رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عربون الروح القدس ولكن الذي يُثبِّتنا معكم في المسيح، وقد مسحنا هو الله، الذي خَتَمنا أيضًا وأعطى عربون الروح في قلوبنا ( 2كو 1: 21 ، 22) يُذكَر الروح القدس باعتباره العربون، ثلاث مرات، كلها في رسائل الرسول بولس ( 2كو 1: 21 ، 22؛ 2كو5: 5؛ أف1: 13، 14). وهناك معنيان للعربون: المعنى الأول: العربون هو مبلغ من المال يُدفع لضمان جدية المتعاقد في إتمام ما بدأه، بحيث يخسر العربون الذي دفعه إذا تقاعس أو فشل في إتمام الصفقة. وحيث أن الروح القدس هو الله، فكأن الله بنفسه يضمن إتمام الفداء بالنسبة لنا. وعليه فإن عربون الروح يملأ قلب المؤمن بالثقة والسلام من جهة أبديته، ويقوده فعلاً للسجود. فنحن حين آمنا، أصبحنا ملكًا للرب، فختمنا الله لضمان وصولنا إليه ( أف 1: 13 ، 14)، لكن لاحظ أن الله لم يطلب منا عربونًا لضمان سيرنا القويم، أو لضمان جدية توبتنا، بل يا للعجب، فإنه هو الذي خلَّصنا، وهو الذي أعطانا العربون، عربون ميراثنا! وعادة يكون العربون جزءًا من الثمن المُتفق عليه، بحيث يتم خصمه من المبلغ الكُلي عند إتمام الصفقة. وهذا يعطينا فكرة جميلة عن معنى العربون. فحيث أن العربون هو جزء مما سيحصل عليه المُتعاقد في النهاية، وحيث أن الروح القدس هو العربون، فهذا معناه أن الروح القدس سيكون لنا في السماء، وأننا بواسطته، سيمكننا أن نستمتع بما لنا في السماء. لكن لأنه يسكن فينا من الآن، فإنه يستجلب لنا أفراح السماء عينها قبل أن نصل إليها .. فيا لغبطتنا! فالله لم يُعطِنا مجرد وعد بالميراث الأبدي، بل أعطانا الروح القدس الذي بواسطته يمكننا أن نتذوق من الآن شيئًا من الأفراح القادمة التي لا تنتهي. والمعنى الثاني للعربون: هو خاتم الخطبة (الدبلة) الذي كان يقدمه المُحب لحبيبته. وهو يُسمّى باللغة اليونانية "عَرَبون" (ذات الكلمة المُستخدمة هنا عن عربون الروح القدس). فإذا كان المعنى الأول يرتبط بالصفقة التجارية، وبالتالي فإنه يرتبط بالبر، فإن المعنى الثاني له علاقة بالحب. فعلاقتنا مع الله ليست فقط مرتبطة بالبر، بل بالأولى جدًا بالمحبة الأزلية التي في قلبه من نحونا. فلقد خطبنا الروح القدس لرجلٍ واحد هو المسيح ( 2كو 11: 2 )، وكما تذكِّر الدبلة الخطيبة، بالرجل الذي خُطبت له، الذي وجدت فيه ما تشتهيه، ووجد فيها كل مُناه، كذلك الروح القدس يذكِّرنا دائمًا بأننا مخطوبون للمسيح، وأننا غرض محبة قلبه. |
|