رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان حرياً بهم أن يتوجوه ملكاً على أورشليم بدلاً من سفك دمه تحت لهيب الشمس، لكن كيف له أن يرضى بمُلك أرضي زائل وهو الذي ينشد مملكة ملئ السمع والبصر، نعم، لم يكن يسوع ليقبل بتاج مرصع بجواهر فارس ونينوى وهو الذي ينشد تاجاً من وميض البرق وألوان السماء.
لم يكن يرضى برعية تكدح كثيران الحرث وتشقى كعبيد السفينة بل رعية تولد من جديد ، لأن ابن الإنسان جاء ليَخدم لا ليُخدّم، نعم، لقد جاء الناصري العجيب حاملاً طستاً ومنشفة ليغسل أرجلنا جميعاً ويمسحها برفق متناه تماماً كما تفعل الأم الرءوم مع صغارها العائدين في المساء مع خراف الحظيرة، لم يكن بحاجة لشعب يرفع في وجهه السوط والسيف وهو الذي يريد أن يضم الجميع تحت جناحيه تماماً كما تفعل الدجاجة مع صيصانها (فراخها الصغار) ، لكنهم رأوا أنه من الحكمة موت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها. لقد صلبوه تحت حر الشمس وكللوه بشوك الخريف اليابس فلم يزده هذا إلا ارتفاع قلاعه أكثر فأكثر لتعانق زرقة السماء، فاكتملت أبراج مملكته السماوية ليعبر بجيش الكلمة أسوار أريحا ونهر الأردن. لقد كنت أنا ومجموعة من رفاقي داخل السنهدريم نعارض "قيافا" بشدة الذي رأى أن يموت هذا المجدف المترامي على وحي الأنبياء عوض أن تهلك إسرائيل فأرغموا بيلاطس على توقيع الحكم ولو تمعنوا جيداً في كلام يسوع لناصري لوجدوه نفس الكلام الذي ردده موسى وإيليا وأليشع ويونان وكل أنبيائنا القدامى، لكن بعبق فريد وأنوار جديدة، والحق الحق أقول أن هذا الآتي من ناصرة الجليل لم يأتي لينقض بل ليكمل وليعبر بالشعب صحراء تيهه وخوفه وعجزه تماماً كما فعل موسى لكن لضفاف مملكته الساحرة ولأودية تفيض نوراً وعطراً، فحسبوه مجدفاً ونافخاً بالبوق فصلبوه كما يُصلَب المجرم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الآراء الخاصة بهروب المسيح دون صلبه، أو بهروبه بعد صلبه |
غرف معيشة زاهية |
هل شاهدت قلب قطة من قبل؟! |
هل شاهدت قلب القطة من قبل؟ |
هل شاهدت الأمطار عن بعد |