وهو يُسرع الى معونتنا
حين نمر في تجارب وتحيط بنا الصعوبات ونعبر في ضيقات نسعى الى الله ، نلتفت اليه ، نطلب عونه وفرجه وخلاصه . نرفع قلوبنا وصلواتنا اليه . نشكو ضيقاتنا ونصرخ آلامنا اليه . كأنه لا يرى ولا يسمع ولا يحس بما نعانيه . يعلو صراخنا لنلفت نظره ، ونطلب تدخله بسرعة ، نستعجله ، نطلب النجاة بسرعة . ساعات التجربة ثقيلة قاسية ، نستحث الله ليختصرها وينهيها في اسرع وقت . حين كان التلاميذ بالسفينة وسط العاصفة والامواج تضرب السفينة تكاد تحطمها ، شعروا بالخطر ، خافوا أن تغلبهم العاصفة ، وكان المسيح في المؤخرة على وسادة ٍ نائما ً ، لم توقظه الريح ولا الموج ولا صخب البحر الهائج ، فايقظوه هم وقالوا له : " «يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟» " (مرقس 4: 38 ) وسط خوف الموت لم يدركوا ما يقولون . طبعا ً يهمه سلامتهم . تصوروه نائما ً لا يبالي ، لكنه ليس نائما ً ، هو يبالي وكان لا بد يتدخل وينقذهم . وتدخل : " فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ! اِبْكَمْ!». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ . وَقَالَ لَهُمْ : «مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ ؟»
ونحن نمر في عواصف الحياة ننشغل بالعواصف ، نحاول مواجهتها ، نقاومها ، لكننا فجأة نتذكر الله ، نتصوره نائما ً لا يبالي ولا يهتم . وحين نصرخ له يُسرع لنجدتنا ويسكّن الريح ويُسكت العاصفة . نحن في خوفنا نعجّله ونستعجله ليتدخل سريعا ً ، وهو يرى ذلك عدم ايمان ٍ به . نصرخ مع داود النبي ونقول : " يَا رَبُّ ، إِلَى مَعُونَتِي أَسْرِعْ . " ( مزمور 40 : 13 ) ويُسرع الرب ، لا ينتظر حتى ينفذ صبرنا وتنهار مقاومتنا ويتحطم رجائنا . يقول داود النبي في المزمور 30 " عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ . " ساعات الالم لن تطول ، الزمن ملكه والوقت في يده ، وهو يُسرع الى معونتنا .