فقد أحدهما عجز عن الطيران وهكذا المصلي إذا فقد أو تهاون في الصوم والصدقة أو في أحدهما ضعفت صلاته. ويقول الحكيم "من يسد أذنيه عن صراخ المسكين أيضاً يصرخ ولا يُستجاب له" (أم 21: 13). ويعلمنا الرب على فم إشعياء النبي الإنجيلي عن الصوم المقبول المصحوب بالصدقة قائلاً "أليس هذا صوماً أختاره.. أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عرياناً أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك" (إش58: 7) وتكون النتيجة "حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك. وتنبت صحتك سريعاً ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك. حينئذ تدعو فيجيب الرب وتستغيث فيقول ها أنذا" (إش58: 8-9). 3- أن يكون مصحوباً بالمحبة: من شروط الصوم المقبول أن يكون مصحوباً بمحبة الآخرين ومصالحتهم فيقول الرسول "إن سلمت جسدي حتى احترق (بالصوم والنسك والتقشف) وليست لي محبة فلا أنتفع شيئاً (1كو13: 2). وليس من المعقول أن يصوم الإنسان عن اللحم المستوى والناضج ويأكل لحم أخيه نيئاً ويحذرنا الرسول من ذلك بقوله "إن كنتم تنهشون وتأكلون بعضكم بعضاً فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضاً" (غل5: 15) ويعلمنا الرب عن أهمية الصوم بالمحبة وأنه هو الصوم الذي يختاره بقوله"أليس هذا صوماً اختاره حل قيود الشر فك عقد النير. إطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كل نير" (إش58: 6) ويحذرنا من الصوم المصحوب بالخصومة والكراهية لأن الرب يقبل الصوم المصحوب بالمحبة والسلام ونقاوة القلب 4- ينبغي أن يكون مصحوباً بالاتضاع: فليس المقصود بالصوم أن نشعر بالجوع ونذلل أجسادنا فقط بل يصحب الصوم تذلل لنفوسنا أمام الرب حتى يتحنن الرب ويغفر لنا خطايانا ويرفع غضبه عنا كما حدث مع أهل نينوى الذين صاموا ولبسوا المسوح وتذللوا أمام الرب فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طرقهم الرديئة غفر لهم خطاياهم ورفع غضبه عنهم،وقد مارس داوود الصوم المصحوب بالتذلل والاتضاع فيقول: "أذللت بالصوم نفسي" (مز35: 13) كما يقول أيضاً "أبكيت بالصوم نفسي" (مز69: 10). وحينما هدد الله آخاب الملك صرخ إلى الرب وتذلل وجعل مسحاً على جسده وصام واضطجع بالمسح ومشى بسكوت فكان كلام الله إلى إيليا التشبي قائلاً "هل رأيت كيف أتضع آخاب أمامي، فمن أجل أنه قد أتضع أمامي، لا أجلب الشر في أيامه.." (1مل 21: 27- 29). 5- ينبغي أن يكون مصحوباً بالنقاء: الذي يفتخر بصومه أو يحاول أن يظهره أمام الناس رغبة في المديح أو الثناء يكون مضروباً بداء الكبرياء والمجد الباطل والرياء، وبمديح الناس يكون قد استوفى أجره عن تعبه في الصوم، ويا له من أجر تافه حقير لا قيمة له ولا وزن. ويحذرنا ربنا يسوع المسيح من هذا الداء الخطير فيقول "متى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم" (مت6: 16). ثم ينصحنا نصيحة أبوية غاية في الأهمية حتى لا يضيع أجرنا الإلهي عن الصوم نتيجة سوء تصرفنا والمباهاة بصومنا فيقول "وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء، وأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية" (مت6: 17، 18). ومعنى نصيحة الرب في مظهرها أن يسلك الإنسان سلوكاً عادياً أثناء الصوم حتى لا يظهر صيامه عن قصد فيضيع أجره السمائي العظيم. ولنصيحة الرب معنى آخر روحي أعمق وأعظم: *- فغسيل الوجه يعني تنظيفه من الغبار والأوساخ التي تلحق به ويوجد بالوجه معظم الحواس الظاهرة للإنسان، فيجب تنقية وتنظيف هذه الحواس من كل شر وشبه شر حتى يكون الصوم كاملاً وطاهراً ومقبولاً. 1- فيوجد في الوجه حاسة النظر أي العين، فيجب علينا تصويم العين أو تنظيفها من كل نظره شريرة شهوانية حتى تكون قلوبنا نقية وأجسادنا طاهرة وأفكارنا مقدسة. 2- يوجد في الوجه حاسة السمع وهي الأذن، فيجب علينا تصويمها عن سماع الوشاية والنميمة والفتنة والإغراء على عمل الشر وسماع الأغاني الشيطانية المهيجة للشهوة، وما شاكل ذلك، ونستعملها في وظيفتها الأساسية في الاستماع إلى أقوال الله والتلذذ بالتراتيل الروحية، والتفاهم مع الناس في حياتنا العلمية والعملية. 3- يوجد في الوجه الأنف الذي هو حاسة الشم ويجب علينا تنظيفه وتصويمه عن اشتمام روائح الأطعمة اللذيذة التي تُهيج فينا شهوة الطعام كما نمنعه عن اشتمام روائح العطور التي تهيج فينا الشهوة الجنسية وغير ذلك. 4- يوجد في الوجه الفم وبداخله اللسان الذي هو حاسة التذوق وهو أيضاً العضو المخصص للكلام، وهذا يجب تنظيفه وتصويمه عن أكل الأطعمة الممنوعة في الأصوام حسب قوانين الكنيسة، والأهم من ذلك أن نمنعه عن الشتيمة والحلفان والكذب والهزل والوشاية والإدانة وكلمات اللهو والتهور وغير ذلك ولنستعمله في وظيفته الطبيعية التي هي التسبيح والصلاة لله والتكلم بالصدق والوقار مع الجميع عالمين أن كل كلمة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين. 5- عند غسل الوجه بالضرورة يجب غسل اليدين أولاً ثم نغسل بهما الوجه، واليدان هم وسيلة أو حاسة اللمس فيجب علينا حفظ هذه الحاسة الهامة من لمس أجساد الغير بقصد نجس لأن ذلك زنا فكري إلى ارتكاب الزنا الفعلي كما يجب أن نمتنع عن السرقة والغش والضرب والقتل ومن العمل في الصناعات المحرمة وبذلك نحفظ حواسنا صائمة طاهرة حتى يكون صومنا مقبولاً. |
||||
22 - 04 - 2014, 04:46 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب العبادة الكاملة - الأنبا متاؤس
تطهير الحواس الباطنية أثناء الصوم أما قول الرب "ادهن رأسك" فيعني نظافة الرأس ونقاوتها والرأس يوجد بها العقل والفكر، وبالعقل توجد الحواس الباطنية في الإنسان وهذه يجب تطهيرها وتصويمها أيضاً وهي: 1- الحاسة الفكرية 2- الحاسة التذكرية 3- الحاسة التمييزية 4- الحاسة التخيلية 5- الحاسة الوهمية أخي الحبيب 1- الحاسة الفكرية: يجب حفظ الفكر من الحقد والحسد وإلحاق الأذى بالآخرين كما يجب عدم التفكير في المجال الجسدي الذي يؤدي إلى الزنا والفجر بل علينا أن نفكر في مراحم الله علينا وفي مجد السماويات والحياة الأبدية كما نفكر في إصلاح أحوالنا وأعمالنا والضرورات الموضوعة علينا. 2- الحاسة التذكرية: يجب أن نتسامى بهذه الحاسة عن تذكر إساءات الغير ضدنا حتى لا نحقد عليهم ونسعى للانتقام منهم بل نتذكر خطايانا حتى نتوب عنها ليغفرها لنا الله، ومدة الصوم هي أنسب فترة لتذكر الخطايا وتقديم توبة عنها لنوال الصفح والغفران. 3- الحاسة التمييزية: فيجب استخدام هذه الحاسة في وضعها السليم فنميز بها النافع من الضار، والحق على الباطل والخير على الشر والطهارة على النجاسة، والكنيسة على السينما.. وهكذا والتمييز هو سيد الفضائل وربانها ويقول عنه الآباء أنه عين النفس وسراجها. 4- الحاسة التخيلية: لا يجب أن نترك لخيالنا الحبل على الغارب فنتخيل المواقف المثيرة للغريزة الجنسية أو لغريزة الغضب والانتقام،بل يجب علينا أن نستخدم هذه الحاسة في تخيل نعم الملكوت والحياة الأبدية وجمال أورشليم السمائية حيث مسكن الله مع الناس فنشتاق إليها، كما نتخيل نار جهنم والدود الذي لا يموت والصراخ والعويل المرعب المنبعث من المعذبين فاقدي الرجاء في الخلاص فنبغض أعمال جهنم ونطلب من الله أن ينقذنا ويرحمنا منها. 5- الحاسة الوهمية: فيجب ألا نتوهم بعدم وجود الله ونشبه الجهال حسب قول الكتاب "قال الجاهل في قلبه ليس إله" (مز14: 1) ونتوهم أنه لا يوجد دينونة أو عقاب بعد أن أوضحها لنا الكتاب المقدس في أماكن كثيرة منه لأن مثل هذه الأوهام تجعلنا نستهتر في حياتنا ونهلك هلاكاً أبدياً. أخي الحبيب: أرجوك ألا تفهم الصوم على أنه الامتناع عن بعض الأطعمة الفطاري وكفى بل ينبغي أن تتعرف على معانيه الروحية وشروطه الروحية العميقة وتحاول تنفيذها بقدر إمكانياتك حتى تصوم صوماً للرب ويشتم الرب من ذبيحة صومك رائحة الرضا والسرور. ولعظمته الشكر الدائم إلى الأبد.. آمين. |
||||
|