"من هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبه" (٨: ٥)
إن هذه الطالعة من البرية هي إشارة إلى النفس التي تعيش في العالم.. لقد سمح الرب بحسب تدبيره أن يتغرب شعبه في البرية أربعين سنة وذلك من أجل تدريبهم الاعتماد عليه في كل شيء، بل أكثر من هذا أن يعلموا أنه هو طعامهم وشرابهم!! كان المن النازل من السماء وكان الصخرة التي تفجر منها الماء وتابعتهم حيثما حلّوا، وكلاهما كان رمزًا للمسيح!! كان موسى يقود الشعب في البرية، وخلفه يشوع الذي أدخلهم أرض الميعاد.. ولكن ههنا من هو أعظم من موسى ومن يشوع إنه الرب ذاته الذي قال "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيء".. رن العروس مستندة على حبيبها. بدون نعمة المسيح يسقط الإنسان ولا يستطيع أن يتقدم خطوة واحدة.. ما أجمل التعبير "مستندة على حبيبه".. ماذا يستطيع الإنسان الضعيف أن يعمل بدون عمانوئيل الذي تفسيره "الله معنا"؟!.. إن الرب يريدنا أن نستند عليه في كل شيء "للآن لم تطلبوا شيئًا باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كامل".