الصليب في سر مسحة المرضى الذين يسقطون في الأمراض بسبب سوء حياتهم وعجزهم وخوفهم من الموت فهؤلاء أحيانًا يؤدبون بالمرض لشفاء النفس من الشهوة ومتى كشفوا هؤلاء لشيوخ الكهنة أمراضهم الحقيقية يأتون بهم إلى البيعة ويشترك الشعب كله في الصلاة لكي يقيم الرب هؤلاء الساقطين بالطلبة والصوم وتضرع الكهنة. وبعد ذلك يرشمونهم بزيت مسحة المرضى: على جباههم ويرشمون ذات موضع ختم الميرون لأن قوة الروح التي ختمتهم هي التي تعيدهم إلى الحياة وترد لهم بهاء العطية الأولى أي ختم الميرون الذي لا يزول مطلقًا فهو ختم ملكوتي قائم بقوة ربنا يسوع الملك. ولكن بهاء ذلك الختم الذي يحرق الشياطين كَمُنَ بسبب السقطات أما بالمسحة فهو يشع من جديد. ويرشم أيضًا موضِع الحنجرة لأن فيها اللسان والنطق وهى التي فيها تصدر أفعال الشر وتولد فيها الأفكار الخفية التي تصبح جهرانية بالنميمة والسعاية. والحنجرة رحم العداوة والوقيعة وليس عبثًا أن قال القديس يعقوب الرسول: "الرجل الكامل هو من يلجم لسانه بالكمال". فلا يتكلم إلا كلام المحبة الذي يرطب قلوب الناس ويقضى على الشكاية فيزيل مرارة السعاية ويجعل كلمات العتاب بلسم. أما رشم اليدين اليسرى وبعدها اليمنى فهو على ذات موضع الرشم بالميرون. ورشم اليد اليسرى هو طلب شفاء الإرادة الخفية أما رشم اليد اليمنى فهو طلب شفاء قوة الإنسان لكي يعود صحيحًا معافًا وبلا أمراض.