منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2012, 09:05 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

للرب خطط كثيرة ومثيرة لحياتك.. ولكن السؤال يبقى: ماذا تحاول أن تُحقّق في حياتك؟
هل تحاول تحقيق خطط الرب.. أم أنك منشغل بتحقيق خططك الشخصية؟
والسؤال الثاني: إن كنت مهتمًا بتحقيق خطط الرب، فهل تحاول تحقيقها بأساليبك الخاصة؟ أم أنك متكل على الرب وواثق فيه؟
إنّ دعوة الرب لحياتك مهمة ومثيرة، وهو سيدعوك لأمور لا تخطر في بالك، ولا تتناسب مع فكرك ومنطقك البشريين المحدودين.
سيدعوك الرب للقيام بأمور لا تتناسب مع شخصيتك ربما، ولا مع معرفتك، ولا مع خبرتك، ولا مع مواهبك الطبيعية حتى !!!
نعم.. لقد أعطانا الرب مواهب طبيعية وسيستخدمها لمجده، ولكن في بعض الأحيان قد يدعونا الرب لأمور تتعدّى قوتنا وقدرتنا.
لماذا؟
ببساطة.. لكي يتمجّد هوَ، ولكي يعلّمك أنك مجرد إناء، وليُسقط منك كل اتكال على ذراعك البشرية، ولكي يصبح لديك ثقة واتكال تامّين على الرب.
لا يمكن للرب أن يستخدمك ما لم تستسلم له بالكامل، وتُزيل نظرك عن نفسك وعن مواهبك الطبيعية وعن مصادر أمانك الخاصة، وتوقف كل تفكير أو تحليل منطقي وبشري.

هذا هو دور البرية التي سيقودك إليها الرب قبل الاستخدام !!!
كان يسوع صائمًا في البرية.
وما معنى الصوم؟ هو بالمختصر إضعاف الجسد، أي التخلّي عن كل قوة أو حكمة بشرية، أو بعبارة أوضح القول للرب: لسنا نعلم ماذا نفعل.. لكن نحوك أعيننا.. والانتقال للتركيز على ما هو من الروح.
الصوم هو بمثابة القول لله: أنا أنقص.. وأنت تُزيد حكمتي وفهمي وقوتي..
أساليبي وخططي البشرية تتلاشى، وعليك أركّز عيناي لأرى بوضوح ما أنت مزمع أن تعمل لأجلي ومن خلالي.
وفي البرية سيُعدّك الرب ويدرّبك، وفي النهاية ستأتي التجربة أو الإختبار أو الإمتحان.. لكي يتأكد الرب، ولكي يُريك مدى جهوزيتك للإنطلاق نحو الهدف.
إنّه وقت ثمين ومهم للغاية، وسيطول ما لم تتجاوب مع تعاملات الرب.
مخطئ من يظن أنَّ وقت الإعداد في البرية التي سيقودك الرب إليها، هو تضييع للوقت.
فلو حاولت الهرب والخروج من البرية قبل توقيت الله ستخطئ، كما حصل مع موسى، ولربما ستطيل الوقت عوضًا عن تقصيره.
إنَّ توقيت الرب للأمور هام جدًّا جدًّا.
لقد مسحَ صموئيل داود ملكًا على شعب الله، ولكنَّ شاول كان الملك حينها وكان لداود فرص كثيرة للتخلُّص منه والتسلُّط على المملكة التي مسحهُ الرب ملكًا عليها. لكن داود كان يعلم جيّدًا أهمية توقيت الله.
في المزمور 27 يقول داود: " انتظر الرب، ليتشجّع و ليتشدّد قلبك، وانتظر الرب ".
ما معنى أن ننتظر الرب؟ بالطبع ليس الإنتظار بسلبية، بل انتظار الرب بشوق وترقُّب وإيمان.
ونرى أيضًا في قصة داود تلك، أنَّهُ كان مُجرّبًا وكان مُحاطًا بأشخاص كانوا يشجعونه على التخلُّص من شاول، لكنه كان يقول: لا يمكن أن أمسّ مسيح الرب. كان داود مُدركًا لمشيئة الرب وخاضعًا لها رغم كل الظروف والاغراءات المحيطة به.
إنَّ التجربة جزء مهم جدًّا من البرية، حيث يختبر الرب جهوزيتك للعمل وتخلّيك عن كل أمور العالم واتكالك عليه وثقتك الكاملة فيه وبوعوده وكلامه.
إنَّ الثقة بالله هوَ أمر مهم جدًّا ومرتبط بالتخلِّي عن كل حكمة وخطط بشرية.
عندما جاء الرب إلى تلاميذه ماشيًا على المياه، كان بطرس الوحيد الذي تجرّأ أن يخرج من القارب ويأتي إلى الرب ماشيًا على الأمواج، لأنه كان الأكثر ثقة بالرب، لكنَّ ثقته لم تكن كاملة بالرب، لأنه عاد ونظر إلى الواقع بحسب المنطق، فبدأ بالغرق.
معادلة بسيطة، ولكنها بالغة الأهمية: إنَّ استخدام الرب لك يتوقّف على مدى ثقتك به واتكالك عليه، وبمدى تخليك عن ذراعك وحكمتك ومنطقك البشريين بالكامل.
كيف أحصل على هذه الثقة؟
ببساطة من خلال علاقتك اليومية مع الرب ومن خلال قراءتك للكلمة.
ولا تكن مثل التلاميذ متفاجئًا كما كانوا عندما أسكت الرب العاصفة، ولكن ينبغي أن تُدرك من هو إلهك، ومن أنت في المسيح.
من جديد.. كيف أحصل على هذه الثقة؟
على الأرجح.. لا بل بكل تأكيد من خلال إجتيازك بالبرية التي يقودك إليها الروح القدس بنجاح.. من خلال مرورك ببستان جستماني بنجاح.. من خلال إجتيازك باختبار: لتكن مشيئتك يا رب وليس مشيئتي !!!
لقد أدرك داود منذ صغره من هو إلهه، ومن هو بإلهه عندما خرج ليواجه جليات عندما قال لهُ: " ... أنتَ تأتي إليَّ بسيف وبرمح وبترس. وأنا آتي إليك باسم رب الجنود... " (صموئيل الأول 17 : 45).

رفض ارتداء لباس الملك شاول، ورفض استخدام سلاح ذلك الملك، كما رفض الاتكال على ذراعه وخططه وتقنيات النجاح البشرية في الحروب.. وواجه أخطر عدو.. عملاق.. متكلاً فقط على اسم الرب.. لأّن أغلب أوقات داود كانت في البرية.. كان يُدرك أهمية البرية ويعرف قوانينها.. فنجح !!!

ما يدعونا إليه الرب ليس بالسهل ولا بالمنطقي، لكنه يدعونا للإيمان بأمور لا ترى، واليقين بأمور خارجة عن الواقع، وللقيام بأعمال أعظم من التي قام بها بنفسه، ولذلك هو بحاجة إلى مؤمنين حقيقيين حاسبين ومستعدين لاحتمال النفقة، من أجل إتمام الدعوة و تقدُّم الملكوت.

سمعت كلامًا لواعظ أحدث فرقًا كبيرًا في حياتي، وهو كان يقول:
إنّك تعرف أين أنت الآن مع الرب.. لكن لا يُمكنك أن تعرف أين ستكون.
لا تحاول أبدًا أن تشعر بالأمان في المكان الذي سيقودك إليه الرب متكلاً على أسس بشرية أو ظروف معينة، لأنّه سيدعوك لتحقيق المستحيل ولأمور لن تتخايل أنّه بإمكانك القيام بها بقدراتك الطبيعية، وبطبيعة الحال لن تجد راحة وأمان هناك. ولهذا السبب الجوهري ينبغي أن يكون مصدر أمانك الوحيد هو شخص الرب، لأنّه لا يتغيّر وليس فيه ظل دوران.
نعم.. سيفاجئنا دائمًا بما يصنع فينا ومن خلالنا، لكنّه هوَ هوَ أمسًا واليوم و إلى الأبد.

إذهب إلى البرية لتلتقي الرب ولكي يخاطبك ويعلّمك أمورًا لا يمكنك تعلّمها سوى في البرية..
" من هذه الطالعة من البرية كأعمدة من دخان معطّرة بالمر واللبان وبكل عطور التاجر... من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها... " (نشيد الأنشاد 3 : 6، 8 : 5).
خرجت العروس.. أي الكنيسة من البرية بنتيجتين هامتين:
الأولى: معطّرة بكل أنواع العطور التي منحها إياها الرب.
الثانية: خرجت مستندة على حبيبها.
عندما تفهم هدف البرية، وتجتاز الإمتحان بنجاح.. ستخرج أخيرًا متعلمًا كيف لا تستند على شيء إلاَّ على حبيبك.. الرب يسوع المسيح.

إذهب إلى البرية.. ودعه يعمل في حياتك ليُعدّك لإتمام خطته لحياتك. إنّه وقت ممتع وثمين.
لا تستعجل للخروج من هذه البرية.. لكن سلّم نفسك بالكامل للرب وثق أنّه سيُعدّك وينقّيك:
" يا رب لم يشمخ قلبي ولا استعلت عيناي ولا حفلتُ بالعظائم وما يفوق إدراكي، ولكنّي سكّنت نفسي وهدأتها، فصار قلبي مطمئنًا كطفل مفطوم مستسلم بين ذراعي أمّه " (مزمور 131 : 1 – 2).
أمور كثيرة قد لا نعرف أسبابها، وهذا ما قاله داود.. لم تستعلِ عيناي بما يفوق إدراكي.. لكنه بسبب ثقته بالرب، سكّن نفسه وهدّأها كطفل فطيم مستسلم بين ذراعي أمّه.. فاطمئن قلبه..
لماذا كلمة " فطيم " وليس طفل فقط؟

لأنَّ الفطيم هو الطفل المتعوّد أن يرضع من صدر أمه عدة مرات في النهار.. وفجأة يتم فطمه دون شرح الأمر له، وبالطبع ستنتاب هذا الطفل تساؤلات:
لماذا لم تعد أمي تريد إرضاعي؟
هل ستوقف الطعام عنّي؟
هل تريد قتلي ربما؟
أين حنانها؟ أين حبّها؟
وأسئلة أخرى كثيرة..
فهل هذا يحصل معنا أحيانًا؟

بالطبع نعم.. وهنا يأتي دور الثقة والإيمان بمحبة الرب بالرغم من الظروف المعاكسة، أو حتى المناقضة لهذه المحبة أحيانًا من وجهة نظر بشرية.. لكن هنا يكمل عمل البرية.. هنا يتوقف الحليب واللبن لكي يأتي دور اللحم والطعام القوي، وهنا ينبغي أن نثق بتعاملاته معنا.. لكي نخرج من البرية تفح منّا رائحة العطور، ونكون متكئين على حبيبنا فقط !!!

إذهب إلى البرية.. لتغدو شبه يسوع، ولكي تنطلق نحو الهدف بخطى ثابتة مجتازًا كل الأمواج والصعوبات.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يسوع | انت الوحيد الذى إذهب إليه حينما لا أعلم أين إذهب
إذهب إلى الله
إذهب .. والرب معك ..
إذهب حيث يرتاح قلبك إذهب حيث ترغب أنت
إذهب للكلمة


الساعة الآن 04:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024