يا لروعة الصلاة بالمزامير
كيف ينتفع الإنسان بكنوز صلاة المزامير التي لا تنفَذ؟
الشرط الأساسي لحدوث هذا هو أن يكتشف الجمال الذي لا نظير له الذي تحويه المزامير.
أن كان الكتاب المقدس يشرح خطط الله الأزلية في خِلْقَة الكون وتدبيره فالمزامير هي بلورة وتكثيف لهذا العمل في كون صغير من التسابيح الشفافة.
أن روعة المزامير ستنقل المؤمن تلقائيًا من الجمال المشتت المبعثر هنا وهناك إلى الجمال المصدر الجمال الفائق. الله.
وجمال المزامير اللفظي لا ينفصل عن جمالها الروحي لأن الاثنين ممتزجان معًا كومضات الفجر مع أشعة النهار البيضاء.
إن نور المزامير بتلاوتها وتنغيمها يُنير حياة المؤمن ويفرحنا، كما ملأت المزامير حياة أبائنا القديسين بالفرح إذ أشيعت نفوسهم بتدبير المسيح الخلاصي ونصرته على الشياطين عدوهم الأول وعلى الموت عدوهم الأخير.
فعلى المؤمن أن يكسب حياته هو في المزامير حتى إذا رتلها يكون معبرا عن مشاعره الشخصية في الكلمات التي تنطق بها شفتاه.
المزامير تقود المؤمن الذي يتعمق فيها حتى يتقابل قلبه مع القلب المطعون الذي للمخلص، تقوده إلى ذلك القلب الذي هو شمس ونور كل القلوب حيث يهمس له الروح بلا توقف:
اذهب إلى الله....
وهو يجيب من الأعماق: ها أنا ذاهب.